الترسيم… رسائل “حزب الله” تؤتي ثمارها!
يبدو ان ملف ترسم الحدود البحرية بين لبنانوفلسطين المحتلة بدأ يتخّذ مساراً ايجابياً خصوصاً وأن مرحلة الكباش كادت تنتهي بسبب ضيق الوقت الذي لا يسمح لـ”حزب الله” بالكثير من المناورة بل يضطره للقيام بخطوات حاسمة لا تريدها الولايات المتحدة الاميركية من جهة ولا العدو الاسرائيلي من جهة اخرى.
وبحسب مصادر مطلعة فإن التنازلات الاسرائيلية توالت في هذا الملف في ظل صمود الجانب اللبناني الرسمي في ما يتعلّق بخط الطفافات البحرية. لذلك فإنّ تل أبيبلم تعد قادرة على المناورة لتأجيل الاتفاق الى ما بعد الانتخابات في دولة الاحتلال. وترى المصادر بأنّ التأكيدات الاسرائيلة المستمرة بأن التجربة التي تحصل في كاريش معاكسة، أي أن ضخ الغاز يجري من البر الى البحر تجنّباً للتصعيد، اضافة الى عدم حدوث أي خطوات ميدانية بعد تهديدات قيادات جيش العدو هي أمور توحي بأنّ تل أبيب لا ترغب فعلياً بالتصعيد بل كانت تناور لا اكثر ولا اقل.
وتعتبر المصادر أن “حزب الله” كان قبل مدة قد ارسل رسائل واضحة بأن الوقت ليس مفتوحاً وأن تأجيل الاتفاق دونه عقبات ولا يكفي وقف الاستخراج من كاريش للحفاظ على الاستقرار، الامر الذي دفع بتل أبيبلتقديم مزيد من التنازلات لم تكن ابداً تريدها.
اضافة الى ذلك لعبت الانتخابات الاميركية دوراً بارزاً في الايام الماضية إذ إن ادارة بايدن ترغب بتحقيق إنجاز في هذا الملف حتى لو ادى ذلك الى تراجع شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي لصالح تتنياهو خصم الادارة الاميركية الحالية، لذلك استمرت الجهود الاميركية عبر الوسيط عاموس هوكشتاين وتكاثرت الرسائل وتضاءلت الهوة بين جميع الاطراف.
وتؤكد المصادر بأن خطاب الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله سيكون هادئاً بعد سلسلة الايجابيات التي حصلت لكنه سيذكّر بالثوابت الاساسية ويحسم مسألة تضييع الوقت، الا في حال أدت الاتصالات الى تسوية شاملة وواضحة المعالم يرضى بها الجانب اللبناني وحينها لن يكون هناك تصعيد بل اعلان لانتصار في الخطاب.