ماذا يحصل في عكار؟
باتت عكار في الاونة الاخيرة تتصدر الاخبار الامنية، حيث تشهد اسبوعيا حوادث واشتباكات يسقط فيها ضحايا. وهذا ما لم تعتد عليه عكار التي بقيت منطقة امنة في كل الظروف التي مرت على البلاد. فمن حوادث وادي الجاموس الى حوادث ببنين وحوادث وادي خالد وصولا الى برقايل وغيرها الكثير من الاحداث التي تشهدها محافظة عكار وتثير التساؤلات مع كثير من الاستغراب نتيجة استعمال الاسلحة التي باتت متفشية بشكلٍ مريب بين ايدي المواطنين.
حوادث امنية متنقلة خلفياتها عائلية او شخصية وثأرية يرجعها البعض الى النفوس المشحونة جراء القهر الاجتماعي والفقر ولغياب الامن الرادع. ولم تكن حادثة وادي خالد امس الاول الا احدى الامثلة الشاهدة على عمق الازمة الامنية والاجتماعية والاقتصادية وقد استدعت استنفار العشائر في وادي خالد لضبط الوضع واطلاق مناشدات لعائلة الضحية لمنع النزيف بين الاخوة في منطقة عرفت تاريخيا بتضامن عشائرها وتماسكهم وحرصهم على السلم والامن في ربوعها في اصعب الظروف.
وكانت حادثة ببنين قد سبقتها والتي اندلعت اشتباكات تحولت فيها مستديرة العبدة وصولا الى مفرق ببنين الى ساحة حرب حقيقية. اضافة الى احداث حلبا. حسب العارفون في عكار ان ما يجري في ظاهره هي خلافات شخصية وعائلية لكن في مضمونها تحمل مؤشرات خطيرة ناتجة عن غياب للامن. خاصة وان السرقات متفشية في معظم القرى العكارية وتكاد لا تمر ليلة دون حادثة سرقة لمنزل او لمحل تجاري او سطو مسلح او سرقة دراجة نارية واعادة بيعها لاصحابها تحت ضغط مسلح. وما يشجع على انتشار وتفشي السطو والسرقات الليلية في القرى الليلية هو الظلام الدامس نتيجة غياب الكهرباء لاسابيع مما يغرق هذه القرى بالعتمة الشاملة. فتنطلق عصابات النهب والسطو تحت جنح الظلام.
رغم كل هذه الظروف لم يسمع عن حراك واحد لنواب في المنطقة حتى ان غياب الكهرباء عن عكار لم يحرك لدى النواب ساكنا وهم على اطلاع بأن عكار هي الاكثر حرمانا من الكهرباء بين كل المناطق اللبنانية واغرب من ذلك انه جرت محاولات شكلت مفاجأة للعكاريين وكانت موقع استنكار واستهجان حين وصلت اليات الى معمل نهر البارد لتوليد الطاقة المتوقفة عن العمل لنقل محولاته الى منطقة البقاع في الوقت الذي كانت تصدر فيه مواقف عن جمعيات اهلية تحث نواب المنطقة ووزير الطاقة على تشغيل هذا المعمل الذي يحتاج الى تأهيل غير مكلف ويكفي لانارة عكار. وكان الرد بمحاولة نقل معدات المعمل الى منطقة اخرى. الامر الذي دفع ببلديات القيطع والساحل الى التصدي للاليات ومنعها من تحميل هذه المعدات ودعوة وزارة الطاقة الى تأهيل وتشغيل المعمل لتعويض عكار حرمانها من الكهرباء.
خاصة وان الكهرباء عامل اساسي من شأنه ان يحجم عمليات السرقات باعادة الانارة الى الشوارع والساحات العامة.
وخرجت مؤخرا اصوات تدعو الى استنفار سياسي وشعبي لوقف ما تشهده عكار من انهيار وتراجع في كل مرافقها. كما شهدت تشكيل لجان مصالحة لوقف النزف الدموي في المناطق التي شهدت احداثا امنية.
الديار – جهاد نافع