الرئيس الإثنين والحكومة الثلاثاء والدولار “يفرح” الى درجة “الانفجار” الأربعاء؟
تتسابق دول العالم على تأمين حاجات شعوبها لموسم الشتاء القادم، وعلى توفير ما يتوجّب توفيره على مستوى الطاقة، والغذاء. كما تتسابق على كيفيّة تطوير اقتصاداتها، وصناعاتها، ومواجهة نتائج التضخّم، فيما يتشاغل اللبنانيون بانتخاب رئيس، من أجل الانتخابات الرئاسية، وبتشكيل حكومة، من أجل التشكيل، وذلك من خارج الهدف المطلوب من جراء احترام تلك الاستحقاقات، وهو (الهدف) تحسين الأوضاع الاقتصادية، والماليّة، وتقليص المشاكل المعيشية اليومية، والمتزايدة.
شروط
نحن لا نقول إن الانتخابات الرئاسية غير ضرورية، ولا إن تشكيل الحكومة ليس مهمّاً، أو ليس حاجة. ولكننا أكثر ما نحتاجه هو رئيس، وحكومة، وليس “صمديات”، نفرح بوجودهم في المقرّات الرسمية، لننظر من حولنا، ونجد أن دولار السوق السوداء يتجاوز الـ 50 ألف ليرة ربما، في أقلّ من شهر على انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة.
قد يرفض البعض فكرة وضع شروط على أسماء الرؤساء، والوزراء، والنواب… ولكن أبرز ما صرنا بحاجة إليه في لبنان، هو الانتخاب أو التوزير… وفق شروط واضحة، وهي من يُمكنهم الإسراع في معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردّية، وليس من هم قادرون على ممارسة الحُكم فقط.
“مش مشكلة”
إذا اتّخذنا من إنجاز الترسيم الحدودي البحري الجنوبي مثالاً، نجد أنه بدلاً من أن يُساهم في تحسين دولار السوق السوداء، زاده ارتفاعاً بُعَيْد الإعلان عن التوصُّل إليه. وخوفنا الأساسي، هو من انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، ومن “تحليق” دولار السوق السوداء أكثر فأكثر، في اليوم التالي لتلك “الأفراح”.
ففي تلك الحالة، سيتصرّف البعض على أساس أن البلد موجود، برئاساته، وحكومته، ومجلس نوابه. أما الأوضاع المعيشية، فـ “مش مشكلة، بدّا وقت وبتتحسّن”، حتى ولو استغرق ذلك عشرات السنوات.
“أجندة” التسوية
اعتبر عضو كتلة “اللّقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله أن “الترسيم البحري الجنوبي منفصل كلياً عن الوضع الداخلي في لبنان، وعن المواقف والشعارات الداخلية مرتفعة السّقف في شأنه. فللترسيم علاقة بالمصالح النفطية العالمية، وبالأزمة الأوكرانية، وبأزمة الطاقة في العالم، وليس بأوضاعنا المحليّة”.
وأسف في حديث لوكالة “أخبار اليوم” لأنه “رغم كل الأزمات في البلد، على مستوى الدولار، والاقتصاد، وارتفاع الأسعار، وتفشّي الكوليرا، والمحروقات، والمدارس، والجامعات، والاستشفاء، إلا أن كل تلك الأزمات لم تنجح بفرض نفسها بَعْد على “أجندة” التسوية السياسية المطلوبة لانتخاب رئيس إنقاذي”.
نحو المجهول
وشدّد عبدالله على أن “وضعنا الاقتصادي والاجتماعي، ووجع الناس، لا يحتملان إلا حملة إنقاذية داخلية، حتى نتمكن من وقف الانهيار المتمادي، ومن تحقيق التعافي الاقتصادي، ولو بالحدّ الأدنى”.
وردّاً على سؤال حول مصير الشعب اللبناني، في ما لو أُنجِزَت الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، وتمّ تشكيل حكومة في اليوم التالي، ليرتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء “جنونياً”، في مدّة زمنية قليلة، أجاب:”انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، يجب أن يُستتبعا أوّلاً بالانتقال الى بَدْء العمل بشكل منظَّم وتدريجي، من أجل التعافي الاقتصادي، وتطبيق الإصلاحات”.
وختم:”كنّا نحذّر من ارتفاعات دولار السوق السوداء الكبيرة، منذ أن كان لا يزال عند حدود الـ 20 ألفاً، وما دون ذلك أيضاً. فمن دون حلّ سياسي قادر على أن يجد ترجمة اقتصادية – اجتماعية له، سنتّجه نحو المجهول، مع الأسف”.