لبنان ينتظر هوكشتاين وحزب الله “لا يمزح”
بحكم المنجز بات الاتفاق النووي الايراني الاميركي.
القصة متوقفة على رغبة اميركا في اعلان ايران اقفال المنشآت قبل التوقيع بينما ترغب ايران برفع العقوبات عن التحويلات المالية قبل اعلان التوقيع.
لكن بالمجمل فإن الطرفين يرغبان بانهاء الاتفاق لوجود قضايا اكثر اهمية بين الدول.
تنشغل اميركا بحربها ودول الغرب ضد روسيا وخلفها الصين.
التقديرات التي تتحدث عنها الصحف الاميركية تحذر من أن الصين ستتحول الى قوة عسكرية هائلة بينما سيتراجع حضور الاميركيين.
المواجهة الروسية الاميركية بدلت اهتمامات العالم واولوياته، ايران كما اميركا واوروبا، الجميع له مصلحة في إنجاز الاتفاق. النفط هو الاساس.
ولذا يستعجل «حزب الله» الضغط من اجل استفادة لبنان من الفرصة المؤاتية للاستثمار في ثروته النفطية وبدء التنقيب على الحدود مع اسرائيل.
تفضي جرعات التفاؤل بقرب انجاز هذا الملف الى قول البعض إن الاتفاق بشأن الحدود البحرية بات منجزاً بعد نيل لبنان حصته التي حددها وما يؤخر الاعلان هو الوضع الحكومي في اسرائيل، وتتحدث مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع عن وعد اميركي تلقّاه لبنان مفاده ان التوقيع على الإتفاق مع لبنان سينتهي في غضون الشهرين المقبلين، مستدركاً القول إن حقيقة الخطوات التي بلغها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بين لبنان واسرائيل،
يعبر عنها البيان الذي اصدره المعني الاساسي في ملف الترسيم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب. إتفق والوسيط الاميركي على عودة قريبة الى لبنان ريثما يكون الجواب الاسرائيلي جاهزاً في حوزته.
وما دون ذلك لا تطورات ملموسة ولا اجوبة اسرائيلية ولا تلويح حول فحوى الجواب الاسرائيلي بعد.
أما «حزب الله» الذي تحدث عن ايلول كشهر فاصل في المفاوضات ليبني على تطور المفاوضات مقتضاه، فعينه على رد اسرائيل وعودة الوسيط الاميركي وأخرى على المسيرات التي ستعاود التحليق في اهداف أوسع متى أخلّت اسرائيل بوعدها. اما مقاربة «حزب الله» فهي ايضاً تندرج في سياق ايجابي.
الجواب الاسرائيلي الاخير الذي تسلمه لبنان كان مفاده الموافقة على الخط 23 بالاضافة الى قانا، لكن الاتفاق النهائي سيكون بعد ان تنهي اسرائيل انتخاباتها.
فكان الجواب ان لبنان غير معني بالانتخابات الاسرائيلية ولا يهتم لنتائجها ايا كانت وهو لا يزال ينتظر الرد على المقترحات التي سبق وتقدم بها.
يخشى لبنان ان تنتهي الانتخابات الاسرائيلية الى فوز نتنياهو مجدداً فيعاود المفاوضات من نقطة الصفر، فتضيع فرصة الاستفادة من التنقيب فتكون بعدها اوروبا قد امنت تمويلها من النفط ولا حاجة لنفط لبنان. لذا فان لبنان معني بالثروة النفطية وليس بالانتخابات الاسرائيلية.
في ميزان «حزب الله» فان الاجواء ليست سلبية بالمطلق ولا هي ايجابية بالمطلق ويتعاطى على اساس ان لدى اسرائيل مهلة زمنية مفترضة. لغاية اليوم تجاوز لبنان خط هوف في المفاوضات،
واتفاق الاطار الى الخط 23 + وحقه في استخراج النفط، ورفعت اميركا الفيتو وبات بامكان الشركات التنقيب في لبنان وكل ذلك بلا ضمانات. خطوات حققها لبنان بفعل المفاوضات والمسيرات والتهديدات التي اطلقها «حزب الله» للاسرائيلي الذي تعاطى معها بجدية فائقة وتراجع في مواقفه.
هذا التراجع يتخوف منه الاسرائيلي ان يحصد ثمنه في الانتخابات القريبة ان تم توقيع الاتفاق، بالمقابل يتخوف من اي رد فعل يقوم به «حزب الله» ويجره مكرهاً الى خيار الحرب.
ولذا فإن العمل جار على خطين من قبل «حزب الله»: استمرار المفاوضات ومواصلة الضغوط، ومن قبل اسرائيل التهديد لتحصين موقفها في المفاوضات والانتخابات.
المفروغ منه القبول بأن تنقب اسرائيل وتستثمر في الثروة النفطية بينما يحرم لبنان من حق استثمار ثروته. هي أعلى درجات الجدية في التعاطي وحزب الله «لا يمزح».