محليات

“مُكالمة” من بيروت أنهت أحداث العراق الأخيرة…تفاصيلٌ مشوّقة تُكشف لأول مرّة

كشفت المعلومات أن “حزب الله” دخل على خطّ الأحداث الأخيرة في العراق، فأجرى اتصالاتٍ مع الزعيم العراقي مُقتدى الصدر أقنعه فيه بضرورة إنهاء كل الصدامات وأعمال العنف المسلح التي شهدتها العاصمة بغداد.

ووفقاً للتقرير، فإنّ يوم الإثنين كان “دامياً” بالنسبة للعراقيين، إذ شهدوا مواجهة مُسلحة بين أنصار الصدر وقوات الأمن العراقية ومقاتلي بعض فصائل الحشد الشعبي العراقي. وفعلياً، فقد جاء ذلك عقب إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي نهائياً، في حين أنّ سبب ما حصل كان نابعاً من صميم الأزمة السياسية التي يعيشها العراق عقب الانتخابات البرلمانية التي شهدها قبل أشهر.
وأشار التقرير إلى أنه صباح الثلاثاء الماضي، أطلّ الصدر في مؤتمرٍ صحفي طلب فيه من أنصاره الخروج من الشوارع والانسحاب فوراً، وإلا فسيتبرأ منهم ويتخذ إجراءات صارمة ضدّهم. وإثر ذلك، لبّى المناصرون النداء وخرجوا من الشارع تحت غاية “حقن الدماء”.
وسط ذلك، أثيرت تساؤلات عديدة عن أسباب خطاب التهدئة الذي أطلقه الصدر، في وقتٍ تحدثت معلومات عديدة عن تدخل إيراني كبير مع الأخير لإنهاء كل ما شهده العراق خلال ساعات يوم الإثنين.
ينقل موقع “عربي بوست” عن مصدر صحفي مقرب من التيار الصدر قوله إنّ الأوامر بانسحاب التيار الصدري من الشوارع جاءت من إيران، وهو الأمر الذي أكده مصدر مسؤول في وزارة المخابرات الإيرانية التي تتعاون بشكل قوي مع الحرس الثوري الإيراني بإدارة ملف العراق في طهران.

وقال المصدر: “حاولنا التواصل مع مقتدى الصدر، سواء نحن في المخابرات أو القادة بالحرس الثوري، ومن بين عشرات المكالمات رد مرة واحدة، وأبلغنا أنه غير مسؤول عن العنف في الشوارع، ولم يأمر أحداً من أنصاره بالمواجهة المسلحة، وأنه يريد حل الأزمة”.

وبحسب مصدر إيراني تحدث لـ”عربي بوست”، فإن مقتدى الصدر رفض محاولة إيران الوساطة في البداية، قائلاً: “قمنا بإيصال رسالة خامنئي المباشرة لمقتدى الصدر، بضرورة وقف العنف بشكل سريع وحاسم، لكنه لم يعطنا جواباً واضحاً ويقينياً بالموافقة”.

وبحسب مصدر مقرب من الحرس الثوري الايراني، تحدث لـ”عربي بوست”، فإن إيران لجأت إلى حزب الله اللبناني؛ في محاولة لإقناع الصدر بوقف أعمال المواجهة المسلحة في شوارع العراق.

يقول المصدر الإيراني المقرب من “فيلق القدس” المعني بالشؤون العراقية في إيران منذ سنوات طويلة، لـ”عربي بوست”: “الصدر على علاقة قوية بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومنذ أسابيع كان الصدر في لبنان والتقى نصرالله، لذلك لم نجد أمامنا سوى اللجوء إلى حزب الله“.

وبحسب المصدر ذاته، فإن مقتدى الصدر تلقى مكالمة هاتفية من بيروت، وأنهى بعدها على الفور أعمال العنف، وأمر أنصاره بالانسحاب من الشوارع، ويضيف: “تلقى الصدر مكالمة هاتفية من حزب الله، واقتنع على الفور”.

لم يرد المصدر الإفصاح عما جاء في المكالمة الهاتفية التي تلقاها مقتدى الصدر من حزب الله، كما أنه فضّل عدم الخوض في تفاصيل من هو المسؤول بالتحديد في حزب الله الذي تحدث لمقتدى الصدر.

من المُمكن التّكهن بأن من تواصل مع مقتدى الصدر من لبنان وأقنعه بسحب أنصاره من الشوارع، شخصان: الأول الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، أو رجل الدين الشيعي محمد حسين الكوثراني، الذي يعمل وسيطاً بين الحزب في لبنان والفصائل المسلحة المُتحالفة مع إيران في العراق.

مسألة المكالمة الهاتفية من حزب الله لمقتدى الصدر، والتي أنهت الأمر أكدها بجانب المصادر الإيرانية، زعيم سياسي بارز في “الإطار التنسيقي”، ومصدر مقرب من مقتدى الصدر، لكن الاثنين تحفظا على الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى