محليات
عون “يفضح” نفسه!
الإطلالة الأخيرة للرئيس ميشال عون بصفته رئيسًا لجمهورية من على منبر القصر الجمهوري فضحته. قد يستغرب البعض هذا القول، ولكن الوقائع أثبتت صحة هذه “الفضيحة”، ولنسمّها “تهمة” حتى لا يُقال “أن الضرب بالميت حرام”.
فكيف “فضح” الرئيس عون نفسه، وكيف إختصر سنواته الست في قصر بعبدا بدقائق قليلة عندما أطّل على الجماهير المزدانة باللون البرتقالي، أعلامًا وملابس؟
كان يُفترض بالرئيس عون، وهو الذي قيل عنه إنه “بي الكل”، أن يكون حتى اللحظة الأخيرة رئيس كل لبنانوجميع اللبنانيين، وليس رئيسًا لفئة معينة من الناس. وهذا يثبت أن الطبع أقوى من التتطبع. في لحظة الهتاف “بالروح، بالدم نفيدك يا “جنرال”، و”الله ولبنانوعون وبس”، نسي رئيس الجمهورية أنه رئيس ٌ لجمهورية إسمها لبنان.
وهذا يثبت بالوقائع الحسّية وبالعين المجرّدة أنه كان طوال فترة ولايته رئيسًا لـ”العونيين”، وأن الآخرين لم يدخلوا مرّة واحدة في حساباته الضيقة. من هنا نفهم لماذا تركه هؤلاء جميعًا وحيدًا مع تياره البرتقالي، الذي حاول من خلال الحشد الجماهيري المصطنع، تعويض هذا النقص في التضامن الشعبي الواسع.
ولهذا السبب كان الفشل الذريع. ولهذا السبب رأى اللبنانيون في كل ما قام به رئيس الجمهورية بصمات خفيّة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي لم يترك لعمّه صاحبًا، وليس كما قال الرئيس عون نقلًا عن قول مأثور للإمام علي، وهو أن الحق لم يترك له صاحبًا.
فإستماتة باسيل في حصوله على “الحصّة المسيحية” في التعيينات العسكرية والقضائية والإدارية في الدولة اللبنانية حتى اللحظة الأخيرة هي التي أبعدت الجميع عن رئيس الجمهورية، الذي تبادل الأدوار مع صهره، “سندة ظهره”، فتحوّل إلى رئيس ظلّ لـ”التيار الوطني الحر” فيما تحوّل جبران إلى رئيس ظل” للجمهورية اللبنانية.
ولا نكشف سرًّا عندما نقول أن التشكيلة الحكومية كانت ستبصر النور لو أن الرئيس نجيب ميقاتي “ساير” باسيل في مطالبه الأخيرة، وهي تتمحور حصرًا حول دفعة من التعيينات في المراكز الحسّاسة في الإدارة اللبنانية. ولو تمت هذه التعيينات وفق ما يشتهيه آكل أخضر التعيينات طوال ست سنوات ويابسها، لكان ذراعه إمتدّت لتطاول كل المفاصل الحسّاسة في الإدارة اللبنانية، ولكان إستطاع أن يملأ مرحلة الفراغ الرئاسي بحضوره الدائم من خلال هذه المواقع.
فإستماتة باسيل في حصوله على “الحصّة المسيحية” في التعيينات العسكرية والقضائية والإدارية في الدولة اللبنانية حتى اللحظة الأخيرة هي التي أبعدت الجميع عن رئيس الجمهورية، الذي تبادل الأدوار مع صهره، “سندة ظهره”، فتحوّل إلى رئيس ظلّ لـ”التيار الوطني الحر” فيما تحوّل جبران إلى رئيس ظل” للجمهورية اللبنانية.
ولا نكشف سرًّا عندما نقول أن التشكيلة الحكومية كانت ستبصر النور لو أن الرئيس نجيب ميقاتي “ساير” باسيل في مطالبه الأخيرة، وهي تتمحور حصرًا حول دفعة من التعيينات في المراكز الحسّاسة في الإدارة اللبنانية. ولو تمت هذه التعيينات وفق ما يشتهيه آكل أخضر التعيينات طوال ست سنوات ويابسها، لكان ذراعه إمتدّت لتطاول كل المفاصل الحسّاسة في الإدارة اللبنانية، ولكان إستطاع أن يملأ مرحلة الفراغ الرئاسي بحضوره الدائم من خلال هذه المواقع.
أمّا وقد رفض الرئيس ميقاتي “مسايرة” جبران، الذي أوعز إلى رئيس الجمهورية إتخاذ خطوات غير محسوبة النتائج، وأن يصبّ جام غضبه على رئيس الحكومة، بعدما وقّع مرسوم قبول إستقالة حكومة تصريف الأعمال، وتوجيهه رسالة إلى مجلس النوابيطلب منه فيها نزع صفة التكليف عن الرئيس ميقاتي.
وكما أن توقيع مرسوم قبول إستقالة الحكومة هو “لزوم ما لا يلزم”، فإن كتاب عون إلى مجلس النواب، وما سيصدر عنه، سيكون صادمًا لعون، الذي يكون قد أصبح رئيسًا سابقًا.
فقد أنهى الرئيس عون منتصف ليل أمس عهدًا يفضّل معظم اللبنانيين “أن ينذكر وما ينعاد”، بالتحسّر على أنه لم يستطع أن يحجز لصهره مقعدًا متقدّمًا في حلبة الصراع الرئاسي، خصوصًا أن ثمة إجماعًا لبنانيًا على أن حظوظ باسيل الرئاسية تكاد توازي عدّة أصفار على الشمال.
هكذا وبكل بساطة “فضح” الرئيس السابق ميشال عوننفسه، وأثبت أن شعار “بي الكل” لم يكن سوى شعار واهٍ، حتى أنه لم يستطع أن يكون “بي الكل” حتى داخل تياره، الآيل إلى المزيد من الشرذمة والضياع والتفكّك.
وكما أن توقيع مرسوم قبول إستقالة الحكومة هو “لزوم ما لا يلزم”، فإن كتاب عون إلى مجلس النواب، وما سيصدر عنه، سيكون صادمًا لعون، الذي يكون قد أصبح رئيسًا سابقًا.
فقد أنهى الرئيس عون منتصف ليل أمس عهدًا يفضّل معظم اللبنانيين “أن ينذكر وما ينعاد”، بالتحسّر على أنه لم يستطع أن يحجز لصهره مقعدًا متقدّمًا في حلبة الصراع الرئاسي، خصوصًا أن ثمة إجماعًا لبنانيًا على أن حظوظ باسيل الرئاسية تكاد توازي عدّة أصفار على الشمال.
هكذا وبكل بساطة “فضح” الرئيس السابق ميشال عوننفسه، وأثبت أن شعار “بي الكل” لم يكن سوى شعار واهٍ، حتى أنه لم يستطع أن يكون “بي الكل” حتى داخل تياره، الآيل إلى المزيد من الشرذمة والضياع والتفكّك.