محليات

مخاوف غربية من تعزيز “حزب الله” حضوره السياسي

تجمع القوى الاقليمية والدولية المهتمة بالواقع اللبناني على ضرورة الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني في لبنان ومنع اي انزلاق غير محسوب نحو انفجار اجتماعي يؤدي في نهاية المطاف الى تغييرات بنوية في شكل النظام اللبناني وفي التوازنات السياسية الداخلية.

ترتكز الاستراتيجية الغربية على فكرة الحفاظ على الوضع السياسي القائم وعدم الذهاب بإتجاه اي توترات فعلية في لحظة الانشغال الاميركية الاوروبية بالحرب مع روسيا. وما زاد من ترسيخ هذا الاتجاه لدى الغرب هو الحاجة الاقتصادية الملحة للغاز من شرق المتوسط وهذا يفرض القيام بجهود لمنع اي من خصوم اوروبا من القيام بخطوات عسكرية او امنية تعرقل استيراد الغاز.

لكن للاستقرار السياسي في لبنان اثمانه ايضاً، خصوصا اذا ما ترافق مع بداية ظهور نور في آخر النفق الاقتصادي المظلم، فبعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود سيكون لبنان على موعد جدي مع تحسن تدريجي، وان كان بطيئاً، بالوضعين المالي والنقدي والاقتصادي، مع ما يعنيه ذلك من تخفيف الضغوط الشعبية على القوى السياسية ومن بينها “حزب الله“.

في الاصل عملت الولايات المتحدة الاميركية على محاصرة “حزب الله” شعبياً على اعتباره احد اطراف النظام المسؤولين عن الأزمة، وبدأ تفريغ البيئات الحاضنة غير الشيعية من المؤيدين للحزب من خلال التصويب السياسي والاعلامي الدائم عليه، لكن هذه الخطة التي نجحت في البيئة المسيحية، وان بشكل نسبي، فشلت بشكل كبير في بيئة الحزب الضيقة بالرغم من حالة الامتعاض الحاصلة.

وتقول مصادر مطلعة ان واشنطن ومن معها من خصوم الحزب كانوا امام خيار الذهاب الى الانهيار الكامل،لكن الامر دونه مخاطر جدية مرتبطة بالاستقرار في المنطقة اولاً وباستيعاب الحزب للفراغ الذي سينتج عن الانهيار وقيامه بملئه، لذلك اتجهوا نحو استيعاب الازمة في لبنان والدفع بإتجاه الاستقرار السياسي الجدي.

وترى المصادر ان المخاوف الاوروبية تتركز اليوم حول قيام “حزب الله” باستغلال التهدئة السياسية وانتهاء الضغوط الاقتصادية من اجل تعزيز حضوره السياسي الداخلي وتوسيع دائرة نفوذه المحلية، خصوصا في ظل عجز القوى المنافسة له على منافسته سياسياً ومالياً وحتى شعبياً.

هكذا بات الحزب، بنظر خصومه، اقدر على استغلال اللحظة، خصوصا انه ساهم في الوصول الى لحظة التسوية الحدودية، وسيعمل على استغلال مساهمته هذه وتقريشها في الداخل اللبناني خلال المرحلة المقبلة، ولعل الانتخابات الرئاسية ستكون من الاستحقاقات التي ستشهد على مزيد من انخراط حارة حريك في الحياة السياسية اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى