محلياتمن الصحافة

“القوات” تجسّ النبض.. هل يملك جعجع حظوظاً رئاسيّة؟

بعد فترة من الإتصالات مع القوى السياسية للإتفاق على مرشح واحد يحمل المواصفات «السيادية»، سجلت الحركة الرئاسية في مقر رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في معراب تسارعا في المواقف، حيث لاحظ المتابعون ان «القوات» انتقلت من خانة لعب دور في استحقاق تشرين الأول المقبل، الى مسألة ترشيح رئيس «القوات»، وقد لفتت مواقف القيادات «القواتية» التي خرجت الى العلن، لا سيما تصريحات النائب ملحم الرياشي.

عوامل كثيرة بحسب «القواتيين» تجعل فرص جعجع مؤاتية، تكتله النيابي يعتبر الأكبر تمثيلا وحجما على الساحة المسيحية، اذ حصلت «القوات» في الإنتخابات على ٢٠٠ ألف صوت مسيحي، مما يجعل ترشيح جعجع أمرا طبيعيا، موازيا لترشيح كل من رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية او رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.

يقول المقربون من معراب ان جعجع يتمتع بمواصفات رئيس «رجل المرحلة» القادر على إنقاذ البلاد وكسر طوق العزلة العربية عليه ، وفي شأن العلاقة مع حزب الله فإنها قابلة للمعالجة، فـ «القوات» تعتبر الحزب من المكونات اللبنانية، ويمكن إطلاق آلية حوار وتعاون لاعادة بناء الدولة.

بالمقابل، ثمة من يعتبر دخول القوات «ترشيحا» او دعما لا يناسب المرحلة السياسية الحالية، فهو على الرغم من القنوات المفتوحة مع عدد من النواب «التغييريين» لم يحصل بعد على «نعم» مؤيدة لترشيحه، ولم تتحقق بعد المقاربة الرئاسية الموحدة بينهما، على الرغم من عملية تجميل العلاقة بين «القوات» و»التغييريين» الذين لم يخرجوا بعد «القوات» من الاصطفافات القديمة او المنظومة السياسية الماضية، ويعتبر النواب «التغييريون» ان الحزب «الإشتراكي» و»القوات» هما جزءا من السلطة، إضافة الى الاختلاف في «النظرة التغييرية» والرؤيا السياسية و»مشاريع التغيير».

برأي كثيرين، فان حظوظ جعجع منخفضة بسبب «الفيتوات» السياسية عليه، وكثرة الخصوم، والعلاقة الملتبسة بين «القوات» وحلفائها، وعدم التناغم حتى مع المقربين في الملف الرئاسي، اضافة الى الظروف الإقليمية التي لا تتناسب مع هذا الترشيح.

ومع ان جعجع مصر على لعب الدور الأساسي، وان تكون له الكلمة الأولى مسيحيا منافسا كل من جبران باسيل وسليمان فرنحية، الا ان الطريق الرئاسي ليس سهلا أمام جعجع، لغياب الود في الملف الرئاسي بين معراب وخصومها وحلفائها، فرئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط تموضع رئاسيا الى جانب حزب الله، ولن يقبل بمرشح تحد يريده جعجع ولا بمرشح يريده فريق ٨ آذار، وقد أطلق جنبلاط مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية مطالبا برئيس يشبه الياس سركيس، وهذه المواصفات لا تتطابق مع مرشح معراب الرئاسي.

التداول بترشيح سمير جعجع يمكن ان يكون عملية جس نبض ليس أكثر مرحليا، بانتظار تبلور المعطيات والظروف، ومن المؤكد انه لن يغامر بأي خطوة تفاديا لتكرار سيناريو الـ ٢٠١٦ عندما ترشح ولم يحصل إلا على ٤٨ صوتا.

ابتسام شديد – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى