القمة الروحية وانتخاب الرئيس…من يسبق اولا؟
منذ توليه منصبه، سعى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى لعقد قمة روحية، ولم يفوّت فرصة لطرح الفكرة على رؤساء الطوائف الذين التقاهم بدءا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مروراً بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وصولاً إلى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب. وكان إجماع من قبل رؤساء الطوائف على دور المرجعيات الروحية وأهمية التشاور بين بعضهم البعض وإعطاء الامل للبنانيين الذين وصلوا الى مرحلة من اليأس بسبب خلاف السياسيين وعدم قدرتهم على الوصول الى حل المشاكل والتوافق.
وفي ظل الفراغ الرئاسي وانسداد الأفق وعدم توصل المجلس النيابي الى انتخاب رئيس للجمهورية، هل حان الوقت لعقد قمة روحية؟
مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان دار الطائفة لم تقفل الباب يوماً أمام إمكانية عقد قمة روحية، وهذا ما سعى ويسعى إليه الشيخ أبي المنى مع رؤساء الطوائف الأخرى. وقد دعت لعقد قمة لأن الوضع المستجد كان يتطلب ذلك، واليوم الوضع أصبح صعباً ودقيقا في ظل الفراغ، وبالتالي الفكرة ما زالت مطروحة.
وردا على سؤال عما يعيق انعقادها، توضح المصادر ان “لا شيء يؤخر القمة إلا الاتفاق على تاريخ معين والنقاط التي سيتم طرحها، ونتمنى ان تنعقد. وعندما يكون هدف القمة واضحا ومحددا ومتفقا عليه، تكون قمة جيدة، أما في حال كانت هناك امور عالقة،عندها لا يكون الوقت مناسبا لها ولا يمكن إتمامها. لكن الرؤساء الروحيين كافة، والحمدلله، عبّروا عن مواقفهم وأكدوا أن هناك مسلمات وأمورا متفقا عليها، لكن القمة تحتاج الى عنوان رئيسي يستدعي عقدها، وان تتشكل لجان لدرس بيان متوافق عليه وطروحات يجتمع حولها الجميع، ومسودات تكون منسقة بين الرؤساء الروحيين، شأنها شأن اي نشاط يتم ويحتاج الى تحضير، لذلك على الاقل يجب ان تكون الاسس التي ترتكز عليها القمة متوافرة.
وتلفت المصادر الى ان هناك مبادرات حثيثة لعقدها، ومشيخة العقل مع الطوائف الاسلامية متفقة على نقاط معينة وتحاول بلورتها، يبقى العمل مع الطائفة المسيحية للتشارك معها، لأن الهدف عقد قمة روحية جامعة وحاضنة لكل أطياف المجتمع ممثلة برؤساء الطوائف وتعرض الوضع اللبناني الصعب. فمعالجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي للمواطنين يحتاج الى معالجة من داخل المؤسسات الدستورية، والتي بدورها تتطلب وجود رئيس للجمهورية. لذلك، عادت عجلة إطلاق القمة الروحية تدور من جديد وانعقادها بات أمرا مهما وضروريا. وتمنّت المصادر ان يسبق السياسيون القمة وينتخبوا رئيسا للجمهورية و”لن نزعل”، جازمة بأن القمة حاجة لأنها تطرح المشاكل وتحاول تذليلها وتبقى الصوت الجامع الموحّد الذي يعطي راحة نفسية وفائدة، وتحافظ على مكونات لبنان وتنوعه وعيشه المشترك.
أما عن مكان انعقاد القمة، فتؤكد المصادر ان لا مشكلة في المكان، “الجميع في قلبنا ونحن في قلب الجميع”، ولكن كون الشيخ ابي المنى انتخب حديثاً وهو من المشاركين في الحوار الاسلامي المسيحي وقدّم اطروحة الدكتورة حول هذا الموضوع يسعى لأن تكون القمة خلال ولايته في دار الطائفة، خاصة وان الدار شكلت دوماً جسر تواصل بين الجميع، اذا كان هناك اختلاف في الرأي بين طرف وآخر تلعب دورا جامعا. كما انها بعيدة عن اي اصطفاف لأي جهة كانت وتقف الى جانب الدولة والحق، وتاريخها يشهد على ذلك، كما ان الخطاب الصادر عنها معتدل دوما.