رسالة المقترعين بورقة “لبنان”.. وتحذير
جاء في موقع mtv:
صحيح أن الورقة البيضاء تصدّرت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأولى، الى جانب كل من النائب ميشال معوّض وسليم إده، إلا أن اقتراعاً لافتاً شهدته الجلسة بأوراق “لبنان”، والتي بلغت 10 أصوات.. فمَن هم هؤلاء النواب؟ ولماذا اختاروا الاقتراع بهذه الطريقة وما هي رسالتهم؟
النائب أحمد الخير كشف لموقع mtv أن المقترعين بورقة “لبنان” هم أعضاء تكتل الاعتدال الوطني: أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، عبدالله سليمان، وليد البعريني، أحمد رستم، سجيع عطية، إضافة الى 4 نواب من اللقاء النيابي المستقل، أعلن عن إسمين منهم هم نبيل بدر وعماد الحوت.
ولكن لماذا قرر هؤلاء النواب الاقتراع بهذه الورقة؟ يجيب الخير: “الاصطفافات السياسية لن توصل الى أي مكان إلا الى انقسام جديد ومرحلة فراغ من الممكن أن تمتد الى وقت طويل. ونحن في هذه المرحلة بحاجة لرئيس جمهورية بأسرع وقت، وجميعنا يعرف الوضع الذي وصلنا اليه على صعيد الدولة”.
وأضاف “هناك مواصفات معينة نلتقي عليها مع شريحة كبيرة من النواب والتكتلات السياسية الوطنية. ونريد رئيساً يحافظ على الدستور ويحمي اتفاق الطائف وينسج أفضل العلاقات مع محيطنا العربي لا سيما المملكة العربية السعودية وله علاقاته مع المجتمع الدولي وقادر على القيام بالاصلاحات المطلوبة لانقاذ البلد ويكون سدا منيعاً بوجه الفساد. فهذه هي النقاط الجوهرية بالنسبة لنا، وأي تكتل نستطيع ان نتكامل معه عليها سنسير معه بمرشح نكون قادرين على خلق توافق عليه بالحد الأدنى بين اللبنانيين”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت هذه الصفات لا تنطبق على النائب ميشال معوض، يقول الخير: “طبعاً هذه الصفات تنطبق على ميشال معوض، وهو أكثر من يستحق ان يكون في هكذا موقع”. ولكن لماذا لم تقترعوا له؟ يجيب: “هل نستطيع تأمين ثلثي المجلس لانتخابه؟ ستكون النتيجة حتماً التعطيل وعدم حضور الجلسة. فما نقوله هو ضرورة إيجاد مرشح بهذه المواصفات ولكن مع توافق عليه بين غالبية الكتل الوطنية”، مستذكراً كيف أن قوى ١٤ أذار صوّتت في السابق في ٤٥ جلسة للدكتور سمير جعجع وفي النهاية جاء مرشح من ٨ اذار، مضيفاً “عامل الوقت لا يخدمنا إنما يخدم الفريق الآخر، الذي يريد أن يشتري الوقت وهو الذي يحاول تشكيل حكومة وإطالة أمد الأزمة لأنه يعتبر أنها تخدمه على المدى الطويل”، محذّراً من أنه “إذا لم نتفق على رئيس بهذه المواصفات فسنكون أمام ٦ سنوات أصعب من التي مرت. ونحن لن ننتخب رئيساً يأخذنا أكثر الى قعر جهنم.”
ورداً على سؤال حول دور دار الفتوى وإذا كان هذا الموقف يشكل انعكاساً للقاء يوم السبت الماضي، يقول الخير: “لم يحصل حتى الآن أي تواصل مباشر معنا من قبل دار الفتوى بموضوع رئاسة الجمهورية. فدار الافتاء تتحدث بالخطوط العريضة وبالمواصفات المطلوبة التي نؤيدها جميعاً. لكنها لا تملي على النواب ما يجب أن يقوموا به. ونحن النواب الذين اقترعنا بورقة لبنان نجد أنفسنا في تموضع معين خارج الاصطفافات انما نريد أن نكون شركاء في الحل الذي يوصل لبنان الى شاطئ الأمان لا الى مزيد من التدهور على صعيد الوضع المالي والاقتصادي”.
وتابع “لا نريد أن تطول مرحلة انتخاب الرئيس، لان ذلك يخدم الفريق الآخر، وما نقوله هو أنه بدلاً من أن نكون من ضمن الاصطفافات فلنكن في المكان الذي يسمح لنا بجمع أكبر عدد ممكن من الكتل على مرشح معين”، مؤكداً “أننا نتناغم مع العديد من القوى الوطنية والسيادية، وككتلة الاعتدال واللقاء المستقل نحاول ان نكون على تواصل مع كل الكتل النيابية، ونحن على تواصل مع كتل “التنمية والتحرير”، “اللقاء الديمقراطي”، “الكتائب”، “تجدد”، “القوات” وسواهم. واليوم عكسنا انطباعاً داخل الجلسة بأننا لا نريد ان نكون من ضمن الانقسامات ونريد التعاون مع الكتل السياسية الوطنية للوصول الى قواسم مشتركة تؤدي الى وصول رئيس يحفظ لبنان من خلال الثوابت التي ذكرناها”.
فهل سيطرح تكتل الاعتدال الوطني أسماء معنية في مساعيه هذه؟ يؤكد الخير “أننا “ن نطرح أسماء نهائياً انما نطرح الفكرة والمواصفات والمبادئ، ومن الممكن التوصل الى مكان نتفق فيه على هذه الثوابت مع أكثر من تكتل، وهناك أسماء كثيرة تنطبق عليها هذه الصفات. حتى مرشح التغييريين اليوم لا يمكن أن ننكر بأنه شخص جيد”.
يبقى السؤال الأهم، وهو دور حزب الله وهل يمكن إيصال أي رئيس توافقي من دون التفاهم معه، وعمّا اذا كانوا على استعداد لذلك، يشير الخير الى أنه تواصلهم مع كتلة “أمل” كفيل بإعطاء الجواب الشافي حول موقف “الثنائي الشيعي”.