محليات

هل ولدت مبادرة بري الحواريّة ميتة؟

كتبت لينا يونس في “المركزية”:

كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعد العدة للدعوة الى حوارٍ “رئاسي” بين ممثلي الكتل النيابية البرلمانية لمحاولة الاتفاق على مرشحٍ لرئاسة الجمهورية. وفي وقت بدت معظم الكتل المنضوية تحت لواء ٨ آذار ومعها “لبنان القوي”، مؤيدة، حتى ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كان اعلن الثلثاء الماضي، ترحيبَه بطرح بري، كما ان الكتائب اعلنت الموقفَ نفسه، جاء التحفظ الاول من معراب.

فبعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية، الجمعة، اكد رئيس جزب القوات اللبنانية سمير جعجع انه غير مرتاح لدعوة بري ويفضّل ان تتم الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس، وضمن هذه الجلسة، فليحصل تشاورٌ بين النواب يستمر الى ان تتم بلورة توافقٍ ما، ولو كانت هذه الجلسة ستستغرق وقتا طويلا.

اما الاحد، فتلقّت دعوة بري ضربة قاسية، اذ انتقدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بشكل لاذع. فسأل: هل يعقل أن تنعقد ثلاث جلسات إنتخابية فقط في الشهرين الحاسمين تنتهي كلها بتعطيل النصاب؟ ليس اليوم، وقد انتهت المهلة الدستورية، وقت الحوار بل وقت انتخاب الرئيس الجديد. ويتم الإنتخاب لا بالإتفاق المسبق على الإسم، لأنه غير ممكن، بل بجلسات الإقتراع المتتالية والمصحوبة بالتشاور وبالمحافظة الدائمة على النصاب. أتدركون جسامة مسؤوليتكم عن التسبب بالشغورين: شغور رئاسة الجمهورية، وشغور حكومة كاملة الصلاحيات، وكلاهما يشكلان السلطة الإجرائية في الدولة؟ أتدركون أنكم بهذا تفاقمون من دون سقف الأزمة السياسية والأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية؟ كيف ستواجهون ثورة شعبنا الجائع وغضبه؟ فلا تظنوا أن دولة لبنان بتمشي بدون رئيس!

أمام هذه المعطيات، التي يُضاف اليها تصعيد الرئيس ميشال عون ضد بري، مُعتبرا ان الحوار فيه افتئاتٌ على صلاحيات رئيس الجمهورية، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، ان “الاستيذ” في صدد مراجعة خياراته. ففي ظل هذه المواقف العالية السقف الصادرة عن أرفع القيادات المسيحية الروحية والسياسية، يفضّل عدمَ الاقدام على اي خطوة تُفاقم التصعيد، خاصة وانه يريد الحوار لمحاولة التقريب بين الافرقاء، لا لزيادة الطين بلة.

فهل يمكن ان يَعدل عن الدعوة؟ وهل يمكن القول ان مبادرة بري الحوارية وُلدت ميتة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى