انقسام داخل تكتّل باسيل وتوتّر مع الحزب!
كتبت ملاك عقيل في “اساس ميديا”:
استناداً إلى تصريحات علنيّة لبعض نواب التيار الوطني الحر يُفترض أن يتمّ التوافق اليوم خلال اجتماع تكتّل لبنان القوي في مقرّ التيار على تخطّي استراتيجية الأوراق البيضاء وتبنّي اسم مرشّح يخوض من خلاله العونيون الجولة الخامسة من الانتخابات الرئاسية. لكنّ هذه الخطوة لا تزال دونها عقبات لغياب التوافق على مستويين: الأول مع حزب الله، والثاني عدم التوافق على استراتيجية موحّدة على خطّ جبران باسيل – نبيه برّي – حزب الله، خصوصاً أنّ سليمان فرنجية حتى إشعار آخر هو مرشّح عين التينة وحارة حريك.
لذلك قد لا تختلف جلسة الخميس بخطوطها العريضة عن سابقاتها لناحية تمترس معظم البلوكات الأساسية خلف “أوراقها المحروقة” غير القادرة حتى الآن على إنتاج رئيس، خصوصاً معسكر “الأوراق البيضاء” الذي أثبت “عدّاده” المتأرجح بين 63 ثمّ 55 ثمّ 50 صوتاً أنّه عاجز، وفق الموازين الحالية، عن إيصال رئيس بأكثرية 65 صوتاً.
وفيما تنقسم الآراء بوضوح داخل تكتّل لبنان القوي برئاسة باسيل حيال استراتيجية المواجهة الرئاسية، كان لافتاً تأكيد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في حوار تلفزيوني “أنّني سأصوّت لمرشّح في جلسة الخميس ولم أحسم أمري بعد في شأن الاسم، لكنّني لن أصوّت بورقة بيضاء، وهذا أمر ناقشناه في التكتّل”. فيما زميله في التكتّل النائب نقولا صحناوي أشار في حديث تلفزيوني آخر إلى احتمال التصويت بورقة بيضاء بعد غد الخميس، معتبراً أنّ “بو صعب لديه هامش يمكنه التصرّف فيه وبتنسيق وثيق معه”. كذلك أعلن النائب آلان عون أنّ النقاش مستمرّ، ويتّجه للتصويت لاسم محدّد وليس بورقة بيضاء.
لاءات باسيل الكثيرة
يصعّب باسيل المهمّة أكثر فأكثر على حليفه حزب الله: يرفض ترشيح سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، ويستخفّ بطرح اسم مرشّح من داخل تكتّله على قاعدة “شو عم نمزح؟”، الأمر الذي قابله النائب آلان عون بالقول: “هذا رأي باسيل، لكن الأمر لم يناقش بعد في التكتل الذي يشمل أراء أخرى. وإذا هناك اي فرصة في المفاوضات التي تحصل لأي زميل في التكتل يمكن أن يحصل تفاهم عليه نحن سنكون معه. هذا تحصيل حاصل والموضوع محسوم”.
كذلك يصف باسيل الوزير السابق زياد بارود بـ”الكويّس، لكنّ هذا الأمر شيء، والرئاسة شيء آخر،ومواقف الأفرقاء شيء آخر”، ويطمئنّ كثيراً إلى واقع أنّترشيح ميشال معوّض، وكلّ شبيه له في السياسة، لن يصل إلى مكان. والذروة في “حذف” مرشّحين على لائحة رئاسة الجمهورية تجلّت من خلال الهجوم المباشر الذي شنّه الرئيس ميشال عون قبل قليل من مغادرته القصر الجمهوري على رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود على خلفية موقفه من تحقيقات المرفأ والتشكيلات القضائية.
عمليّاً، يجد باسيل لكلّ مرشّح مطروح من خارج سرب الترشيحات التقليدية “علّة” تعيق وصوله إلى قصر بعبدا، موزّعاً شهادات علنيّة بـ”عدم الكفاءة” لتولّي منصب الرئاسة الأولى. مع ذلك يتمسّك بالتوافق “لكن ليس أيّ رئيس، فنحن وضعنا أولويّاتنا الرئاسية، ومن ضمنها الصفة التمثيلية المباشرة أو بالتجيير، وهناك أشخاص كثيرون يمكن دعمهم”.
يَفرِض باسيل لاءاته الرئاسية مضيّقاً هامش المناورة على حزب الله، فيما يستعدّ لزيارة سوريا ولقاء الرئيس بشار الأسد، متحدّثاً عن زيارة ذات طابع “مشرقي” شبيهة بزيارة ميشال عون لدمشق عام 2008 بعد ثلاث سنوات من عودته من المنفى.
لكنّ مصادر في التيار الوطني الحر تستبعد حصول الزيارة في المدى القريب، مسلّمةً بأنّه “في حال تمّت الزيارة بعد الانتخابات الرئاسية فنحن نعلم، بناءً على الظروف الحالية، أنّ باسيل لن يلتقي الأسد بصفته مؤشحاً لرئاسة الجمهورية، بل رئيس أكبر تكتّل نيابي ومسيحي”.
لا شكّ أنّ فريق أمل – حزب الله والتيار الوطني الحر مأزوم لناحية حتمية خروجه من مربّع اللاتصويت لمرشّح، وذلك بعد أربع جلسات رئاسية طغت عليها الأوراق البيضاء.