هذا ما قاله دافيد عيسى بشأن الرئاسة وترسيم الحدود
حل السياسي دافيد عيسى ضيفًا على محطة الـ nbn مع الإعلامي عباس زلزلي.
وبداية, في الذكرى السابعة لغياب ايلي سكاف، اعتبر عيسى أن لبنان يفتقد إلى هكذا سياسيين.
وقال أنه لو كان هناك عدد كاف من رجال الدولة لما كان وصل البلد إلى هذا الانهيار. وإضاف: الإنقسام السياسي العمودي في لبنان هو السبب الأساسي لما وصلنا إليه، كما هناك عوامل خارجية أثرت على الوضع في لبنان.فـ ٧٠٪ من الانهيار هو بسبب سوء الأداء السياسي اللبناني و ٣٠٪ منه بسبب التدخلات الخارجية في لبنان. والانهيار الأخير الحاصل، أي انهيار سعر صرف الليرة والحصار على الدواء والمواد الغذائية والبترول والكهرباء, كل هذه الأمور هي نتيجة التضييق الخارجي على لبنان.
ورأى عيسى أنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية أصبح ملف ترسيم الحدود أمر ملّح وتم تسريعه، ولم يكن قبل الحرب الأوكرانية اهتمام أميركي بهذا الملف. الحصار الحاصل هو بسبب حزب الله. وقد دفع السياسيين ثمن موضوع سلاح حزب الله كالرئيس الحريري.
وعن إمكانية “لبننة” الاستحقاق الرئاسي, قال عيسى أن المثل يقول: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع. وأضاف: المنطق يقول أن لبنان يحتاج إلى رئيس توافقي. أما رئيس التحدي فسيدخل لبنان ب “كربجة” جديدة، تماما كما العهد “المكربج” للرئيس عون. وهناك ٤ سنين من عمر العهد “مكربجين”، ولن نحل مشاكل لبنان في حال لم يُأتى برئيس توافقي. وتابع: نريد رئيسًا لديه علاقات جيدة مع الدول الخارجية لكي يستطيع التواصل مع الدول التي قد تساعد لبنان. فلبنان لن يخرج من أزمات إلا بمساعدة خارجية وأداء إداري نظيف. وفي حال لم يقم الرئيس بهذا الدور سيحترق إسمه حتى لو كان أفضل رئيس بنظر كل من الموالاة والمعارضة.
أما عن إمكانية الوصول إلى رئيس توافقي, شرح عيسى أن هناك أسماء كثيرة مؤهلة لهذا المنصب. فقال: هناك مرشحان جديان، أحدهما ميشال معوض. فهو “آدمي” ولكن هناك فريق كبير يرفضه لأنه بنظرهم رئيس تحدي. أما المرشح العماد جوزيف عون، فهو مرشح جدّي مقبول من كل القوى السياسية وقد أثبت خلال فترة قيادته للجيش بأنه رجل دولة بامتياز واستطاع المحافظة على المؤسسة العسكرية بأصعب الظروف. وبالنسبة إلى سليمان فرنجية، فهو مرشح جدي أيضا، رشحه فريق سياسي معين. وهو مرشح مقبول من أخصامه السياسيين أيضا لأنه فارس وشهم ولا يتعامل بحقد مع أخصامه. كما أن علاقاته جيدة مع الدول العربية, ومنها سوريا والسعودية، إلا أن البعض يعتبره مرشح خاص بفريق معين. لذا عليه أن ينفتح إما على باسيل أو جعجع لينجح.
وعن إمكانية قبول جعجع بفرنجية رئيسا, أشار عيسى إلى أن من قبل بعون سيقبل بفرنجية, وهي تجربة أفضل من تجربة عون لأن باسيل ليس “على ظهره”.
كما أن فرنجية ثابت في مواقفه، وهو خصم شريف وصديق شريف.
أما المرشح الأكثر حظا، بحسب عيسى، هو جوزيف عون في حال طال الفراغ. ولكن في حال لم يطل الفراغ، فإن لفرنجية حظوظًا أكبر.
وبالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي، فهو ليس لديه مشكلة كبيرة مع فرنجية باستثناء أنه يعتبره رئيس تحدي. ففرنجية لم يغير مواقفه في أصعب الظروف وهذا ما يطمئن الناس.
أما بالنسبة لجلسة الخميس، اعتقد عيسى أنها لن تنتج رئيسا.وتمنى على الكتلة التي يرأسها جعجع أن تكون لديها دور فاعل و مؤثر في وصول رئيس فعلي للجمهورية.
وفي ما يخص موضوع سلاح حزب الله, اعتبر عيسى أن جعجع يعلم أنه لا يمكن حلّ هذا الملف في مثل هذه الظروف وبهذه الطريقة، ولكنه في خطاباته يذكّر الناس دائما بهذا الملف من دون أن يدعو للعنف. وأضاف عيسى: بالنسبة لي، أؤيد سلاح حزب الله بوجه الإرهابيين وبوجه إسرائيل، ولكنني لا أؤيده بوجه اللبنانيين. وتابع: يجب فتح نوع من الحوار، فلماذا هذا العداء المستشري والخطاب الإلغائي؟ ولماذا لا يتحاور حزب الله مع جعجع؟
وأردف: ساذج من يعتبر أنه يمكنه إلغاء الآخر، لذا إن هذه المشاحنات السياسية غير مجدية ولا أحد يستطيع أن يأخذ حق الآخر. ولا يوجد شخص لبناني أكثر من الآخر. ولهذا السبب، يجب أن يأتي رئيس يؤسس إلى حوار. وقال عيسى: أحترم الرئيس عون ولكن لدي بعض الملاحظات من باب المحبة. الرئيس عون هدر فرصة مهمة للبنانيين، وفرصته في كتابة تاريخه واسمه أيضا. فعون كان من المفترض أن يجمع كل المسيحيين سويًا اولا. وثانياً، دفع عون ثمن بعض المحيطين به ما تسبب بخلاف مع باقي الطوائف أيضا. وأضاف: لا يمكن أن تختلف مع الجميع في أدائك السياسي. ولا يمكن أن تكون قديسا والباقي شياطين. وهذه مشكلة باسيل الذي يعتبر نفسه وحده على حق والباقي على خطأ. كما أن باسيل يعتبر أن كل شيئ يجب أن يكون له، والمعلوم أنه لا يستطيع أخذ الحصة المسيحية وحده. وهذا كان سببا رئيسيا في فشل عهد عون.
وتابع، القوات اللبنانية حصلت في الشارع المسيحي على ٦٠٠٠٠٠ صوت أكثر من التيار الوطني الحر. لذا فالقوات اللبنانية هي الأكثرية المسيحية.
وأردف، جعجع كان واضحا في عدم ترشيحه لأي شخص من القوات اللبنانية. وكلا باسيل وجعجع يعلمان أن رئيس الجمهورية أن يكون واحد منهم. فبعد عون، بات واضحا لدى اللبنانيين أن التجربة الحزبية لا تجدي نفعا، بل لبنان يحتاج إلى رئيس يجمع كل اللبنانيين. وهذه المرة ستكون انتخابات رئاسة الجمهورية تشبه تجربة سليمان فرنجية الجد.
ورأى عيسى أن المنافسة الأخيرة ستكون بين العماد عون وفرنجية. وقال: لا أتصور أن معوض سينجح إلا إذا استحصل على أصوات من الفريق الآخر.
وعن الخلاف بين الكتائب والقوات، اعتبر عيسى أنه ليس هناك خلاف عميق بينهما بل إن الخلاف شخصي. إلا أن المبادئ الأساسية تجمعهما.
وأكد عيسى أن رئيس الجمهورية القادم، أي يكن، لن يحل مشكلة لبنان. فالاتفاق الداخلي مهم ولكن على الرئيس أن يكون مقبولا من الخارج، فمن دون الخارج لن يكون هناك قيامة.
في ملف الحدود البحرية، اعتبر عيسى أن لا الإسرائيلي ولا الأميركي يريد المواجهة. فالولايات المتحدة لا تحتمل جبهات جديدة في ظل وجود الحرب الأوكرانية. ففي حال فتحت الحرب، سيحرج الأميركي بالدرجة الأولى. وكل ما يحكى عن موضوع الترسيم هو ضجيج إسرائيلي إعلامي يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية.
وأضاف: اتفاق الترسيم سيخفف خطر اندلاع المواجهات بين إسرائيل ولبنان ويبرّد الجبهة, كما أنه سيأتي بالخير المادي والأمني.
وأوضح عيسى أن لابيد يفعل ما يفعله خوفا من نتانياهو.
ورأى أن النفط لكل لبنان ولكل الطوائف، لذلك فهو ليس نقطة مناكفات. وملف الترسيم هو إما ربح للبنان وإما خسارة للبنان. وتوقع عيسى أن يحصل الإتفاق. وفي حال عدم حصوله، فإن أسوأ ما قد يحدث, بحسب عيسى, هو عدم مساس أي من الجهتين بالنفط. وسيقوم لبنان حينها باستخراج النفط الموجود على أراضيه.
في ما يخص الوضع الإقتصادي، أكد عيسى أن تجهيل الفاعل والسارق أسوأ ما يحصل في لبنان. وحتى اليوم لا نعرف من الفاعل، بل اعتُبر رياض سلامة وحده سارق لبنان على الرغم من أنه كان ينفذ أوامر السلطة التنفيذية. وقال عيسى أنه كان من المفترض أن يستقيل سلامة عندما أصبح عون رئيسا للجمهورية. وأضاف: إن تحميل سلامة مسؤولية ما حصل في البلد هو ظلم. ومن طعن سلامة في ظهره هم المصارف.
وشرح عيسى أنه بعد ثورة ١٧ تشرين، أقفلت المصارف ١٥ يوما فهُرّبت الأموال, وبعد أن أعيد فتحها, ذهبت الناس إلى المصارف لتسحب أموالها فلم تجدها.
وأضاف: في حال كان هناك رئيس جمهورية “مرتب” وسلطة تنفيذية “مرتبة” وحكم صحيح، فإن الثقة بالقطاع المصرفي ستعود.
وأكد عيسى أنه لا يجب تحميل سلامة المسؤولية أبدا، فالسياسيين هم من نهبوا البلد. وفي حال كان لا بد من محاسبته، يجب أن يكون هناك قضاء عادل ليحاسب وليس أي شخص يمكنه أن يكون الخصم والحكم. والسارق لا يجب أن يكون قاضيًا وجلادًا.