محليات

“التيار” منقسم.. هل تغيّر “8 آذار” تكتيكها وتعدل عن “الورقة البيضاء”؟!

مع بدء العدّ العكسي لجلسة الخميس النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي يبدو أنّها ستصبح “روتينًا أسبوعيًا”، بدأ الكثير من “الهمس” يُسمَع في الأوساط السياسية المتابعة عن بعض “المفاجآت” التي قد تحملها هذه الجلسة، وعلى رأسها احتمال “تراجع” رصيد الأوراق البيضاء، مع اتجاه لدى البعض لاستبدالها باسم معيَّن، ولو أنّ “الثابت” أنّ مصير الجلسة لن يكون “أفضل” من سابقاتها قبل مرحلة الشغور الرئاسي.

من ضمن ما يُحكى أيضًا أنّ “التيار الوطني الحر” تحديدًا هو الذي يدفع بهذا الاتجاه، مع إعلان عدد من نوابه أنّ خيار “الورقة البيضاء” لم يعد مقبولاً في هذه المرحلة، بل “حسم” نائب رئيس البرلمان إلياس بو صعب مثلاً أنّه لن يصوّت بورقة بيضاء، بمعزل عن قرار تكتل “لبنان القوي”، فيما ذهب آخرون أبعد من ذلك، بالقول إنّ نقاشًا فُتِح حول “جدوى” تعطيل نصاب الدورات الثانية من جلسات الانتخاب من اليوم فصاعدًا.

وإذا كان هناك من يتحدّث عن “انقسام” بين نواب “الوطني الحر” في المقاربة، يفترض أن يُحسَم في الساعات المقبلة من خلال اجتماع أو أكثر للتكتلّ من شأنه البتّ بالأمور العالقة، فإنّ علامات استفهام تُطرَح عن موقف “الثنائي الشيعي”، ولا سيما “حزب الله“، الذي يدرك القاصي والداني أنّه كان عرّاب “الورقة البيضاء”، التي حمته حتى الآن، من “إحراج” يقع فيه بين “حليفيه” جبران باسيل وسليمان فرنجية، فهل هو جاهز فعلاً لتغيير “التكتيك”؟!
 
تباين داخل “التيار”
داخل “التيار الوطني الحر”، يبدو الانقسام واضحًا على كيفية “مقاربة” الاستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة. بين النواب من بات مقتنعًا أنّ المضيّ بخيار “الورقة البيضاء” في مواجهة مرشح المعارضة، النائب ميشال معوض، خيار أكثر من خاسر، فهو يُظهِر هذا الفريق وكأنّه يصوّت في مكان ما لـ”ديمومة الفراغ”، باعتبار أنّ لا مرشح لديه لملئه، أو بالحدّ الأدنى لمواجهة معوض، ولو كان يعتبر ترشيح الأخير “غير جدّي” عمليًا.

صحيح أنّ ثمّة قناعة لدى هذا الفريق أنّ الوقت لم يَحِن بعد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وأنّ مقوّمات الاتفاق لم تنضج بعد، ما يعني أنّ أيّ اسم يُطرَح الآن سيكون شأنه شأن معوض، مرشح “الوقت الضائع” ليس إلا، إلا أنّ بين النواب من يعتقد أنّ هناك الكثير من الأسماء “القابلة للحرق”، إن جاز التعبير، داخل “التيار” أو خارجه، ويمكن اللجوء إليها في هذه المرحلة، تفاديًا على الأقلّ لتحمّل المسؤولية “الأخلاقية” بتعطيل الاستحقاق.

وإذا كان المروّجون لهذا الخيار يريدون الدفع نحو مواجهة المعارضة، منعًا لتصوير معوّض وكأنّه المرشح الوحيد الذي لا ينافسه أحد، وللتأكيد على أنّ التفاهم واجب طالما أنّ المرشحَين لا يملكان الأكثرية المطلوبة، فإنّ ثمّة من يضعه في خانة “تبادل الرسائل” مع “حزب الله” تحديدًا، خصوصًا أنّ انطباعًا بات جليًا لدى “التيار” بأنّ الحزب في صدد تبنّي ترشيح فرنجية، وهو ما فُهِم أصلاً من أجواء اللقاء بين باسيل والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

حزب الله” متريّث
وكما داخل “التيار”، ثمّة فريق وازن داخل قوى “8 آذار” يدعو لكشف الأوراق صراحةً، باعتبار أنّ ما بعد الشغور الرئاسي لا يمكن أن يكون كما قبله، حيث يعتبر هؤلاء أنّه بات مطلوبًا خوض “معركة” سليمان فرنجية صراحةً وجدّيًا، ولا سيما أنّ الأخير هو بشهادة القاصي والداني، المرشح “الفعلي” لهذه القوى، ولو كان “غير مُعلَن” حتى الآن لاعتبارات كثيرة، على رأسها “مراعاة” خصوصيّة جبران باسيل وتحفّظاته.
 
لكن لا يبدو، وفق المعطيات المتوافرة، أنّ “حزب الله” في وارد “تبنّي” هذا الخط، هذا الأسبوع بالتحديد، ولو كان “متوجّسًا” من احتمال أن يقدم “التيار الوطني الحر” على ترشيح أحادي في جلسة الخميس يعقّد الأمور ويزيد الانقسام داخل “8 آذار”، بعدما نجحت “الأوراق البيضاء” في الترويح لـ”وحدة وهمية” داخل هذا الفريق، علمًا أنّ الحزب يفضّل عدم طرح اسم فرنجية، إلا بعد “ضمان” فرص نجاحه، تفاديًا لـ”حرقه” كغيره.
 
ويقول العارفون في هذا الإطار إنّ “الحزب”، ولو بدأ بطرح اسم فرنجية في أوساطه ومع حلفائه، ليس في وارد تبنّيه علنًا من الآن، خصوصًا أنّ “التكتيك” الذي يعمل عليه، يقوم على عدم تصوير رئيس تيار “المردة” على أنه “مرشح حزب الله“، بما قد يضعف فرصه، وهو يفضّل منح فرنجية “هامشًا” يستفيد منه لرفع رصيده، وهو ما بدأه أساسًا في تصريحاته الإعلامية الأخيرة، وتوّجه بمشاركته المعبّرة، شكلاً ومضمونًا، في منتدى الطائف الأسبوع الماضي.
 
لم يعد خافيًا على أحد أنّ سليمان فرنجية هو مرشح “8 آذار” الجدّي والحقيقي لانتخابات الرئاسة، أولاً لكونه يمتلك حظوظًا فعليّة خلافًا لـ”غريمه” جبران باسيل، وثانيًا لكونه “المفضّل” لدى معظم مكوّنات هذا الفريق. لكن ليس خافيًا على أحد أنّ “فيتو” باسيل على فرنجية، والذي يصرّ على تكراره في كلّ إطلالاته، لا يزال يشكّل “ضغطًا” على هذا الفريق، وتحديدًا “حزب الله“، الذي يبدو أنه سيبقى “متريثًا” حتى إشعار آخر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى