وفاة سجينين.. ماذا يجري في سجن رومية؟

كتبت لينا فخر الدين في “الأخبار”:
في أقل من 24 ساعة، لقي سجينان حتفهما داخل سجن رومية. لا تقارير رسمية من إدارة السجن أو المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تُبرّر ما حدث، باستثناء تقارير طبية عن أسباب الوفاة. ومع ذلك للأهالي روايتهم الخاصة: الإهمال الطبي. سياق الأحداث يشي بأن للإهمال أثراً، بالإضافة إلى غياب الرعاية الصحية داخل السجن وتراخي إدارة السجن في نقل السجناء إلى المستشفيات لمتابعتهم طبياً بسبب نقص العديد ونفاد المحروقات من الآليات العسكرية.
هذا ما حصل مع السجين في مبنى “الدال” محمد طالب الذي ذهب أكثر من مرة إلى صيدلية السجن (المركز الطبي)، وطالب بإخضاعه للكشف الطبي، من دون أن يلقى آذاناً صاغية. جسد طالب صار نحيلاً والأوجاع في سائر أنحاء جسده باتت أكبر من قدرته على التحمّل، ومع ذلك تمنّعت إدارة السجن عن نقل الرجل الأربعيني إلى المستشفى، وبقيت الإجابة نفسها: “ما بيك شي”.
حكاية السجين في مبنى الأحداث صلاح حيدر مفجعة هي أيضاً. تقول شقيقته لـ”الأخبار” إنها تلقّت الأسبوع الماضي اتصالاً من شقيقها الذي يعاني من مرض الصدفية منذ الولادة ويُنقل إلى المستشفى دورياً لمداواة جروحه بعد سقوط جلده. سريعاً، توجهت إلى مستشفى “الحياة” يوم الجمعة ودفعت سلفاً نفقات دخوله إلى الطوارئ كما تفعل دائماً، قبل أن ترسل الإيصال إلى إدارة السجن التي ردّت بأنها ستنقله بعد يومين أو ثلاثة إلى المستشفى.
الإثنين الماضي، كان السجين بتهمة المخدرات منذ العام 2019 قد فقد قدرته على المشي والكلام وصارت جروحه تنزف بالإضافة إلى قروحٍ مفتوحة ما دفع زملاءه إلى مغادرة الغرفة والاتصال بها لإبلاغها بأن وضعه خطر. وهو ما أخبرته إلى الضابط المسؤول عن مبنى الأحداث فحوّلها إلى أحد المسؤولين عن المركز الطبي. ولما لم تصل إلى نتيجة، عاودت الاتصال بالضابط الذي طلب منها عدم معاودة الاتصال به، قائلاً: «شو ما عنا غير خيّك».
بقيت حيدر تتابع حالة شقيقها وتتصل بالمستشفى والطبيب الذي يُعالج حالته داخل مستشفى “الحياة”، من دون أن تفهم سبب عدم قيام إدارة السجن بنقله إلى المستشفى والانتظار 4 أيّام كاملة، قبل أن يتوفى ليل الإثنين – الثلاثاء.
وحمّلت حيدر إدارة السجن مسؤولية موت شقيقها جراء الإهمال وتلوّث المياه والجراثيم بسبب غياب النظافة الشخصية.
كما دعت جمعية لجان أهالي الموقوفين إلى الاعتصام أمام السراي الحكومي عند الساعة 11 صباح غد “تضامناً مع أبنائنا في السجون”.