محليات

كلامٌ مُهم عن لبنان.. هذا ما أكدته السفيرة الفرنسية

أقيم في معهد قوى الأمن الداخلي – عرمون – قاعة اللواء السفير أحمد الحاج، وبرعاية المدير العام لقوى الأمن الدّاخلي اللّواء عماد عثمان وحضور السّفيرة الفرنسيّة في لبنان آن غريو، حفل تخريج ضباط من قوى الامن الداخلي، تابعوا برنامج الماجستير M2 في العلوم الأمنية ضمن اتفاقية الشراكة مع جامعة Jean Moulin Lyon3 ، تخلّله توزيع الشهادات.

وحضر الحفل مديرة الماجستير في جامعة Jean Moulin Lyon3 آن صوفي شوفان لوكلير والمفتّش العام قائدة المدرسة الوطنية العليا للشرطة ENSP مارتان كودير، وقادة الوحدات في قوى الأمن، ووفد رفيع من السفارة، وممثلون عن الأجهزة العسكرية والأمنية.كذلك، حضر ضباط الدفعة الثانية لعام 2022-2023 التي تضمّ ضباطاً من مختلف المؤسسات العسكرية.بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطني والفرنسي، فكلمة ترحيبية من عريف الحفل الرائد حمزة حيدر أحمد، وعرض فيديو يتضمّن موجزا عن برنامج الماجستير، ثم كلمة المتخرّجين ألقاها النقيب درغام طربيه الذي شكر القيّمين على برنامج الشّهادة وحفل التخريج.

وقال المدير العام لقوى الامن الداخلي: “بادئ ذي بدء، أود أن أحيي رئيس جامعة Jean Moulin Lyon 3 السيد إريك كاربانو، الذي للأسف ليس حاضرًا معنا اليوم، لكن حضوره يتجسد من خلال هذا الحدث الذي أبصر النور بفضله وبالتعاون مع العميد أحمد الحجار، وأود أن أحيي وأن أثني على هذه المناسبة وهذا اللقاء الفريد بين قوى الأمن الداخلي وسفارة فرنسا في لبنان، وأود أن أخصّ بالشكر السيدة آن غريو على جهودها البارزة التي بذلتها والتسهيلات التي قدمتها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب جدًا الذي يعيشه لبناننا العزيز، وأود أن أحيي أيضًا الشرطة الفرنسية وجامعة جان مولان ليون 3 خلال هذه الفترة الاستثنائية التي يشهدها العالم. لقد أتاحت هذه الشراكة التي نحتفل بها اليوم الفرصة لمشهدين بإثراء بعضهما البعض ووضع التعليم العالي في خدمة هذا الميدان”.أضاف: “سعادة السفيرة، أثبتت لنا فرنسا اليوم مجددًا أنها لا تزال حريصة على لبنان، كما كانت على الدوام. نحن يجمعنا نسيج من العلاقات الفريدة والمتينة والمتنوعة. وفي ظل هذه العلاقة التعددية، يشكل التعاون الأمني بين بلدينا عاملاً مشتركًا من أجل لبنان أكثر استقرارًا وفقًا لاستراتيجيتنا التي تمتد على 5 سنوات والتي تضع المواطن في صميم مقاربتنا الأمنية وتحوّل المفهوم التقليدي لقوة الشرطة إلى جهاز شرطة فعلي. فشكرا لفرنسا”.

وتابع: “ليست هذه الشراكة في العلوم القانونية والجنائية بين قوى الأمن الداخلي وفرنسا سوى امتداد طبيعي للتاريخ حيث قامت كلية الحقوق في ليون قبل الحرب العالمية الأولى بإنشاء كلية الحقوق في بيروت – لبنان. ولا تزال هذه العلاقة الفرنسية مع الأوساط القانونية الأجنبية قائمة واجتماعنا اليوم هو خير دليل على ذلك. يُستكمل هذا الرابط القانوني برابط شرطي فريد من نوعه حيث حافظ لبنان لسنوات عدة على علاقات متينة وعملية مع كل من الشرطة الفرنسية والدرك الفرنسي”.وأردف: “يتم توفير شهادة الماجستير هذه في ظل إحدى أصعب الفترات التي يمر بها لبنان العزيز ولقد أظهر ضباطنا مرونة جديرة بالثناء وكانوا على قدر تطلعاتنا بحصولهم على هذه الشهادة عقب عام دراسي غني بالدراسات والممارسات العملانية. وتعكس صورة هذه الدفعة روحًا مؤسساتية تتسم بالمرونة والمهارة في أوقات الأزمات. وبصفتي مديرًا لقوى الأمن الداخلي، أود أن أؤكد أن منظمتنا لطالما كانت على قدر التطلعات الوطنية والدولية ولقد تمكنت من حماية مواطنينا وتوفير الأمن على الأراضي اللبنانية على الرغم من التهديدات المعقدة والعنف المتزايد. ففرصتنا مزدوجة اليوم، اختتام السنة الدراسية 2021-2022 للدفعة الأولى التي تابعت هذا الماجستير وإطلاق الدفعة الثانية للعام الدراسي 2022-2023 التي ستشارك فيها الأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى. فتهانينا للخريجين وأهلاً وسهلاً بالطلاب الجدد”.وختم: “أعزائي الطّلاب حملة هذا الماجستير، أنا فخور بكم وأشجعكم على تطبيق ما تعلمتموه في هذا المجال وتحويل مناصبكم إلى مناصب تتسم بمهنية قصوى. أشجعكم على مواصلة هذا البحث عن المعرفة في سبيل التطوير والنمو المهني المتواصل. أود أن أشكر الاستثمار المتميز الذي تخصصه الجمهورية الفرنسية للبنان من خلال الكثير من البعثات والإجراءات المنظمة سنويًا بغية تعزيز عمل القوى الأمنية اللبنانية ودعم السلطات في بناء لبنان الغد”.غريو بدورها، قالت السفيرة الفرنسية: “نجتمع اليوم لتكريم الضباط المتميزين في الدفعة الأولى للماجستير 2- M2 في مجال الأمن الداخلي التي قام معهد قوى الأمن الداخلي بإنشائها مع فرنسا”.أضافت: “سنسلمكم اليوم أيها الضباط الـ 19 هذه الشهادة. لقد اخترتم متابعة هذا التدريب رفيع المستوى والانتقائي والمتطلب. لقد عملتم بكدّ وحققتم نجاحًا باهرًا. هذا ما أعلمني به أساتذتكم في جامعة “جان مولان” ومديرة شهادة الماجستير والمدرسة الوطنية العليا للشرطة. أود أولاً أن أهنئكم أحر التهاني. يمكنكم أن تفخروا بأنفسكم ونحن فخورون جدًا بكم”.وتابعت: “يمثل هذا التدريب رصيدًا حاسمًا لتقدمكم الوظيفي في قوى الأمن الداخلي لأن الهدف هو أن تتحولوا إلى بوتقة لكبار المديرين التنفيذيين في قوى الأمن الداخلي في لبنان. يحتاج اللبنانيون إلى أن يكونوا قادرين على الاعتماد على القوى الأمنية، ولا سيما قوى الأمن الداخلي. ففي الحياة اليومية، أنت من يقف في الخطوط الأمامية للتصدي لمختلف جرائم الإتجار والجرائم المنظمة والجرائم الصغيرة وتوفير الأمن على الصعيد اليومي وجرائم الإتجار بالبشر. في سياق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي يعيشها لبنان مع التوترات الملازمة لتدهور الأوضاع التي نشهدها كل يوم على الأرض، فإن مهمتكم صعبة وضرورية، وأنا أدرك أيضًا أنها خطيرة”.وقالت: “يتيح لي هذا الحفل الفرصة لأشيد بكم، ولأشيد من خلالكم بعناصر قوى الأمن الداخلي أجمعين، وأن أثني على التزامكم بأمن لبنان وحماية اللبنانيين كافة. أدرك تمامًا الظروف الصعبة التي تعملون في ظلها وسنتحدث عنها بشكل منتظم مع اللواء عماد عثمان الذي يسعى دومًا للدفاع عن اهتماماتكم وحشد جهوده لصالح عناصره. وعلى الرغم من الرياح المعاكسة، أدعوكم لمواصلة المسيرة. ابقوا ضباطًا ملتزمين ومثاليين في خدمة مواطنيكم”.أضافت: “حضرة مدير عام قوى الأمن الداخلي، حضرة قائد المعهد، لقد كان إنشاء هذا الماجستير في أقل من عامين بمثابة رهان كبير وأظن أنه يمكنني القول إننا نجحنا في مواجهة هذا التحدي معًا. فالتزامكما الشخصي وعزمكما على جعل المعهد أداة تدريب استثنائية لقوة شرطة حديثة وفعالة في خدمة اللبنانيين جميعهم تعنى باحترام حقوق الإنسان، كونا لدينا القناعة بالالتزام معكم. في المقابل، حشدت فرنسا أفضل الخبرات الفرنسية لتلبية احتياجاتكم وتصميم مشروع الماجستير الفريد هذا. أود أن أحيي العمل الاستثنائي الذي قام به شركاؤنا، لا سيما جامعة جان مولان ليون 3 والمدرسة الوطنية العليا للشرطة. تمكنت هذه المؤسسات الفرنسية المرموقة من الاستماع إلى احتياجاتكم؛ ولقد تمكنت من الاتفاق على محتوى الدروس وأخذ السياق بعين الاعتبار. فحضورك حضرة مديرة المدرسة الوطنية العليا للشرطة (ENSP) يجسد هذا الالتزام. أود أن أشكرك على ذلك”.أضافت: “هذا المشروع هو ثمرة عمل موحد لفريق فرنسا بالتعاون مع وزارة الداخلية الفرنسية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية. لقد قامت السفارة، بدعم مالي من مركز الأزمات والاستقرار، بحشد الجهود وستواصل القيام بذلك، لتكون قادرة على إعادة إجراء هذا التدريب والمضي قدمًا مع رؤية التوسع التدريجي في عملية اختيار المرشحين. ففي الواقع، ستكون الدفعة التالية مفتوحة أمام ضباط القوى الأمنية الأخرى (الجيش، الأمن العام ، أمن الدولة). يمكنني أن أرى فيها تجسيدًا لجودة هذا التدريب وملاءمته والاعتراف بالدور المركزي للمعهد في تدريب قوى الأمن اللبنانية وأعتبرها دليلاً مشجعًا لتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية اللبنانية فالوضع يستدعي تعاون الأجهزة كافة معًا لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه لبنان في سبيل تحقيق المصلحة العليا والمصلحة العامة. هذا، ويساهم التعرف على بعضنا البعض والعمل معًا بفضل التدريب المشترك خلال شهادة الماجستير هذه في تحقيق ذلك”.وتابعت: “أود أن أهنئ مجددًا الخريجين اليوم وأتمنى النجاح الكامل للدفعة الجديدة للعام الدراسي 2022-2023 التي ستبدأ دورتها اليوم. ستتمكنون من الاستفادة من تجربة أسلافكم. أشكرك، اللواء عثمان، على ثقتك واختيارك فرنسا كي تكون شريكًا استراتيجيًا لقوى الأمن الداخلي. أرجو منكم التعويل عليّ وعلى فريقي بأكمله كي نكون على قدر هذه الثقة. فالوضع والمخاطر تتطلب ذلك. وأود أن أشير إلى أن دعم فرنسا ورئيس الجمهورية الفرنسية للبنان واللبنانيين غير مشروط فهو جدول أعمالنا الوحيد. أود أن أثني أيضًا على عملك الاستثنائي حضرة العميد الحجار. لقد أشركتنا في هذه المغامرة التي انطلقت من رؤيتك كونك ضابط شرطة صاحب رؤية. أعلم أن هذا الحفل مهم بالنسبة إليك خلال فترة معينة من مسيرتك المهنية وهو ليس تتويج للكثير من المشاريع فحسب، بل نقطة انطلاق هذا التعاون. إنه لشرف كبير لنا أن نعمل معكم ومع عناصركم جميعهم”.وختمت: “تهانينا لجميع الخريجين ونتمنى العمر المديد لهذه الشهادة. سوف نبذل قصارى جهدنا كي نتمكن من مواصلته”.لوكلار من جهتها، قالت مديرة الماجستير: “أنا اليوم متأثرة جداً فرحة جداً وفخورة جداً بوجودي هنا معكم وأن أشهد على تخريخ 19 ضابطاً. إذا عدنا لسنة تقريباً للوراء وتكلمنا عن هذه المناسبة الراقية، لم يكن لأحد أن يصدّق حصولها بكل صدق، ولكن بالرّغم من كل شيء حقّقناها، بل أنتم حقّقتموها، ونجحتم بها رغم الأزمة الصحية التي نخرج منها، ورغم كل ما يمر به لبنان من أزمات”.أضافت: “في هذه المناسبة أودّ أن أشكر مركز الأزمات، السفارة الفرنسية، وكلّ من ساهم في إنجاح المشروع علنًا أو في الظلّ، وأهنئ المتخرجين وأنا سعيدة جداً بوجودي بينكم اليوم، أهنئكم لأنكم أنجزتم نجاحاً باهراً وللجدّيّة التي أظهرتموها خلال هذا الماجستير وللطّاقة والعمل الكبير اللذين وضعتموهما في هذا الاستحقاق ومشاركتكم معارفكم العملية والنظرية مع المحاضرين كافة. أنتم نموذج للطلبة الفرنسيين ولنا، وأنا متأثرة جداً برؤيتكم اليوم لاستلام شهاداتكم”.كوديرأما مديرة الـ “ENSP” فأثنت على “سياسة التعاون القائمة بين لبنان وكلية الشرطة، والعلاقة الوثيقة التي تجمع الطرفين، بحيث أنه لطالما كان للبنان وجود أساسي في الدّورات التي يخضع لها مفوّضي الشرطة في فرنسا”، مقدّرةً “التّميُّز الواضح للمشاركين اللبنانيين”، مشدّدةً على “أهمية شهادة الماجستير التي نالها الطّلاب اللبنانيين، وعلى مدى تأثيرها على الأداء المهني للشرطة الفرنسية واللبنانية”.وهنّأت المتخرّجين في الدفعة الأولى على هذا التعاون، معتبرةً أن “نيلهم هذه الشهادة يؤكّد على جدّيتهم واندفاعهم في ظل الصعوبات التي يواجهونها”، مؤكدة أن “طلاب الدفعة الثانية سيعملون بالاندفاع ذاته”.وفي الختام شكرت “مديرية قوى الأمن الداخلي وإدارة المعهد على جهودهم وتعبهم لإنجاح هذا التعاون”.الحجار وقال قائد معهد قوى الأمن الداخلي: “تم القيام بعمل كثيف ومستمر، على مدى ثلاث سنوات، من أجل تنفيذ مشروع الماستير 2 (الماجستير) عن بُعد، داخل اكاديميتنا وبالشراكة مع جامعة جان مولان والمدرسة الوطنية العليا للشرطة. وفي اليوم الذي طالبنا به بهذا البرنامج كنا بعيدين جدا عن تخيّل هذا المسار ذات الجودة الذي قمنا به معاً”.أضاف: “لقد تابع 19 ضابطا من قوى الأمن الداخلي، ومن الذين يتطابقون مع شروط التسجيل، السنوات الجامعية 2021-2022، بنجاح ومن خلال جمع معلومات غنية وضرورية لعملهم اليومي، ومع انفتاح أوروبي على العالم الشرطي. إن هذا الماجستير في القانون الذي ما لبثتم تحقيقه يأخذ شكله الجديد من كونه مرتبطا جدا مع الميدان ومع واقعكم المهني. إنه يهدف بشكل رئيسي الى تعزيز وظيفتكم الشرطية وإلى تطوير مهاراتكم بغية إدارة الأمن ضمن وجهة نظر واسعة”.وتابع: “إن الأكاديمية لديها من الآن وصاعدا المفاتيح التي ستمكّنها من إدارة مركز عرمون ومن تحديد آفاق وأهداف جديدة مع فريق عمل متفانٍ، ولكن أيضا وخصوصا مع اكثر من ألف مشارك في السنة من مختلف المؤسسات الأمنية التي لدينا مسؤولية تدريبها. والتي تبقى السبب الوحيد لوجود الأكاديمية من أجل خدمة بلدنا على أفضل وجه”.الشهاداتوفي الختام جرى توزيع الشّهادات على المتخرجين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى