محليات

قصة المركب الذي انطلق من نهر البارد وصولاً إلى فاجعة الموت

موجات الهجرة غير الشرعية لم تتوقف من الشمال. فلسطينيون، سوريون لبنانيون، مكتومو القيد، شباب، نساء واطفال رضّع، جميعهم يركبون “الخشبة” التي يعتقدونها خشبة خلاص لكنها في بعض الاحيان تكون خشبة موت كما حصل ويحصل مع انطلاقة كل مركب من المياه الشمالية .

الهجرة غير الشرعية المتكاثرة هذه الايام لها تجارها وركابها الذين يطمعون باللجوء الى أوروبا عبر ايطاليا أو اليونان أو قبرص أو حتى تركيا. وفيما تطالب الدول لبنان بالتشدّد بمنع الابحار غير الشرعي، تفتح حدودها البرية وتبقي سواحلها من دون رقابة ربما لإتاحة المجال لهؤلاء الفارين من “جهنم لبنان” للبقاء حيث وصلوا والافضلية لغير اللبنانيين كما يروي أكثر من عليم بهذه الامور .

احد هذه المراكب كان على متنه نحو سبعين شخصاً انطلق من مخيم نهر البارد، ومعظم ركابه من سكان المخيم أو من السوريين وقلة قليلة من اللبنانيين، تعطّل قرب جزيرة رودوس اليونانية وأرسل اشارات استغاثة فلبّى خفر السواحل اليوناني النداء ولكن بعدما ذاق الركاب الامرين، وقد أعاد خفر السواحل اليوناني بقوارب مطاطية المهاجرين الى قبالة المياه الاقليمية التركية وفق ما كشف احد الركاب لشخص مقرّب اليه في المخيم. واضاف: “انه غرق ستة من الركاب في البحر وتم تسليم 66 ولايزال خمسة آخرين في عداد المفقودين .” وبحسب معلومات “النهار” فإن الضحايا الست هم فلسطينيون.

لكن خفر السواحل التركي اشار امس الى “انقاذ 73 مهاجرا كانوا على متن أربعة قوارب نجاة، بينما استمرت عمليات البحث عن خمسة مفقودين بزورقين وطائرة هليكوبتر”.

واكد خفر السواحل التركي أن ستة أشخاص، من بينهم أطفال، لقوا حفتهم عندما غرق قارب يقل مهاجرين كان متجهاً إلى إيطاليا قبالة سواحل جنوب غرب تركيا. وقال البيان الصادر عنهم إن القتلى الستة امرأة وثلاثة أطفال ورضيعان. ما يعني ان عدد المهاجرين عند انطلاق المركب كان غير معروف لعدم تطابق الارقام بين ما عدد خفر السواحل التركي والعدد الذي تم الحديث عنه من قبل الراكب الهاجر على متن المركب .

أهالي المهاجرين العالقين في البحر بين اليونان وإيطاليا وتركيا، قطعوا الشارع الرئيسي، في مخيم نهر البارد احتجاجاً على عدم معرفة مصير ابنائهم وشبابهم وأطفالهم مطالبين المعنيين بالتدخل للعمل على محاولة انقاذهم او تحديد مصيرهم.

وانطلق المهاجرون من لبنان، السبت في طريقهم إلى إيطاليا لكنهم كانوا بحاجة إلى التزود بالوقود قبالة ساحل جزيرة رودوس اليونانية، بحسب ما قال خفر السواحل التركي وفقا لاستجواب مفصل للمهاجرين الذين تم إنقاذهم.

وأضاف خفر السواحل التركي: “أن نظيره اليوناني، الذي استجاب لنداء المهاجرين للمساعدة، وضعهم على متن أربعة قوارب نجاة، وتركهم بالقرب من المياه الإقليمية التركية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى