محليات

بين النسف والتعديل… هل البحث بتطوير الطائف مُمكن؟!

بعد البلبلة التي أثارها عشاء السفارة السويسرية الأسبوع الماضي، جاءت الحركة اللافتة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري لتؤكد على تمسّك المملكة الشديد بإتفاق الطائف والذي وُضعت أسسه في مدينة الطائف السعودية في العام 1989.

ورغم المخاوف السعودية من نسف الإتفاق وتغييره، تصدر بين الحين والآخر أصوات تطمئن بعدم وجود أي نية لتغيير النظام وأن المطالبات لا تتعدى كونها رغبة بتطويره، فهل لبنان مقبل على تطوير وثيقة الوفاق الوطني برعاية دولية وقبول سعودي وتوافق لبناني؟!

في هذا الإطار أشار المحلل السياسي أسعد بشارة إلى أنّ “إتفاق الطائف وضع ولم ينفّذ ولم يستكمل، وتعطيل تنفيذه مقصود وأبرز تجليات هذا التعطيل كان ما يسمى بإتفاق الدوحة الذي فرض عرفاً مخالفاً للدستور هو الثلث المعطل في كل الحكومات والذي أدّى إلى تعطيل إنتخاب رئيس الجمهورية وتعطيل عمل المؤسسات بشكل كامل”.

ورأى بشارة في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أنَّ “إتفاق الطائف ليس دستوراً منزّلاً ويمكن البحث في تعديله ولكن في ظل موازين القوى الحالية على الأرض ووجود السلاح لن يكون هذا البحث متكافئاً وسيكون تحت تأثير السلاح والتعطيل”.

وقال: “التمسّك بإتفاق الطائف حتى إشعار آخر مطلب جزء كبير من اللبنانيين ولا علاقة لأي دولة عربية فيه لأن الطائف هو صمّام الأمان في لبنان”.

وأضاف، “من يسعى إلى تغييره بقوة التوازنات العسكرية يريد أن يكرّس هذه الغلبة في الدستور وهذا لن يقبل به أحد”.

وتابع، “موضوع التعديلات التي يمكن أن تسهّل العمل المؤسساتي تختلف عن النية الكبرى بتعديل أسس وهيكل النظام والتوازنات فيه، إذا كانت التعديلات لتحسين عمل المؤسسات كمدخل إلى نسف اتفاق الطائف فهذه خطة أصبحت واضحة”.

وأردف بشارة، “حزب الله أوّل المطالبين الذين لا يعلنون عن مطلبهم بتغيير الطائف ويترك حلفائه كالتيار الوطني الحر يجاهرون بهذا الموضوع، الحزب يريد نسف الإتفاق ويختبئ وراء مطالبات حلفائه الذين أخذوا الأمر على مسؤوليتهم لتجنيب حزب الله عبء تصدّر الواجهة”.

وأكمل، “يعرف الحزب أنه بحال فتح أي جدل دستوري فلن يكون لمصلحته وسيكشف عن أفكار موجودة منذ مؤتمر سان كلو ونيّة مبيتة لتعطيل إتفاق الطائف تحضيراً لنسفه، وبالتالي يريد دفع الآخرين للمطالبة بتغيير الإتفاق”.

وعن إرتباط تغيير الطائف بإتفاق الترسيم شدّد بشارة على أنَّ “لا رابط بين الملفين، هناك محاولة دائمة لنسف الطائف وظروف نجاحها غير مرتبط بأي محطة أخرى، ولكن هناك نية أكيدة لدى حزب الله بنسف الطائف”.

وختم بشارة، بالقول: “هناك غطاء دولي فوق إتفاق الطائف، أما فرنسا التي تتواصل وتتناغم مع إيران وتحاول ترتيب تسويات معها إنطلاقاً من الملف اللبناني لا تكفي لتكون غطاءً لنسف الإتفاق، ولا وجود لأي مناخ دولي يؤيد الآن اللعب بالطائف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى