معطيات جديدة حول ضحايا المركب الغارق قبالة طرطوس
اعلن المكتب الاعلامي لوزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية في بيان، ان “عدد الضحايا المركب الغارق قبالة طرطوس بلغ حتى مساء (الجمعة 23-9-2022) 87 ضحية، فيما يعالج 20 من الناجين في المستشفى”.
وأصبحت هذه أسوأ رحلة من نوعها تنطلق من لبنان حتى الآن من حيث عدد الوفيات، إذ يدفع الإحباط من الوضع الاقتصادي في البلاد الكثيرين لركوب القوارب المتداعية والمكتظة في أغلب الاحيان أملا في بلوغ أوروبا.
وبدأت السلطات السورية في العثور على جثث في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر أمس الخميس.
ونقلت وزارة النقل السورية عن ناجين قولهم إن القارب أبحر من منطقة المنية بشمال لبنان يوم الثلاثاء وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصا، متجها إلى أوروبا.
وقال وزير النقل علي حمية إن أنباء أفادت بوجود نحو 45 طفلا على متن القارب ولم يُكتب لأي منهم النجاة، لكنه لم يستطع تأكيد العدد.
واستقبلت عائلة مصطفى ميستو، وهو لبناني كان على متن القارب مع زوجته وأطفاله الثلاثة، المعزين في شقتها في حي باب الرمل الفقير في مدينة طرابلس بشمال لبنان.
وصاح قريب له من كبار السن بينما قدم المعزون العزاء قائلا “ليس لنا إلا الله”.
وتجمع أشخاص يخشون أن يكون أقاربهم بين الضحايا عند المعبر الحدودي مع سوريا، في انتظار وصول الجثث.
وقال محمود أبو حيد، وهو أحد سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين قرب طرابلس، إن العشرات من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب هم في الأصل من سكان المخيم. وأضاف أن الظروف المعيشية الصعبة بالفعل للفلسطينيين تفاقمت خلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ ثلاث سنوات.
وقال حمية إن 20 ناجيا يتلقون العلاج في مستشفيات سورية، معظمهم سوريون. ويعيش نحو مليون لاجئ سوري في لبنان.
وأضاف أن القارب “صغير جدا” ومصنوع من الخشب، ووصف الإبحار في رحلات كهذه بأنه شيء يحدث تقريبا كل يوم بتنظيم من أشخاص لا يكترثون للسلامة.
وأدى الانهيار المالي في لبنان، وهو من أسوأ الانهيارات المالية المسجلة عالميا، إلى زيادة هذه الرحلات. وارتفعت معدلات الفقر ارتفاعا حادا بين السكان البالغ عددهم نحو 6.5 مليون نسمة.
وسارعت قبرص لإرسال فرق البحث والإنقاذ في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين ويوم الثلاثاء بعدما أرسلت سفينتان تقلان مهاجرين من لبنان إشارات استغاثة بفارق ساعات فقط.
وكان هناك 300 على متن إحداهما و177 على متن الأخرى، وأعلن مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في الجزيرة إنقاذهم جميعا.
وأبلغت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رويترز في وقت سابق من الشهر أن عدد من غادروا لبنان أو حاولوا مغادرته عن طريق البحر تضاعف تقريبا في 2021 مقارنة بعام 2020، وارتفع مرة أخرى بأكثر من 70 بالمئة في عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وغرق قارب مهاجرين في أبريل نيسان، كان قد انطلق من مكان قريب من طرابلس، بينما كانت البحرية اللبنانية تعترضه قبالة سواحل البلاد.
وكان على متنه نحو 80 مهاجرا لبنانيا وسوريا وفلسطينيا تم إنقاذ 40 منهم وتأكيد وفاة سبعة ولا يزال حوالي 30 في عداد المفقودين رسميا.