بخاري: الحلول يجب أن تنبع من الداخل اللبناني!
لبى سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري دعوة رجل الاعمال محمد أديب الى مأدبة غداء تكريمية على شرفه في منتجع “ميرامار” في طرابلس، بحضور النائب أشرف ريفي وشخصيات أخرى.
البخاري قال خلال اللقاء، “كتبت خاطرة بسيطة لطرابلس، عاصمة الشمال الفيحاء وهي عرين العروبة وقلبها النابض بالاعتدال، عاصمة تشبه قلعتها التاريخية، والتاريخ يشهد والمستقبل سيسجل تميز طرابلس بقوة تحصيناتها وعزيمة أبنائها على مواجهة كل محاولات التخريب والتشويه، طرابلس دار العلم والعلماء، مدينة الفكر والأدباء، جذورها ضاربة بالعمق العربي تتغذى منه، فلا تقتلعها رياح الكراهية ابدا”.
وأضاف، “إن غاية المملكة العربية السعودية ومرتجاها أن يبقى لبنان قلبا واحدا ويدا واحدة في خدمة نهوض وازدهار أرضه، ورخاء أبنائه بعيدا عن أي تدخل، فقوة لبنان وصموده ينبعان من الداخل والداخل فقط”.
وأكد أن “رسالة العمل الدبلوماسي السعودي في لبنان تهدف الى توفير شبكة أمان دولية مستدامة من أجل الحفاظ دائما وابدا على أمن لبنان واستقراره، وحرص القيادة السعودية دائما ان نسعى من اجل تحقيق هذه المبادئ وهذه الرؤية”.
وشدد على “حرص المملكة العربية السعودية على محور مهم جدا في مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية في الملف اللبناني، وخاصة اننا اكدنا للجميع بأن المملكة لن تتعاطى او تدعم اي قوى سياسية منخرطة بالفساد السياسي او المالي، نقطة على السطر”.
وقال: “نأمل من الجميع ان يغلبوا المصالح العامة على المصالح المرحلية، لبنان يعيش مرحلة انتقالية ويجب ان نتحمل مسؤولية مشتركة، الجميع والافراد قبل الدول، ولكن الحلول يجب ان تنبع من الداخل اللبناني، فلذلك على الجميع أن يحدد الخيارات السياسية ويحدد ايضا تحمل نتيجة تلك الخيارات حتى يقرأ المجتمع الدولي هذه المؤشرات بشكل ايجابي للتعاون والانطلاق والدعم المشترك المستقبلي”.
وتابع البخاري: “نتقدم منكم أهلنا في الشمال بخالص الشكر والتقدير على هذه الاحتفائية الشعبية، ونعتبرها وقفة تاريخية تعكس محبة لبنان بالمملكة العربية السعودية، وخاصة أهلنا في الشمال، ولطرابلس نقول تمنياتنا لكِ ولعكار والضنية وكل الشمال بالازدهار والاستقرار والتألق”.
بدوره هنأ ريفي اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بعيد المولد النبوي الشريف، ثم قال: “في المحن والأزمات، يتحول اختبار الصداقة والأخوة الى حقيقة، وفي طليعة اصدقاء لبنان الذين تجاوزوا كل الاختبارات، المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الشقيقة، فأهلا وسهلا بكم أصحاب السعادة سفراء الدول العربية الشقيقة”.
أضاف، “سعادة السفير وليد البخاري حضوركم بيننا في الشمال هو فعل محبة وايمان بلبنان ومستقبله، وآمل أن يكون تكريمكم اليوم مع أشقائكم يليق بمن يمثل المملكة العربية السعودية، الباقية أبدا كبعض الدول العربية الشقيقة إلى جانب لبنان والى جانب شعبه الذي يتوق الى عودة اخوانه العرب الى بيروت عاصمة الالتقاء العربي، فبيروت ستبقى عربية، ومهما توهم الاوصياء الجدد باستمرار وصايتهم، فإن حقائق الجغرافيا والتاريخ، ستصفع أوهام الوصاية، وسيبقى لبنان بهويته الأصلية، وبعروبته، وستسقط الهيمنة على صخور نهر الكلب، كما سقط كل احتلال للبنان”.
وتابع، “لا نقول هذا الكلام الا يقينا بأن رحيل الوصاية قد اقترب. انظروا الى من اضطهد شعبه، كيف يثور شعبه على استبداده. إن شعلة الحرية قد انطلقت، ولا مكان بعد اليوم لمن يعتقل مستقبل الناس واجيالها. لا مكان بعد اليوم لمن يبدد ثروات الشعوب، على مشاريع الايديولوجيا الفاشلة، وعلى السيطرة على دول وشعوب المنطقة. لا مكان لهدر حاضر الاجيال ومستقبلها في نظم استبدادية تحارب التطور وتخشاه”.
وأشار الى أن “المكان يتسع لمن يخطط لبناء مستقبل أفضل لشعبه. المكان يتسع لمن يسعى للريادة والتطور ولمن يبني الجامعات ومراكز الفكر ولمن يطور نظم الحياة، ويبني الاقتصادات العملاقة. نعم المكان يتسع لما نراه في دول الخليج وبعض الدول العربية الشقيقة، من نهضة وتطور وتنافس على الافضل. المكان يتسع لمن يسابق الوقت، لقيادة بلده الى أن يحتل مكانة الريادة في العالم. لذلك نحيي من طرابلس سمو الامير محمد بن سلمان، على كل الخطوات الجبارة التي يقوم بها، لوضع بلده وشعبه في المكانة التي يستحق”.
وقال: “مخطئ من يعتقد أن التقاءنا على الصداقة والأخوة معكم، هو مجرد علاقة شكلية محدودة الافق. ومخطئ ايضا من يعتقد أن الخصومة مع المشروع الاخر، هي مجرد عداء عبثي. الصحيح أننا وإياكم نمثل في هذه المنطقة نموذجا يرى في الحياة فرصة كي تعيشها شعوبنا برفاهية وامن وكرامة، فيما يقدم لنا النموذج الآخر أسوأ مشاهد احتقار حق الانسان في العيش وفي بناء المستقبل. هو الفرق بين ثقافة الحياة، وثقافة اعتبار الشعوب اضحيات في محارق اوهام القوة والنفوذ والايديولوجيا القاتلة والمذهبية البغيضة”.
واستكمل، “لذلك ومن طرابلس عاصمة شمال لبنان. طرابلس الفيحاء التي دافعت عن لبنان الحر السيد المستقل، نؤكد على استمرار النضال في مواجهة مشروع ايران في لبنان، حتى اقصائه، واستعادة بلدنا من هذه الوصاية الكريهة، ان مواجهة هذه الوصاية تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بالدستور وباتفاق الطائف وبالقرارات الدولية، ويعمل للحفاظ على سيادة لبنان ويقوم بالإصلاحات الاقتصادية”.
ولفت الى أن “مواجهة هذه الوصاية تبدأ كذلك بتشكيل حكومة لا يرأسها أحد المنتمين الى المنظومة التي دمرت لبنان. إن هذه المواجهة هي مع الوصاية وادواتها في آن، فلن نخضع بعد اليوم لابتزاز التعطيل، والتهويل”.
وأضاف، “إن أهل السنة في لبنان يشكلون كغيرهم مكونا أساسيا في هذا الوطن ولا يمكن لأحد أن يتجاوزهم أو يصادر قرارهم. وإن حضور السنة في المعادلة اللبنانية، غير مرتبط بأي ظرف طارئ أو قيادة فردية، بل هو فعل قوة لا تخضع للتهويل. فعل قوة مرتبط بلبنان وبالعيش المشترك وبالدستور وبالعلاقات العربية التي تشكل الضمانة الكبرى لأهلنا ولبلدنا. كما ان دور السنة أساسي في إقامة التوازن مع المشروع الآخر”.
ورأى ريفي أن “دورهم أساسي ومطلوب لمشاركة كل السياديين في هذا الوطن من مسلمين ومسيحيين للتوازن مع المشروع الإيراني، وهنا لا بد ومن الضروري وجود مشروع عربي لمواجهة المشروع الفارسي. ان دور السنة في لبنان أساسي ليشاركوا وبالتحالف مع الأخوة المسيحيين السياديين ومع الشيعة اللبنانيين العرب الاحرار ومع الاخوة الموحدين الدروز الذين هم بتركيبتهم وتاريخهم سياديون وأحرار”.
وأضاف، “انطلاقا من هذه الرؤية وهذه المهمة الوطنية تحالفنا مع القوات اللبنانية ومع حزب الكتائب ومع المسيحيين المستقلين ومددنا اليد إلى الأخوة الموحدين الدروز الأحرار لنشكل نواة هذا المشروع الذي يواكب تطورات المنطقة والتطورات الدولية. ونحن نرى ان اللحظة الداخلية والاقليمية والدولية مؤاتية”.
وتابع، “ها هو الشعب الإيراني البطل ينتفض على جلاديه وجلادينا نظام الملالي وها هو الشعب العراقي البطل وفي مقدمتهم الشيعة العرب الأحرار في العراق ينتفضون على عملاء إيران”.
وأردف، “نحن في لبنان جاهزون لتحرير وطننا من القبضة الإيرانية التي أوصلت البلد الى جهنم. نعلم أن هذه المهمة لا يمكن ان تتحقق الا بالتحالف الوطني الذي ذكرناه، نحن نعلم سعادة السفير ان دولتكم المملكة العربية السعودية وبحكمة قيادتها قد أمنت للبنان غطاء إقليميا ودوليا، فألف شكر لكم ولقيادتكم الحكيمة التي تلعب دورها القيادي في المنطقة العربية”.
وختم ريفي بالقول “أرحب بكم مجددا سعادة السفير وليد البخاري وسعادة سفراء الدول الشقيقة، أرحب بكم أصحاب المعالي والسعادة والسماحة والفضيلة، أهلا بكم جميعا في طرابلس الأبية مدينة العلم والعلماء والعروبة، عشتم عاشت الدول العربية الشقيقة عاش لبنان وطنا للعزة والكرامة والعيش الكريم”.
يذكر أن اللقاء حصل بحضور سفير تونس بواري الامام، سفير الاردن وليد الحديد، سفير الجزائر عبد الكريم ركابي، سفير المغرب محمد كرين، سفير اليمن عبد الله الدعيس، النواب محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطيه، طه ناجي، غياث يزبك، فادي كرم، أديب عبد المسيح، ايهاب مطر، فؤاد مخزومي، وليد البعريني، أحمد الخير، رامي فنج، عبد العزيز الصمد، ايلي خوري وجميل عبود، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، نقيبة المحامين في الشمال ماري تراز القوال، نقيب أطباء الاسنان ناظم الحفار، نقيب المهندسين بهاء حرب، نقيب الاطباء في الشمال محمد صافي وشخصيات وفاعليات.