محليات

هوكشتاين في بيروت مجدداً…هل يوجد تصوّرات جديدة للتفاوض؟!

ستتجه الأنظار مجددا الى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي يعود بقوة الى الأضواء بعدما أدرجت إدارة الرئيس الأميركي  جو بايدن هذا الملف ضمن أولوياتها الراهنة. وفي هذا السياق يصل الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين إلى بيروت مساء الخميس المقبل لاستئناف المحادثات مع الجانب اللبناني، وفق ما افاد امس مصدر رسمي لبناني لوكالة “سبوتنيك”. وتاليا فان هوكشتاين سيقوم الجمعة بجولته على الرؤساء الثلاثة وعدد من المسؤولين الاخرين. وأوضح المصدر، أن “أجوبة هوكشتاين التي يحملها إلى المسؤولين اللبنانيين تشي بأنه لا جواب إسرائيليا نهائيا بعد، وأن ثمة نقطة أو نقطتين عالقتين طلبت تل أبيب تقديم إيضاحات بشأنهما قبل أن تقدم الجواب الرسمي النهائي”، واستنتج المصدر أن هوكشتاين “سيطلب مهلة إضافية حتى نهاية أيلول الحالي”.

وكتبت “نداء الوطن”: تتلهف السلطة اللبنانية لعودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال الساعات الـ72 المقبلة، على أن يبدأ لقاءاته الرسمية مع المسؤولين نهار الجمعة لإطلاعهم على مستجدات مهمة الوساطة التي يقوم بها مع الجانب الإسرائيلي حيال عملية الترسيم البحري المرتقبة جنوباً، ناقلاً في هذا المجال جديد المعطيات المتصلة بالرد الإسرائيلي على الطرح اللبناني الداعي إلى اعتماد إحداثيات الخط 23 للحدود البحرية اللبنانية مع كامل حقل قانا ضمناً. وبالاستناد إلى المعلومات المتواترة عشية زيارة هوكشتاين، كشفت مصادر مواكبة للملف لـ”نداء الوطن” أنه سيحمل معه “وجهة النظر الإسرائيلية حيال إحداثيات خطوط الترسيم من دون أن ينقل جواباً نهائياً حاسماً في هذا الخصوص، على أساس أنّ الأمور لا تزال خاضعة للبحث والنقاش على طاولة التفاوض”، مشيرةً في ضوء ذلك إلى أنّ بلورة الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم ستحتاج إلى “وقت مستقطع إضافي لتذليل نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة، مع تجديد التأكيد في الوقت نفسه على تصميم الإدارة الأميركية على أن تبلغ المفاوضات خواتيمها الإيجابية بعيداً عن أي ضغوط أو سقوف زمنية”، في إشارة إلى شطب مهلة أيلول التي وضعها “حزب الله” من روزنامة الترسيم، وسط ترجيح المصادر “ترحيل الاتفاق النهائي إلى تشرين الأول أو إلى ما بعد نهاية ولاية العهد العوني”.

وفي سياق متصل بمفاوضات الترسيم، أعربت مصادر واسعة الاطلاع عن قناعتها بأنّ الوصول إلى مسودة نهائية للاتفاق الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل“مرتبط بالضغوط الداخلية الإسرائيلية الرافضة للترسيم تحت وطأة تهديدات “حزب الله” حتى ولو اقتضى ذلك المخاطرة باحتمال اندلاع حرب جديدة على الجبهة الشمالية مع لبنان“، موضحةً أنّ “التركيز الإسرائيلي في الوقت الراهن ينصبّ على المفاوضات التي تجريها تل أبيب بشأن أسعار الغاز الذي ستورده إسرائيل إلى أوروبا للتعويض عن انقطاع الغاز الروسي عن القارة الأوروبية، خصوصاً وأنّ التوقعات ترجح ارتفاع سعر الغاز عالمياً ثلاثة أضعاف سعره الحالي، بحيث قد يقفز القدم المكعب على أبواب فصل الشتاء إلى 300 دولار أميركي بعدما كان سعره قبل الحرب الأوكرانية أقل من 10 دولارات”.وإذ لم يُعرف بعد إن كان الوسيط الأميركي سيلتقي الرؤساء الثلاثة مع مستشاريهم مجتمعين في القصر الجمهوري كما حصل في زيارته الأخيرة، أم أنه سيعود إلى عقد لقاءات منفردة في المقار الرئاسية كما درجت العادة في زياراته السابقة، أكدت أوساط لبنانية لـ”نداء الوطن” أنّ هناك “مسعى للحفاظ على نمط اللقاء الرئاسي الثلاثي مع هوكشتاين لتجديد التأكيد على وحدة الموقف اللبناني الرسمي في قضية الترسيم”، لكنها لفتت الانتباه في المقابل إلى أنّ “نجاح هذا المسعى يرتبط بسقف التصعيد الذي سيبلغه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في مواجهة رئيس مجلس النواب نبيه بري”، الأمر الذي قد يؤثر في مجريات العلاقة الرئاسية بين بعبدا وعين التينة، ويحول تالياً دون عقد اجتماع رئاسي ثلاثي مع الوسيط الأميركي.
وذكرت “البناء” أن الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، سيزور لبنان مساء الخميس المقبل لكن مصادر “البناء” أكدت أنه لم يتم إبلاغ رئاسة الجمهورية حتى الساعة لتأكيد الزيارة والتي عادة ما يجري الإبلاغ عن الزيارات قبل ٢٤ ساعة على الأقل.
وأفادت وسائل إعلام أن زيارة هوكشتاين لا تحمل الحلّ، لكنها خطوة في مسار المفاوضات.

واشارت أوساط مطلعة على الملف لـ”البناء” أن زيارة الوسيط الأميركي المقبلة الى لبنان ستكون تمهيديّة للزيارة التي تليها والمتوقعة في تشرين الأول المقبل. متوقعة ان يتحرك الملف جدياً باتجاه التوقيع في تشرين الثاني المقبل وفي هذا الموعد تكون الانتخابات الاسرائيلية قد انتهت وتشكلت حكومة جديدة في ««إسرائيل» وتتحرر من الحسابات الداخلية وتكون تفادت المواجهة العسكرية مع حزب الله بتأجيل استخراج الغاز من كاريش. اضافة الى ان جهات داخلية وخارجية تفضل تأجيل التوقيع الى ما بعد انتهاء ولاية عون الرئاسية لكي لا يمنح إنجازاً في آخر عهده.

وشدّدت الاوساط على ان توقيع ترسيم الحدود سيشكل المدخل الأول لكسر الحصار الاقتصادي والمالي والنفطي على لبنان. ولفتت الى ان احد اسباب الحصار الاميركي ومنع اي مساعدة له من دول اخرى هو دفع لبنان للتنازل في ملف الترسيم فضلاً عن التوطين ودمج النازحين السوريين بالمجتمع اللبناني.
وكتبت “الديار”: وتبقى إحتمالات التقدم في ملف الترسيم مفتوحة، اذا حملت الاجوبة الاسرائيلية موافقة على المطلب اللبناني المعروف، المتمسك بالخط 23 زائد حقل قانا. وفي هذا الاطار تكثر الهواجس من وجود نقاط ضبابية تحتاج الى توضيح، من بينها ما يتعلق بحقل قانا ولمن ستكون السيادة؟.
هذا وتنظر اوساط مطلعة على الملف بإيجابية الى تطور الامور، لكنها تشير الى عوامل أخرى تؤثر على الاخراج، وتوقيت التوقيع على اتفاق الترسيم، ولا سيما ما يتعلق بمفاوضات فيينا والانتخابات الاسرائيلية.
وكتبت “الاخبار”: بات واضحاً أن الزيارة لن تكون حاسمة، بل سيطلع خلالها الرؤساء الثلاثة على تصور الولايات المتحدة للحل في ضوء المناقشات الجارية مع الأوروبيين والإسرائيليين، واستيضاح اللبنانيين حول بعض النقاط. وأكدت مصادر مطلعة أن هوكشتين لن يحمل صيغة نهائية أو اتفاقاً جاهزاً للتوقيع، لكنه أكّد لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إن «التوصل إلى اتفاق عادل أولوية قصوى لدى الولايات المتحدة»، و«أنه يعمل لحل عادل يرضي الطرفين»، مشيراً إلى أن هوكشتين «أرسل رسائل تطمينية تؤكد أنهم جديون في الوصول إلى اتفاق». وصرّح بو صعب لقناة «المنار» أن «الحل العادل بالنسبة إلينا أصبح معروفاً وقد أبلغناه للوسيط الأميركي في آخر زيارة له». فيما رجّحت مصادر مطلعة أن الأميركيين «يريدون كسب مزيد من الوقت، وهم يعتبرون أن إعلان إسرائيل تأخير عمليات استخراج الغاز من كاريش خطوة كافية لتعطيل تهديدات حزب الله بتوجيه ضربة تذكيرية إلى العدو. كما يسعون من جديد لإيجاد مخرج لتصور اتفاق يرضي العدو ولو أنهم يقولون إن العملية شكلية وليست جوهرية».

وفيما أكّدت مصادر مطلعة أن الوسيط الأميركي تصرف بـ«وقاحة» إذ طلب قبل يومين أن يعقد اجتماعاً مع مندوب رئاسي لبناني أو وفد رئاسي في قطر وليس في بيروت، وذلك في سياق ما يسعى إلى تكريسه من دور خاص لقطر في رعاية لبنان إلى جانب فرنسا في المرحلة المقبلة. وأنه سمع الوسيط رداً سلبياً على الاقتراح، أشارت مصادر أخرى إلى أن «الاقتراح جاء في سياق محاولة من هوكشتين لئلا تبدو زيارته فاشلة في حال لم يحمل اتفاقاً نهائياً معه، وأن الجواب اللبناني كان أن لبنان يفضل أن يكون الاجتماع في بيروت».

وسألت “الجمهورية” مصادر معنيّة بملف الترسيم، فلفتت الى “اننا لسنا على علم بما في جعبة هوكشتيان، فقد وعدنا في آخر اجتماع بأنه سيأتي بالجواب الاسرائيلي على الطرح اللبناني الموحد، بالتمسّك بحدودنا البحرية الكاملة وحقوقنا الكاملة وغير المنقوصة بثرواننا البحرية. وبالتأكيد انّ الجديد الذي ننتظره هو الاستجابة لطرح لبنان، ودون ذلك سيبقى الملف مكانه“.

 

وعما اذا كانت ثمة اشارات ايجابية حول قرب توقيع الاتفاق قالت المصادر: سمعنا أن هوكشتاين آت، ولكن لا نعرف ما سيأتي به. كما لم نلمس ابداً اي اشارة الى ايجابية تضع هذا الملف على سكة الاتفاق على الترسيم بالشكل الذي يؤكد حق لبنان بحدوده كاملة ومياهه كلها. وفي الخلاصة، لن نستبق الامور، فنحن لسنا متفائلين وايضاً لسنا متشائمين، سننتظر ما سيأتي به هوكشتاين، وعلى أساسه سنبني على الشيء ما تقتضيه مصلحة لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى