رمادية بعض الكتل تمنع انتخاب رئيس “صنع في لبنان”!
سلسلة مواقف “رئاسية” سُجّلت في “الويك أند” تأتي بين جلسة بلا نصاب عقدها البرلمان – او لم يعقدها – الخميس الماضي لانتخاب رئيس للجمهورية، وجلسة للغاية عينها دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري الخميس المقبل.
فقد أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “القوات” لن تقبل برئيس جديد للجمهورية “شو ما كان وكيف ما كان”، وما من أحد يريد رئيس تحدٍ بل جلّ ما نطلبه رئيسا يمكنه البدء بعملية الانقاذ المطلوبة بعد ان وصل لبنان الى هذه الحالة السيئة، واذا كانوا يعتبرون ان هذا الرئيس هو “رئيس تحدٍ” فليكن عندها”. وشدد على ان “الرئيس المنتظر عليه ان يتمتّع بمشروع وطرح واضحين لخوض خطة الانقاذ الفعلية والقيام بالاصلاحات المتوجّبة علينا واعادة السلطة الى الدولة، فيما الفريق الآخر يتحدث عن رئيس توافقي اي رئيس في احسن الأحوال “ما بيعمل شي” او رئيس يقوم بأمور تصب في مصلحته كما حصل في السنوات الست الماضية. من هذا المنطلق لن نقبل بـ”أي رئيس” لأن بذلك نرتكب جريمة كبيرة”.
في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أننا نريد رئيسًا للجمهورية يحقق مصلحة البلاد ولديه “رِكب” و لا يأمره الأميركي فيطيع، بل يُطيع المصلحة الوطنية”. وشدّد خلال حفلٍ تأبيني أقيم في بلدة يحمر الشّقيف على أنّ “هناك صفة يجب أن تكون في رئيس الجمهورية القادم ونحن معنيون بالتفكير بها ونضعها على الطاولة وهي رئيسُ جمهورية يُقِرّ ويحترِم ويعتَرف بدور المقاومة في حماية السيادة الوطنية”.
اما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي اشار الى انه حتى الساعة، لم يترشح، فقال: في موضوع الرئيس، بلا لعب وتشاطر! نحن لن نقبل برئيس لا يتمتع بحيثية شعبية ونيابية او ليس مدعوما من كتلة نيابية وازنة شعبياً ومسيحياً بالتحديد ونرفض تعيين رئيس من الخارج”.
تدل هذه المواقف على ان الشرخ لا يزال كبيرا بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد حيال النظرة الى الانتخابات الرئاسية و”بروفايل” الرئيس العتيد ودوره. هذا الشرخ لا يقتصر على خلافٍ بين اهل الخط السيادي والخط الممانع على “المقاومة”، حيث يرفض الفريق الاول تعايشَ الدويلة والدولة، فيما يريد الثاني رئيسا يدافع عن حزب الله وسلاحه، بل هو خلاف ينسحب ايضا على اهل الخط الواحد، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. ذلك ان كلام باسيل عن رئيسٍ ذات تمثيل شعبي ونيابي يريد منه قطعَ الطريق على منافسه الرئاسي في خندق ٨ آذار، اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وإفهام حليفه حزب الله بأنه لن يسير بفرنجية مرشحا.
ووسط هذا الانقسام العمودي، تقف كتلٌ نيابية في موقع رمادي، مانعة حسمَ الكباش من خلال اللعبة الديموقراطية، لصالح هذا الطرف او ذاك، وأبرز هذه الكتل، النواب التغييريون والسنّة المقرّبون من تيار المستقبل.
والاخطر، وفق المصادر، هو انه في حال استمرت التوازنات على هذا الشكل، ولم يتحرك النواب “الضبابيون” في اتجاه او في آخر، فإن لبنان ذاهب الى فراغ رئاسي سيشرّع البلاد امام تدخلات خارجية، وقد بدأت تباشيرها بالظهور عبر زيارات الدبلوماسيين الغربيين وعشاء السفارة السويسرية الثلثاء (اذا صمد). وهذا التدخل سيقود حكما، الى تسوية والى رئيس غير صُنع في لبنان!
فهل هذا ما يريده التغييريون الذين وضعوا مبادرتهم بهدف لبننة الاستحقاق؟ ام ان الـ١٣ يصدّقون فعلا ان يمكنهم جر الاكثرية المعارِضة او الموالِية، نحوهم؟!