محليات

تنظيرٌ في الهوية والنأي: التنفيذ يُعيد ربط لبنان بالعالم

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

مِن على منبر الامم المتحدة وعلى مسامع الدول العربية والعالم، اعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “اننا نعول، كما دوماً، على مساعدة اصدقاء لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة، التي لا غنى للبنان، البلد العربي الهوية والانتماء والعضو المؤسس لجامعة الدول العربية، عنها”. اضاف: ان انتماء لبنان العربي وريادته في الالتزام بالقضايا العربية هما ترجمة لما جاء في دستوره وفي اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية الدامية التي عصفت ببلادي. ولا بد من ان اؤكد، تكراراً، التزامنا التام بهذا الاتفاق، وعدم تساهلنا مع اية محاولة للمس بمندرجاته، اضافة الى تجديد الالتزام بمبدأ النأي بالنفس الذي انتهجناه منذ حكومتنا الماضية سعيا لإبعاد وطننا قدر المستطاع عما لا طاقة له عليه.

الكلام الواضح الذي أطلقه ميقاتي في ما يخص هوية لبنان من جهة والتزامه النأي بالنفس من جهة ثانية، ممتاز، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. غير ان نقطة ضعفه تكمن في كونه نظريا “تنظيريا” فقط، ولم يجد منذ سنوات، طريقه الى الترجمة العملية.

فمع الاسف، تتابع المصادر الرئيس ميقاتي، في القضايا الاستراتيجية الكبرى، يبدو لا يمون في هذه الدولة إلا على نفسه. حزب الله، الجالس في حكومة تصريف الأعمال والباقي على طاولة ميقاتي في الحكومة التي يكثر الحديث عن قرب ولادتها في الساعات المقبلة، يواصل التغريد منفردا معتمدا لغته الخاصة وامنياته وسياسته الخاصة في التعاطي مع العرب ومع المجتمع الدولي، فارضا على الدولة والشرعية اللحاقَ به، هذا اذا وجدتا الى ذلك سبيلا، بما انه ومنذ ان رأت “معا للانقاذ” النور، وهي مغلوبٌ على امرها. فهي لم تتمكن من منع الحزب من استقدام المحروقات الايرانية بالصهاريج الى لبنان، قبل ان تذهب الحكومة برجليها الى “الجمهورية الاسلامية” منذ ايام، طالبة مساعدتها في مد لبنان بالفيول لمحاولة معالجة الازمة الكهربائية التي تتخبط فيها البلاد، وقد جرّها الى هذا الخيار حزبُ الله، فكان له ما اراد، وما بين هاتين المحطتين ارسل الحزب مسيّراته الى كاريش مهددا ومتوعدا…

رب قائل، تتابع المصادر، ان ثمة حوارا اليوم بين السعودية وايران، فلماذا يُحرّم هذا التواصل بين بيروت وطهران؟ لكن شتان ما بين استخدام لبنان ساحة في خدمة ايران ومنصة للاعتداء على العرب والخليجيين عسكريا ولفظيا وإعلاميا، لان “الدويلة” وراعيتها تريدان ذلك، من جهة، شتان ما بين هذا، وحوار اقليمي هدفه محاولة ارساء استقرار بالحد الادنى في المنطقة، من جهة ثانية.

فوفق المصادر، حتى لو أصبحت المملكة وإيران أفضل الأصدقاء، اذا لم تقم في لبنان دولة واحدة موحدة حقيقية وفعلية، تحترم جوارها ومحيطها الطبيعي وتنسجم معه، فإن اي علاقات تعاون ومودة، لن تقوم من جديد بينها والعواصم كلّها.. فهل يفتح استحقاق الانتخابات الرئاسية بابَ تصويب الخلل السيادي اللبناني؟  تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى