الخطّ الثالث… معارضة عونية أو حركة سياسية مسيحية؟
لن يكون المشهد داخل البيئة العونية والقواعد الشعبية كما كان عليه سابقاً، وكما تعوّل قيادة “التيار الوطني الحر” عليه، بعد نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وعودته مجدداً إلى الرابية وإلى “التيار”، حيث يجري الحديث عن رصٍّ للصفوف، وربما عملية إعادة لمّ شمل العونيين الذين افترقوا عن القيادة الحالية.
فالإستنفار الذي انطلق من خلال المعارضة “العونية” السابقة، قد تبدّل وتحوّل إلى خطٍ سياسي جديد يُطلِق عليه قيادي سابق في “التيار الوطني”، الخطّ الثالث، مستبعداً أي تلاقٍ مع القيادة الحالية أو مع الرئيس عون في المرحلة المقبلة.
ويكشف القيادي السابق في “التيار الوطني” أن “لا صحة لكلّ ما يتمّ تداوله عن لمّ شمل العونيين القدامى أو التياريين”، ونافياً بشدّة ما جرى الحديث عنه في اليومين الأخيرين، عن رغبةٍ لدى رئيس الجمهورية السابق بالعمل على “رصّ الصفوف من جديد حول رئيس التيار الوطني جبران باسيل”، وقال” لو هِنّي بدّن، نحنا ما بدنا نرجع نزقّف لجبران باسيل أو غيرو”.
وجوهر الخلاف ما بين القيادة العونية والمعارضين، إختصره القيادي نفسه، بالتحوّل الذي أصاب “التيار الوطني”، والذي كان في السابق يواجه الميليشيات والزعماء التقليديين، ولكنه “تحوّل إلى كلّ ما كنا نحاربه، وبمعنى آخر، فإن ميشال عون تحوّل إلى زعيمٍ تقليدي كما الآخرين، ولذلك، فإننا نعمل اليوم على إنشاء خطٍ ثالث للمسيحيين لا يشبه أي حزب أو زعامة تقليدية، وإلاّ فإن المسيحيين يسيرون نحو جهنّم ونحو الزوال”.
وعن أهداف هذا الخطّ الثالث، يشير القيادي العوني السابق، إلى أنه سيكون “خطاً معارضاً يملك رؤية متقدّمة للبنان، ويعمل على التأسيس لثلاثة عناوين، أولها العلاقة ما بين المواطن والدولة ونظرة الدولة إلى المواطن، والثانية، العلاقات اللبنانية ـ الإقليمية، ودور اللبنانيين في الإقليم، وأمّا الثالثة، فهي محاربة الفساد، ولكن ليس من خلال الشعارات الفارغة، بل عبر إنشاء دولة العدالة والمؤسّسات”.
ويكشف عن انضمام العديد من المحازبين القدامى، إضافة إلى مناصرين جدد إلى هذا الخطّ، مشيراً إلى تواصلٍ مع قياديين انفصلوا حديثاً عن “التيار”، ومعتبراً أنه من الممكن الإتفاق مع كلّ من يقترب من هذا الخط الثالث وتدوير الزوايا معه”.
وعمّا إذا كان الصراع هو مع قيادة “التيار” الحالية، يوضح القيادي نفسه، أن “الخلاف الحقيقي هو مع ميشال عون شخصياً، لأن باسيل هو أداة صغيرة في هذا المشروع”.
وعن توقيت إعلان هذا الخطّ الثالث، يوضح أنه ما من حاجة للإعلان عنه، لأن العمل متواصل، وهناك عدة أطراف تتناغم مع هذا الخطّ، وهي خارج كلّ الإصطفافات الحزبية والتقليدية التي أوصلت المسيحيين إلى جهنّم، وهي كلها منخرطة في المنظومة ولا تملك أيّ مشروع او رؤية للمسيحيين، الذين باتت خياراتهم محدودة، وعليهم أن يقرّروا المسار الذي سيسلكونه قبل أن يصبحوا خارج اللعبة”.
“ليبانون ديبايت”