محليات

“ليش لأ”!…هل تنطبق مواصفات الراعي على فرنجية ؟!

أطل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الأمس على اللبنانيين من المقر البطريركي الصيفي في الديمان حيث اطلق مجموعة من المواقف التي عبّرت عن بعض الاوجاع التراكمية التي يعيشها المواطن اللبناني لاسيما في ما يخص معضلة النزوح السوري الى لبنان التي كبدت الدولة والخزينة والمواطن ما لا يمكن ان يتحملوه جميعا.

وبعيدا عن الملفات الحياتية والاقتصادية والقضائية، ظهر الراعي مدافعا شرسا عن رئاسة الجمهورية التي، وفي مكنونات نفسه، يعرف ان الخوف عليها متصل بشكل مباشر بالخوف على المسيحيين وعلى دورهم في لبنان وفي الشرق بشكل عام.

مخاوف البطريرك بانت الى العلن حين اعتبر أن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الـ31 تشرين الأول المقبل هو جريمة بكل ما تحمل الكلمة بحق لبنانواللبنانيين، لا بل ظهرت مخاوفه بشكل واضح على الموقع المسيحي الأول في البلاد حين ناشد الرئيس ميشال عون ان يخرج من القصر الجمهوري وفقا للآليات الواضحة التي ينص عليها الدستور قائلا له ” فتت كبير وبتفل كبير”.

لم يخف الراعي في اطلالته عتبه على القادة المسيحيين بشكل عام والموارنة بشكل خاص، اذ قال ان الصرح البطريركي ليس بوارد جمعهم مجددا تحت أي مسمى، وبحال انعقاد اي لقاء في بكركي فانه سيكون جامعا لشخصيات نيابية من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية.

وبحزن، قال الراعي ان أهل السياسة وبعض المجموعات الدولية حشرت المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير فقدم لهم مجموعة أسماء للرئاسة والنتيجة تمثلت بندم غير مسبوق عاشه البطريرك صفير.

من هنا، شدد الراعي انه لن يدخل في لعبة الأسماء، لكنه يريد رئيسا متجردا من المصالح الشخصية وقادرا على ان يدخل البلاد في مرحلة من الحوار تمهيدا للنهوض بها وبالعباد.

وفي هذا الاطار، بدت لافتة اللاءات الثلاث التي رافقت طرح اسم الوزير السابق سجعان قزي، كما بدا لافتا عدم تجاوب الراعي مع طرح اسماء جهاد ازعور وزياد بارود وسليم اده وغيرهم، لا سلبا ولا ايجابا.

واللافت بشكل كبير هو تعاطي الراعي مع اسم رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه بشكل مخالف لبقية الأسماء التي طرحت عليه، أقله في الشكل، اذ اعتبر ان لا مانع من ان تتطابق المواصفات التي طرحتها بكركي مع شخص فرنجيه الذي يدرك ان كان باستطاعته ان يحدث اجماعا حول اسمه.

وهذا التعاطي مع طرح اسم رئيس تيار المرده استتبع برفض للنظرية التي ينادي بها رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل والتي تقدم عنصر القوة وتؤكد ألّا امكانية لاي شخصية في الوصول الى بعبدا ان لم تمتلك كتلة نيابية وازنة، كما استتبع بنوع ملطف من التجاهل لكلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

بناء على ما تقدم، قد تكون الكنيسة المارونية غير راغبة في دخول لعبة الأسماء الرئاسية بشكل جديّ، لكنها في الوقت نفسه لا تريد الوقوف مكتوفة الأيدي امام محاولة البعض ادخال البلاد في الفراغ القاتل والمميت، فهل تكون الكنيسة الداعم العلني الأول لفرنجيه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى