محليات
أين مصلحة لبنان في معاكسة توجّهات العرب سوريّاً؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
جدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أمام وزراء الخارجية العرب الثلثاء، الدعوة إلى استعادة سوريا مقعدها في “الجامعة العربية”.
وأكد بو حبيب، خلال الدورة العادية الـ 158 لمجلس “الجامعة العربية” على المستوى الوزاري في الجزائر “ضرورة وأهمية أن تستعيدَ سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، وهي دولة مؤسسة فيها”. ولفت إلى أن لبنان “لا يزال يعاني من الانتهاكات الإسرائيلية والخروقات اليومية والمتزايدة على نحو يُرهب اللبنانيين في المناطقِ المأهولة كافة، من دون رادع إقليمي أو دولي حيث تُصرّ إسرائيل على سياستها العدوانية والدفع نحو التصعيد واستخدام الأجواء اللبنانية للاعتداء على سوريا”. وشدد على أن “الصمت الدولي يشجع إسرائيل على الإمعان والاستمرار في خروقاتها واعتداءاتها وانتهاكاتها لقرارات الشرعية الدولية. ونحن نعول على الموقف العربي الموحّد دعماً للبنان بمواجهة هذا الواقع”.
الجدير ذكره هنا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هو ان دولتين بارزتين وقد تكونان الابرز في الجامعة العربية، عنينا السعودية ومصر، رفضتا التجاوب مع مساعي الجزائر لتوجيه الدعوة الى سوريا للمشاركة في القمة المزمع عقدها في العاصمة الجزائرية في 1 – 2 تشرين الثاني المقبل.
فالرياض والقاهرة تعترضان على اي تطبيع مع النظام السوري قبل ان يتجاوب أولا مع الحل السياسي للازمة السورية وقبل ان يُسهّله، وثانيا، قبل ان يبدأ عملية فك ارتباطه بالجمهورية الاسلامية الايرانية. اما بشار الاسد، تتابع المصادر، فلم يشرع بعد في تنفيذ اي من هذه الشروط ولا يزال يعقّد التسوية السورية ويسخّر اراضيه لمصالح طهران التي تزرع فيها أذرعها ومخازن السلاح.
في السياق، قال سليم الخطيب عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، ان رفض كل من مصر والسعودية، عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، يعني أن الدولتين لا تريان في النظام ممثلا عن الدولة السورية، فلا هو قادر على الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات في ظل تغول الاحتلالين الإيراني والروسي على مفاصل الحكم والوزارات السيادية لديه، ولا هو عامل أمن واستقرار للمنطقة. وأضاف في تصريحات مطلع الاسبوع لـ”عربي21″: النظام بات أداة خطيرة بيد أعداء الوطن العربي ويعمل جاهدا على تصدير الإرهاب والمخدرات ويهدد أمن الدول العربية واستقرارها”.
انطلاقا من هذه المعطيات كلّها، تسأل المصادر عن جدوى اطلاق الخارجية اللبنانية مواقف تتناقض والتوجهات العربية خاصّة في وقت تسعى بيروت جاهدة الى اعادة مد الجسور بينها وبين اشقائها العرب والخليجيين. والانكى، تضيف المصادر، هو ان إصرار لبنان على لعب دور المدافع عن مصالح النظام السوري في الجامعة العربية، لن يفيد دمشق، وبطبيعة الحال، لن يعود بالنفع على لبنان، بل بالعكس، سيكرّس الانطباع الموجود عنه لدى العرب، بأنه بات واقعا في الخندق الممانِع المناوِئ للعرب، في المنطقة.
فلماذا تصرّ الدولة اللبنانية عبر خارجيتها، على التغريد خارج السرب العربي؟ وأين مصلحة اللبنانيين في هذا السلوك؟