“التنسيق بين “القوات” و”الكتائب” واجبٌ… فماذا بعد؟
كتبت كارول سلوم في “أخبار اليوم”:
قد يكون جواب النائب سليم الصايغ عن “ان التنسيق بين القوات والكتائب واجب”، مؤشر لفتح صفحة جديدة في العلاقة، بعد تباعد وتوتر وكلام وكلام مضاد تولته قيادات في الحزبين. والواقع يفيد أنه كلما قام تواصل بينهما، كلما تعزز التأكيد أن هذا التنسيق سيأخذ مداه. لقد ظهرت الرغبة في انجاز شيء ما، لكن ذلك يستدعي تحركا جديا، وليس مجرد كلام.
أغلب الظن أن الاستحقاق الرئاسي هو النقطة الجامعة لأنه بكل اختصار الملف المحوري. ومما لا شك فيه أن للحزبين مقاربتهما المشتركة بشأن مواصفات رئيس الجمهورية العتيد وقبل ذلك رؤيتهما لمواجهة أي محاولة تعطيلية لإتمام الاستحقاق.
لا يمكن إطلاق تسمية “مصالحة” على ما قد تشهده العلاقة بين الكتائب والقوات، لأن ثمة نقاط تباعد أخرى حتى وإن ارسلا إشارات للتقارب. فماذا يحصل بين الحزبين؟
تفيد اوساط مراقبة عبر وكالة “أخبار اليوم” أن الحزبين يرغبان برئيس سيادي لا ينتمي إلى فريق الثامن من آذار.
ولكن هل هذا يعني أنهما على استعداد للدخول في نوع من تسوية للإتيان برئيس من هذا القبيل؟ تقول الأوساط نفسها أنهما لم ينطلقا بعد بأي حديث رسمي عن الملف حتى أن ما من تواصل دائم بينهما، مؤكدة أن فرضية اتفاقهما على نوع من تسوية مستبعدة كليا، ومعلوم أن الكتائب أول من حذرت من التسوية الرئاسية.
وهنا، تشير الأوساط إلى أن ذلك لا يعني أن الحزبين لن يدخلا في نقاشات مستقبلية بشأن الملف الرئاسي أو بعض النقاط التي تعد جامعة، فهذه مسألة وقت. واعربت عن اعتقادها ان حزب الكتائب لا يزال محتفظا بثوابت معينة تتصل بوجهة نظره من المنظومة السياسية ، أما مسألة تباينه مع حزب القوات حول خطوات معينة أو إجراءات لم تجارِ قيادته فيها الكتائب فتلك تتطلب غض النظر عنها إذا كانت هناك نية في التقارب الجديد، ومعلوم أن حزب الكتائب يفضل “ألا يلدغ” مرة أخرى.
وتوضح تلك الاوساط أن تصريحات نواب الحزبين تفيد بأن هناك نقاطا قد يصار إلى التفاهم عليها، وهنا لا بد من الإشارة إلى اصطفاف الكتائب مع النواب المستقلين والتغييريين مع انفتاحه على افرقاء آخرين يملكون الهواجس نفسها، مشيرة إلى أنه قد تكون هناك نية جديدة في منح فرصة لأي تقارب على قاعدة نقاط محددة.
وردا على سؤال، تعتبر الاوساط المراقبة ان الساحة السياسية مقبلة على غليان بفعل معركة الاستحقاق الرئاسي وإن ثمة افرقاء سيضغطون لمنع الفراغ الطويل وبالتالي انتخاب رئيس غير مدعوم من قوى الممانعة، كما أن هناك افرقاء سيحاربون من احل برئيس يحمل الصفة الشعبية، وفي خضم هذه المعركة، لن يكون وضع البلد في أفضل حالاته.
وتسأل الأوساط ما إذا كانت القوى السيادية التي يعتبر كل من القوات والكتائب أنهما ينتميان إليها ستنجح في أحداث خرق ما أم لا؟
في المحصلة، قد يقوم تنسيق قواتي وكتائبي لزوم المرحلة، لكن هل يتم تصحيح مسار العلاقة بين الحزبين؟ ليس في مقدور أحد منح الجواب الفعلي… سوى الحزبين!