محليات

هل يسير التيّار و”حزب الله” بجوزف عون رئيساً؟!

مع إقتراب الإستحقاق الرئاسي، وقبل أقلّ من 40 يوماً على مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، تُطرح أسماء عدة، مرشّحة لأن تخلفه في المرحلة الحسّاسة المقبلة، ويتردد كثيراً إسم قائد الجيش جوزف عون، كمرشّح توافقي، في الأوساط السياسية، خصوصاً وأن عون يحظى بقبولٍ فرنسي ودعمٍ أميركي وموافقة سعودية وإن لم تُعلن بعد.

وفي ظلّ عدم وضوح الصورة الرئاسية حتى اليوم، يتجنّب “حزب الله” إعلان دعمه لأيّ مرشّح بانتظار تحديد موقفه الحاسم بعد سلسلةٍ من اللقاءات والمفاوضات مع مختلف القوى السياسية. وبحسب الأجواء التي تنقلها أوساطٌ مقرّبة من الحزب، فإن موقفه من الملف الرئاسي، إيجابي ويسعى إلى التوافق مع جميع اللبنانيين على إسم رئيس الجمهورية المقبل، شرط أن لا يكون رئيس مواجهة للحزب.

من جهةٍ أخرى، يُبدي “التيّار الوطني الحر”، حساسيةً مختلفة في موضوع الإستحقاق الرئاسي، فيشدد على أهمية التمثيل للرئيس المقبل، إلاّ أنه لا يعترض على احتمال الوصول إلى رئيسٍ توافقي، بحال تمكّن من الحصول على تأييدٍ أو تبنٍّ من أصحاب التمثيل. ولكن ماذا لو كان الرئيس التوافقي هذا، هو قائد الجيش جوزف عون؟ وما هو موقف كلٍّ من الحليفين “التيار الوطني” و”حزب الله”، من إمكانية وصوله إلى سدّة الرئاسة؟!

يجيب النائب سيزار أبي خليل، عن هذا السؤال ل “ليبانون ديبايت”: “لن أدخل في الأسماء وهذا الأمر فيه استحالة دستورية، ولا أعتقد أن هناك إمكانية اليوم لتعديل الدستور، ووسط الأزمات التي تفتك بنا، فلا أتصوّر أننا سنذهب إلى تعديل للدستور”.

وأشار إلى أن التيّار، قد عبّر عن موقفه في بيان المجلس السياسي، وقام رئيسه النائب جبران باسيل، بمبادرةٍ، دعا فيها إلى “التوافق على إسمٍ ليأتي من ضمن القوانين والدستور والإنتخابات”.

وتحدث أبي خليل عن الحيثية التمثيلية، مشيراً إلى “أننا في ديمقراطية برلمانية، ومن ضمن دستورنا وديمقراطيتنا ومن ضمن نتائج الإنتخابات النيابية”.

وقال: “قمنا بالإنتخابات، وقيل نريد إنتخابات مبكرة وتغيّر المود الشعبي…، وعندما حصلت الإنتخابات، بتنا وكأنه لم يحصل شيء؟ ألا نأخذ المود الشعبي بعين الإعتبار؟ أو أن الإنتخابات لا معنى لها؟”

وتابع، “إننا منفتحون على التوافق، ولن أضع أسماءً، وقمنا بهذه المبادرة وصدر البيان، ومن دون أن نتخلّى بأي شكلٍ من الأشكال، عن حقّنا كأكبر كتلة، وهناك أعداد واضحة، ولا نقاش بهذا الموضوع”.

وأكمل أبي خليل، “الأهمّ أن يكون تمثيل الرئيس منه وفيه، إذا اتضح أن أحداً يبايعه التمثيل أو يتبنّاه، فهذا يكون أضعف لأن تمثيله ليس منه وفيه، وعندما يسحب أحد ما منه هذا التأييد، يصبح مقطوعاً من شجرة”.

وقال أبي خليل: “إن وضع نفسك بهذا الظرف، هو أبغض الحلال، وجرّبنا سابقاً رؤساء الجمهوريات الذين يفتقدون إلى التمثيل الحقيقي، أو كان تمثيلهم ظرفياً أو كان تأييد الكتل النيابية لهم ظرفياً إذ تركتهم على أول كوع”.

وأكد أن ” التيّار لن يتجاوز معيار التمثيل، كما ورد في بيان المجلس السياسي الأخير، وهو منفتحٌ للوصول إلى تفاهم، إنما معيار التمثيل لن يسقط من أي تفاهم”.

وفي سياقٍ متصل، وعن موقف “حزب الله” وإمكانية دعمه لقائد الجيش، أشار الصحافي والكاتب قاسم قصير، إلى أنَّ قائد الجيش، هو أحد الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، ولا مانع لدى الحزب في ذلك، موضحاً أن “علاقته مع عون جيدة ولكن الحزب حريصٌ الآن على عدم طرح أي شخصية بانتظار تبلور الصورة”.

وقال قصير لـ “ليبانون ديبايت”: “بحال حصل توافق لبناني على جوزف عون، وحسب المعطيات، حزب الله لن يمانع ذلك”.

وأضاف أن “علاقة جوزف عون الجيدة مع الأميركيين، لا تؤثر على قرار الحزب، وبالنهاية رئيس الجمهورية يجب أن يكون على علاقة جيدة مع كل الأطراف، ولا إشكال في علاقة الحزب معه”.

وشدد على أنه وحتى الآن “لا شيء واضح، وتُطرح الكثير من الأسماء ولا نستطيع أن نقول أن هناك تفاهماً واتفاقاً ما، إذ يجب أن يحصل تفاهم خارجي وتفاهم داخلي، وإلى الآن يتمّ التداول بالكثير من الأسماء ولكن لم تتمّ بلورة أي حسم”.

وأردف قصير أن “جوزف عون لا يمكنه الترشّح حالياً قبل انتهاء المهلة الدستورية، ويحتاج ترشيحه إلى تعديلٍ دستوري وإلى 86 صوتاً، وبدون توافق داخلي وخارجي لا يمكن أن يصل”.

وأكّد أنَّ “أهمّ شيء بالنسبة لحزب الله، هو إنقاذ البلد من أزماته وأن يكون هناك تعاطياً إيجابياً بين أي رئيس جمهورية والمقاومة وصولاً إلى الإستراتيجية الدفاعية”.

ولفت قصير إلى أنَّ “ما يهم الحزب، أن لا يتحوّل رئيس الجمهورية إلى متراسٍ لمحاربته ويحافظ على استقلال البلد وسيادته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى