“ماما ان شاء الله بشوفك أهم دكتوررة”… الطالبة ماغي من لقب دكتورة المستقبل للقب”شهيدة العلم”
استفاقت منطقة جبل محسن صباح اليوم، على كارثة انسانية ربما فاجعة تضاف الى عداد الفواجع التي تكاد تطوف في طرابلس من فترة لأخرى، في بلد لم تنته به المآسي على شتى أنواعها وأشكالها.
الحدث اليوم هو سقوط سقف في “ثانوية طرابلس المختلطة الثانية الرسمية”، المعروفة بـ”مدرسة الأميركان”، على طلابه ما أدى الى مقتل الطالبة “ماغي محمود” التي لم تقترف أي ذنب لتقتل على مقعدها الدراسي وسقوط طالبتين جريحتين.
“ماما انتبهي عا حالك منيح وان شاء الله بشوفك أهم دكتورة” بهذه العبارات ودّعت ام ماغي، ماغي صباحاً ليأتي خبر مقتل ابنتها بعد ساعة من ذهابها من منزلها.
من الصعب ربما وصف حالة أهل فقدوا ابنتهم فيما كانوا على يقين بانها في مكان آمن تصنع مستقبلها فيه.
وفي اتصال بمديرة الثانوية نجوى الشتوي التي امتنعت عن التصريح عن الحادثة، وقالت: الحادثة قيد التحقيق وعلينا الانتظار ما يكشفه.
من جهته وصف مختار المنطقة “عبد اللطيف صالح”،وقع المأساة على اهل الفتاة وأهل المنطقة ككل لافتا الى حالة الفقر المدقع لاهل الفتاة ، وقال:” حالتهم لا توصف بالكلمات بعد هذه الفاجعة التي حلت بهم ، ابنتهم استيقظت صباحا وذهبت الى مدرستها عند السابعة والنصف ليأتي خبر وفاتها بعد ساعة”.
ولفت صالح الى أنه قام باتصال مع “أمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد الخير” وطالبه بثلاثة اشياء. اولا، بالنظر للمنطقة في هذه الحادثة وخصوصاً بعد سقوط جرحى لم تتحرك وزارتا التربية اوالصحة لتأمين استشفائهم، بل بادرت اليونيسيف الى دفع المبلغ التي بلغ 2000$ أميركي لمستشفى النيني لمعالجة الطالبتين، الاولى لديها كسر بالكتف والثانية كسرين بالحوض.
أما المطلب الثاني، فكان بارسال فريق واعداد تقرير مفصل وتقني عن المدرسة لاكمال العام الدراسي.
فيما المطلب الثالث، فتحقيق شفاف ومحاسبة من تقع على عاتقه المسؤولية كي لا يذهب دم ماغي هدراً لان لا ذنب لها.
وعن نواب طرابلس، اعتبر صالح أن “ما حصل من مسؤوليتهم ويتوجب عليهم الاجتماع والتطرق للموضوع كما فعلوا عند سقوط المبنى في ضهر المغر، فنحن ابناء جبل محسن كابناء طرابلس وقبل ان نكون ابناء الجبل نحن ابناء هذه المدينة ولا نختلف عن احد كابناء التبانة والقبة وغيرهم من مناطق المدينة”.
وشكر النائب فراس السلوم على تاديته واجب العزاء وطالبه كما طالب نواب طرابلس بان ينظروا لشؤون وحاجات هذه المنطقة.
وعن زيارة وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي للمدرسة، قال: “نعم زارها من حوالي اسبوع وايضا قام بزيارة مدرسة سليمان البستاني للبنات”.
ووجه صالح نداء للمعنيين؛ قائلا:” الكارثة هنا ان المدراس متصدعة وبحاجة لصيانة وخصيصاً بعد أحداث الجبل والخوف من تكرار هذه الحادثة في تلك مدرستين اخريتين”.
وكشف: “المبنى الذي سقط السقف به كان تابعا للبطريركية المارونية وقد اشتراه شخص من وقف البطريركية لكن بوجود بند جزائي بمنع التغيير من معالمه لأنه مبنى اثري، فلم يقم بتغيير شيء ولكن عندما قام بتأجير المبنى دون اي اصلاح شيء، الم تعاينه المستأجرة وهي وزارة التربية لضمان ان يكون صالحا لاستقبال الطلاب؟
اكثر من جهة تتحمل مسؤولية ما حصل اذا. لكن، يخشى أهل الجبل الذي يغلي غضبًا كما يخشى ذوو الشابة الفقيدة، من تمييع التحقيقات وذهاب دمائها هدرًا، فيما يصفها رفاقها وأهالي الجبل بـ”شهيدة العلم”، وضحية جرائم الإهمال.
محمد عبدالرحمن – vdl news