تأجيل مُهمّة البحث عن مركب «زورق الموت» لهذا السبب!
شكل وصول الغواصة لانتشال زورق الموت من بحر طرابلس، بارقة أمل لاهالي الضحايا الذين قضوا غرقا في ٢٣ نيسان الماضي، ونقلها عناصر القوات البحرية في الجيش اللبناني، وكان في استقبالها صاحب المبادرة النائب أشرف ريفي وحشد من اهالي الشهداء ومواطنين طرابلسيين.
غير ان امواج البحر دفعت بقيادة القوات البحرية الى تأجيل عملية الغوص الى حين هدوء الامواج التي تعيق عملية البحث وحرصا على طاقم الغواصة.
وكانت الغواصة انطلقت على متن حاملة عسكرية الى الموقع الذي يفترض ان الزورق قد غرق فيه، وجرى انزال الغواص ، لكن سرعان ما اتخذ قرار باعادة الغواصة الى الشاطيء وتأجيل البحث الى حين هدوء الامواج، وقد حدد موقع غرق الزورق على عمق (٤٧٠) مترا.
وكان قائد القوات البحرية في لبنان العقيد الركن هيثم ضناوي قد عقد مؤتمرا صحافيا في القاعدة البحرية في مرفأ طرابلس، تناول فيه تفاصيل مهمة غواصة الإنقاذ التي انطلقت من مرفأ طرابلس عند الساعة السابعة والنصف من صباح امس باتجاه موقع غرق «زورق الموت»، على أن تباشر الغوص في عمق البحر بحثا عن الزورق والضحايا. وواكب العلمية اكثر من مئة وسيلة إعلامية أجنبية وعربية ومحلية.
وقال العقيد ضناوي: «أبحرت الغواصة لما يقارب الساعة لتصل الى الوجهة المطلوبة وتتحضر لتنفيذ البرنامج المطلوب، واكد ان العملية هي نتيجة تضافر جهود من قبل المواطنين اللبنانيين، مدنيين وعسكريين، شاركوا بجعلها واقعاً، وهذا التعاون والعمل كفريق واحد هو في سبيل انتشال المركب الذي غرق بتاريخ ٢٣ -٠٤-٢٠٢٢ على عمق ٤٧٠ مترا وعلى متنه عدد من المفقودين».
واشار الى أن طول الغواصة يبلغ ٥.٦٨ متر وعرضها ٢.٢٤، وتصل الى عمق ٢١٨٠ مترا»، مشيراً إلى أن «طاقم الغواصة مؤلف من ٣ غواصين يديرونها ، ولفت الى ان الغواصة ستبقى كل فترة الغوص على اتصال دائم مع مدير الغواصة، وهي غير موصولة بأسلاك الى السطح، وبالتالي تذهب لتنفذ كامل مهمتها وتعود مع التسجيلات والملاحظات، واكد ان العمل دقيق، ونحن بحاجة ان تكون مختلف النتائج متوقعة.
وقال : لمواكبة مهمة الغواصة أنشأت القوات البحرية غرفة عمليات خاصة لهذه المهمة تسمح بمتابعتها بدقة، وتمنى على المواطنين ان لا يقتربوا من نقطة العمليات والتي تبعد عن الشاطئ ميدان غرب جزر الركيد وعدم الاقتراب من المراكب العاملة على بعد اقله كيلومتر واحد ، ومن المفترض ان تستمر المهمة عدة ايام وذلك بحسب النتائج.
وختم: أشكر كل من بادر وساهم بإحضار الغواصة الى لبنان، ونحن مددنا يدنا لهم وأمنا كل الامور اللوجستية والتقنية التي تحتاجها الغواصة لمهمتها.
وكانت قيادة الجيش بشخص قائدها العماد جوزف عون تواكب مسار هذه العملية وقدمت كل التسهيلات اللازمة، وشكر قائد الجيش الجمعية الاوسترالية التي مولت مهمة إحضار الغواصة، وريفي الذي تابع هذه المهمة، والصليب الاحمر اللبناني بشخص الدكتور انطوان الزغبي والسيد جورج كتاني، والدكتور احمد تامر مدير عام النقل البري والبحري، وكل من ساهم وسيساهم بهذه المهمة الانسانية.
وكانت قيادة الجيش اعلنت عبر حسابها على «تويتر»، «تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدد سلامة الغواصة وطاقمها».