محليات

مع إطلالة أيلول.. كيف سيصمد اللبنانيون؟

كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:

وكأن أيلول “طرفو بالطفر محسوم”… قد يستخدم البعض المثل الشعبي عن أيلول والشتاء، ويُحَور الكلام عن هذا الشهر “الكارثي” لما يتضمن من  استحقاقات مالية كبرى على المواطنين الساعين إلى التحضير للموسمين الدراسي والجامعي.

أنها ازمة الأزمات وبات كثيرون يشعرون بأن “الدني طربقت”، أكثر من ٢٥ مليون ليرة يحتاجها رب عائلة من أجل إنجاز تحضيراته لإدخال ولدين فقط إلى المدرسة دون احتساب تكاليف أخرى “لا على البال ولا على الخاطر “.

ومن أين ستتأمن المبالغ المطلوبة لدفع فاتورة مولد عن شهر آب الذي غابت فيه “كهرباء الدولة” بشكل تام، وماذا عن الفواتير اليومية المطلوبة؟

يغرق اللبناني بالـ depression  بشكل يومي عندما يمعن في التفكير بفواتيره وكيفية ترتيب يومياته، وقد أصبح الاكتئاب “موضة” نظرا لأصابة الجميع به. فكيف لا والوقائع على الأرض تفيد بأن راتب فردين من العائلة لم يعد كافيا.

ولأيلول السياسي استحقاقات من الملف الرئاسي  إلى بلورة معطيات عن بعض المرشحين والمرشحات للرئاسة، وقد لا يكون هذا الملف في سلم أولويات عدد لا بأس به من اللبنانيين، نظرا لاهتمامهم بأستحقاقاتهم المالية والمعيشية الملحة .

كيف ستتأمن هذه الأموال للمدارس والمازوت والبنزين والمياه وغيره وغيره… أنه لسان حال غالبية الشعب اللبناني المصنف بأنه من “أكثر الشعوب تعاسة”، وها هي تزداد تعاسته في كل دقيقة يرتفع فيها سعر الصرف وتتبدل الأسعار… ليس هناك “بطل” واحد في الجمهورية اللبنانية قادر على الأجابة على هذا السؤال.

وللحال، تمسك ريما ب. الألة الحاسبة وتبدأ -كما تقول لوكالة “أخبار اليوم” – بإجراء عملية حسابية لتكلفة الكتب والقرطاسية قبل بدء العام الدراسي، وتشير إلى ان هذه الألة ترافقها في محطاتها اليومية من محال البقالة الى الصيدلية والى إي مكان تقصده . وتقول: نعم لقد وصلنا إلى هذه الحالة للأسف وما ينتظرنا هو الأسوأ دائما.  وهنا أريد أن أسأل اين أصبح الحديث عن مساعدة بعضنا لبعض مع العلم أن العام الحالي ليس أفضل من العام الماضي.

ويلفت بسام ع. إلى انه لم يتمكن من التحضير جيدا لمستحقات أيلول نظرا إلى اضطراره لتسديد سلفة شهر آب من عمله ويؤكد أنه سيطلب سلفة أخرى من أجل الشهر الحالي “ويبدو أن الأمر سيطول”. وفق ما يقول والأرجح ان تنعدم قدرة الجميع على تأمين مستلزمات هذا الشهر على صعيد المدارس والجامعات .

وترى سميرة د. أن ما تقوله ريما بشأن اشتداد الأمور سوءا صحيح ولذلك من المستغرب ألا تأخذ إدارات المدارس والجامعات الأمر بعين الاعتبار لاسيما أنها لجأت إلى تبديل لوائح كتب ووضع بعضها لوائح بكتب مرتفعة الثمن أو ثمنها بالفريش دولار،  مشيرة إلى أنه لن يبقى معها أي فلس  بعد دفع مستلزمات لثلاثة اولاد في صفوف متوسطة وثانوية، داعية إلى إعلان التعاضد وإن تلجأ  مكاتب المساعدات أو جمعيات إلى مد يد العون.

ومع أن شهر أيلول هو شهر يضاف إلى رزنامة اللبنانيين في هذه  الأوضاع الصعبة ، لكنه بكل تأكيد من أكثر الأشهر قساوة، فهل يصمد أمامه اللبنانيون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى