موقفٌ سوري جديد بشأن النازحين في لبنان
زار وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين الدولة السورية، يرافقه وفد ضم عضو المجلس السياسي منسق الملف السوري في الحزب الديمقراطي اللبناني لواء جابر ومستشاره الإعلامي جاد حيدر، والتقى وزيري الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف المكلف بملف النازحين السوريين، والداخلية اللواء محمد الرحمون.
وبحث شرف الدين مع مخلوف الخطة الموضوعة من قبله لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم بصورة آمنة وكريمة وطوعية، والإجراءات المتخذة من قبل الجانب السوري لتوفير عودة آمنة وسريعة لهم وفق جداول زمنية محددة من قبل الجانبين.
مخلوف
بدوره، أكد مخلوف في تصريح عقب الاجتماع، أن “هناك توافقاً في الرؤية بين الجانبين السوري واللبناني لجهة عودة جميع اللاجئين وليس فقط 15 ألف نازح شهريا كما ورد في الخطة التي قدمها الجانب اللبناني”، لافتا إلى أن “مراسيم العفو التي صدرت شملت جميع السوريين إضافة إلى تسهيل وتبسيط الإجراءات في المناطق الحدودية وتأمين الخدمات للعائدين من نقل وإغاثة ومساعدات إنسانية وطبابة وتعليم وغيرها لتوفير إقامة آمنة ومريحة لهم”.
وأكد أن من “أولويات الدولة السورية تهيئة الظروف لعودة جميع السوريين إلى ديارهم وإعادة تأهيل البنى التحتية في المناطق التي حررها الجيش العربي السوري”، مبينا أن “ما قامت به الدولة في هذا الإطار أتاح عودة خمسة ملايين مهجر سوري بينهم مليون مهجر من الخارج وأربعة ملايين من الداخل باتوا مستقرين في مناطقهم مع توفير كامل الخدمات”، مشددا على أن “السوريين الموجودين في لبنان وفي أي بلد آخر مدعوون للعودة”.
وطالب مخلوف منظمات الأمم المتحدة بأن تكون “شريكا فاعلا في عودة المهجرين وخصوصا أن الجانب السوري منفتح للتعاون مع الجانب اللبناني، وغيره لتسهيل العودة لجميع النازحين وأن يكون لهم دور فاعل في إعادة الإعمار”.
شرف الدين
بدوره، نوه الوزير شرف الدين بـ”التوافق والتعاون الذي أبداه الجانب السوري تجاه خطة عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان”، وقال: “تم بحث الخطة بتفصيل ودقة وأبدت الدولة السورية استعدادا لاستقبال جميع الراغبين بالعودة مع التعهد بتوفير جميع متطلباتهم من مساعدات وخدمات وإقامة وطبابة وتعليم وغيرها”، معبرا عن شكره للقيادة السورية على إصدار مرسوم العفو الرئاسي الأخير.
وأشار إلى أن “مرحلة التعافي التي بدأت تشهدها سوريا أسهمت في تخفيض عدد مراكز الإقامة المؤقتة من 532 إلى 58 مركزا موزعة في جميع المناطق السورية، ما يساعد في توفير عودة آمنة للنازحين السوريين”، مؤكدا أن “المرحلة القادمة ستشهد زيارات متتالية ولقاءات متعددة مع الجانب السوري للبدء بإنجاز المرحلة الأولى من الخطة بعد إعداد الدراسات الإحصائية اللازمة لعودة النازحين إلى القرى والبلدات الآمنة حتى لو فاق العدد أكثر من 15 ألف نازح شهريا”.
وزير الداخلية
والتقى شرف الدين والوفد المرافق الوزير الرحمون، الذي أكد أن سوريا قدمت جميع التسهيلات اللازمة لتأمين عودة النازحين إلى وطنهم، حيث سمحت بدخولهم بموجب جوازات سفر سوريا حتى وإن كانت منتهية أو أي وثيقة تثبت أنهم مواطنون سوريون، ومعالجة أوضاعهم في المراكز الحدودية بشكل فوري دون تكليفهم المراجعة.
ولفت الرحمون إلى أن “الوزارة سمحت بدخول الأطفال المولودين خارج القطر برفقة ذويهم بموجب شهادة ميلاد مصدقة وتكليف ذويهم مراجعة مراكز الشؤون المدنية لاستكمال إجراءات تسجيلهم وإعفائهم من الغرامات المترتبة عليهم”، مشيرا إلى أنه “تم وصل جميع المراكز الحدودية مع قاعدة البيانات المركزية للشؤون المدنية بهدف حصول العائدين على وثائق الأحوال المدنية من المراكز مباشرة”، مؤكدا “الاستمرار بتقديم كل التسهيلات من أجل عودتهم إلى وطنهم”.
في ختام الزيارة، أولم الوزير مخلوف للوزير شرف الدين والوفد المرافق.