هل تسمح فرنسا بالشغور الرئاسي في لبنان؟!
”
فرنسا ما زالت مهتمة بلبنان، والرئيس ايمانويل ماكرون وفريق عمله لم يتعبوا من الاهتمام بالازمة اللبنانية رغم كل الملفات الصعبة التي تشغلهم لأن لبنان يستحق ذلك”. هذا ما قاله مسؤول فرنسي رفيع متابع للملف اللبناني، مضيفا ان فرنسا “تتابع عن كثب موعد الانتخاب الرئاسي في لبنان، وانها لن تسمح بان يحصل فراغ رئاسي فيه. وباريس اقل قسوة من اللبنانيين إزاء إنجازات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي لم تقم باي اصلاح”، ليردّ مصدر فرنسي آخر بان حكومة ميقاتي قامت ببعض الإصلاحات لكنها غير كافية”، متوقعا ان “نرى المزيد من الإصلاحات في الأسابيع المقبلة”.
باريس تدرك خطورة احتمال حصول فراغ رئاسي في لبنان، وماكرون ينتظر ان تنجز الحكومة بعض الإصلاحات للمضي في المساعدات الدولية. وشدد المسؤول نفسه لـ”النهار” على ان ليس لفرنسا أي مرشح للرئاسة “وكل ما يثار حول لائحة أسماء تملكها فرنسا لا صحة له”. وحول ما يُطرح من أسماء يقال ان فرنسا تؤيدها، أكد ان هذا “من صنع خيال اللبنانيين، كذلك ليس صحيحا ان ماكرون طرح على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أسماء للرئاسة اللبنانية”.
الاوساط المتابعة للموضوع تتحدث عن ان هناك أربعة مرشحين محتملين للرئاسة يجري تداول أسمائهم حاليا في لبنان، وهم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. ويرى بعض المراقبين الفرنسيين للساحة اللبنانية ان “عدم التوافق بين فرنجية وباسيل قد يلغي الاثنين من الرئاسة، كما ان جعجع مرفوض من حزب الله ومن المسيحيين الآخرين، ويبقى ان يتم التوصل الى التوافق على شخصية أخرى”.
وتمتنع باريس عن ذكر أي اسم، كما ان الأوساط المسؤولة ولدى سؤالها عن حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون لا تجيب ما اذا كان هو المرشح الممكن وهل ترحب بذلك أم لا.
اما عن شخصيات يتم تداول اسمائها في لبنان مثل جهاد ازعور المسؤول في صندوق النقد الدولي، وناصيف حتي وزير الخارجية سابقا، وغيرهما من الأسما،ء فان باريس تمتنع كليا عن الخوض في تأييد او اختيار احد الأسماء لان المسؤولين في فرنسا يدركون ان هذه القضية يجب التوافق الداخلي عليها أولا.
لكن السؤال الذي يُطرح ولم تجب عنه الأوساط المسؤولة هو: كيف وماذا تفعل باريس لعدم السماح بالفراغ الرئاسي؟ ليس من المستبعد ان يقوم مسؤول فرنسي رفيع بزيارة لبنان للقاء المعنيين ولو ان ذلك لم يقرر بعد. فالاسبوع الحالي هو أسبوع اجتماع السفراء الفرنسيين في العالم مع الرئيس الفرنسي ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، وبالتأكيد سيتم التطرق الى الموضوع اللبناني.