إقتصاد

لعبة دولار السوق السوداء.. وشبكة فساد داخلية – عالمية

كتب أنطون الفتى في “أخبار اليوم”:

يبدو أننا على أبواب مرحلة “اصطناعية”، تكسر نظريّة أن توفير الثّقة السياسية، هو المدخل لحلّ معضلة دولار السوق السوداء، وبَدْء انخفاضه، بما ينعكس راحةً على الناس.

لوائح الثّقة؟

فالإيجابيات المتعدّدة التي تُحيط بملف الترسيم الحدودي البحري جنوباً، منذ أكثر من أسبوع تقريباً، لم تنعكس بملموسات على تخفيض دولار السوق السوداء حتى اللّحظة، وذلك رغم المفاعيل الإقليمية والدولية لما يرشح عن حَلْحَلَة في هذا الملف.

وبالتالي، تنضمّ الثّقة السياسية التي يُمكن أن يوفّرها هذا الترسيم، الى لوائح الثّقة التي لم يوفّرها تشكيل الحكومات بين عامَي 2019 و2021، والى الثّقة التي لم تنجح الانتخابات النيابية الأخيرة بإرسائها في البلد، وفي النّظرة الخارجية إليه، والتي لم ينتج عنها أي حلّ لارتفاع سعر صرف دولار السوق السوداء.

اعتراف والتزام

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن “لعبة دولار السوق السوداء في لبنان لا ترتبط بأي ثقة يُمكن أن يوفّرها أي تطوّر سياسي، بل بشبكة فساد عالمية، وأخرى داخلية تحرّكه بواسطة التطبيقات والمنصّات، ومن يستفيدون منها بمبالغ هائلة يومياً”.

وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “الترسيم البحري حلقة ضمن اللّعبة السياسية والأمنية في المنطقة. فأكثر من يهلّل حالياً بأنه ربح معركة الترسيم هو “حزب الله”، الذي يقول إنه فرض شروطه على العدو. وهذا اعتراف واضح بالدولة الإسرائيلية، والتزام بالهدنة الدولية على الحدود، لا سيّما في البحر. وهو ما يعني أنه ما عادت توجد أي قيمة لا للمسيّرات، ولا للصواريخ”.

مساومة

وأشار المصدر الى أنه “بالترسيم البحري، دخل “حزب الله” في مساومة داخلية، قبل أن تكون دولية، تقتضي تسهيل مسار تشكيل حكومة، وانتخاب رئيس للجمهورية. وهذا ما يفسّر أسباب الكلام الذي يصدر عن سياسيّيه، حول الحاجة الى حكومة، والى الاتفاق على آلية لانتخاب رئيس يكون للجميع. بينما كان “الحزب” يتصرّف خلال السنوات السابقة على أساس أنه إذا أردتُم تشكيل حكومة، أو انتخاب رئيس، فيتوجّب عليكم أن تتحدّثوا معنا أوّلاً”.

وأضاف:”التوقيع اللبناني على اتّفاق الترسيم يحتاج الى حكومة أصيلة. ولذلك، تتركّز الضّغوط حالياً على تشكيل حكومة. وهي لعبة يفهمها (رئيس “التيار الوطني” النائب جبران) باسيل، الذي يضغط بدوره على “حزب الله”، حتى لا تفلت لعبة الحكومة والرئاسة من يده كلياً. والنتيجة، هي أننا في مرحلة حاسمة على صعيد اللّعبة الحكومية، وقد تكون فرص التشكيل خلال وقت قريب مرتفعة جدّاً، لسبب بسيط، وهو أن الجميع يريد التوقيع على اتّفاق الترسيم، خصوصاً قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون”.

صمود الاتّفاق

ولفت المصدر الى أن “الاستغلال السياسي لملف الترسيم البحري بدأ في إسرائيل، عبر تبادُل الاتّهامات بين أكثر من طرف، فيما يؤكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو أنه لن يسير به، إذا عاد الى السلطة بعد الانتخابات الإسرائيلية”.

وختم:”انطلاقاً ممّا سبق، نسأل أيضاً، الى أي مدى يُمكن لهذا الاتّفاق أن يصمد. فالعالم يتّجه الى دعم السياسات المتشدّدة، والمثال على ذلك ما يحصل في أوروبا، وما حصل في إيطاليا مؤخّراً. وهذا قد يُترجَم بفوز لليمين الإسرائيلي المتطرّف في الانتخابات الإسرائيلية، بما سينعكس على السياسة الإسرائيلية الخارجية، التي من ضمنها صمود الالتزام بالترسيم البحري مع لبنان، أو لا، وذلك مع احتمالات أن يصل “حزب الله” بلبنان الى مرحلة “لو كنتُ أعلم”، في تلك الحالة”.

 

Related Articles

Back to top button