زيلينسكي يحذر من انفجار نووي!
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس 25 آب 2022، إن العالم كان على شفا كارثة إشعاعية عندما انقطعت الكهرباء عن أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا لساعات، وحث الهيئات الدولية على التحرك بشكل أسرع لإجبار القوات الروسية على إخلاء الموقع.
زيلينسكي قال إن القصف الروسي، يوم الخميس، أشعل حرائق في حفر مخصصة للرماد داخل محطة كهرباء قريبة تعمل بالفحم؛ ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا. لكن مسؤولاً روسياً حمَّل أوكرانيا مسؤولية ذلك.
وأضاف زيلينسكي أن مولدات احتياطية تعمل بالديزل وفرت إمدادات الطاقة الضرورية لأنظمة التبريد والسلامة في المحطة، مشيداً بالفنيين الأوكرانيين الذين يديرون المحطة تحت أنظار الجيش الروسي.
كما تابع زيلينسكي: “لولا رد فعل موظفي محطتنا بعد انقطاع الكهرباء، لكُنَّا الآن مضطرين بالفعل لمواجهة عواقب حادث (تسرب) إشعاعي”.
مضيفاً: “روسيا وضعت أوكرانيا وجميع الأوروبيين على بعد خطوة واحدة من كارثة إشعاعية… في كل دقيقة تبقى فيها القوات الروسية في محطة الطاقة النووية؛ هناك خطر حدوث كارثة إشعاع عالمية”.
صدى هذه التطورات كان واضحاً في العاصمة كييف على بعد نحو 556 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من المحطة، فقد عبر السكان هناك عن قلقهم إزاء هذا الوضع.
وقال رجل الأعمال فولوديمير (35 عاماً)، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل: “بالطبع الجميع خائفون والعالم بأسره خائف. أود أن يصبح الوضع سلمياً مرة أخرى… أريد التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء وتشغيل مرافق إضافية”.
من جانبها قالت شركة إنرجو أتوم إن الكهرباء اللازمة لتلبية احتياجات المحطة يتم توفيرها الآن من خلال خط من منظومة الكهرباء الأوكرانية، وإن العمل جارٍ لاستعادة اتصال الشبكة بالمفاعلين العاملين بالمحطة.
وحمَّل فلاديمير روجوف، المسؤول المعين من روسيا في بلدة إنيرهودار المحتلة بالقرب من المحطة، الجيش الأوكراني مسؤولية الحادث، قائلاً إن الجيش الأوكراني تسبب في حريق في غابة بالقرب من المحطة. وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن بلدات في المنطقة لعدة ساعات.
في الوقت ذاته، قالت شركة إنرجو أتوم إن هذا كان أول انقطاع كامل للكهرباء في المحطة، التي صارت نقطة ساخنة في الحرب المستمرة منذ 6 أشهر.
يذكر أن روسيا هاجمت أوكرانيا في شباط، وتسيطر على المحطة منذ آذار، غير أن فنيين أوكرانيين ما زالوا يعملون فيها. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف الموقع؛ ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية.
في الوقت ذاته تسعى الأمم المتحدة لزيارة المحطة، ودعت إلى نزع سلاح المنطقة. وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الخميس، إن مسؤولي الوكالة “قريبون جداً جداً” من السماح لهم بزيارة زابوريجيا.
وحذر خبراء نوويون من مخاطر وقوع ضرر بأحواض الوقود النووي المستنفد بالمحطة أو مفاعلاتها. وقد يؤدي انقطاع الكهرباء اللازمة لتبريد الأحواض إلى حدوث كارثة.
وقال بول براكن، خبير الأمن القومي والأستاذ في كلية يال للإدارة، إن القلق ناجم عن أن تثقب قذائف المدفعية أو الصواريخ جدران المفاعل وتنشر الإشعاع على نطاق واسع، مثلما وقع في حادثة مفاعل تشرنوبيل عام 1986.
وأضاف براكين أن حدوث عطل في محطة زابوريجيا يمكن أن “يقتل مئات أو آلاف الأشخاص، ويلحق أضراراً بيئية بمناطق أوسع كثيراً تصل إلى أوروبا”.