لتعيش البترون ومنتجعاتها… تموت بلدات الجرود ومزروعاتها! اليكم التفاصيل
في بلد المحسوبيات والتدابير الغريبة، لا يُمكن فهم مُمارسات بعض المصالح التابعة للدولة في مقاربة الأمور، لا سيّما عندما يتعلَّق الأمر بشأن حياتي يومي، كأن تُترك إدارة شؤون “مصلحة” بيْد أشخاص يرتشون على حساب مصالح الناس.
هذا بالتحديد ما يحصل في بلدة “آسيا” البترونيّة التي يُحرم أهلها من مياه بئرها وخزّانها التي سعت البلدية بمساعدات خارجية لحفر البئر وبناء الخزّان.
ففي التفاصيل، أنّه منذ سنوات قامت بلدية آسيا بحفر بئر بهبة من الإتحاد الأوروبي، ليعقبه بعد سنوات وبسعي من البلدية أيضا وبهبة من صندوق التمويل في السفارة اليابانية إلى بناء خزان كبير تُجرّ إليه المياه من البئر ليوّزع وفق الأولوية على بلدة آسيا وبعدها على القرى المُحيطة.
ولكن البلدة المحرومة من المياه أصلاً هي تعاني منذ 12 يوماً من إنقطاع دائم للكهرباء ممّا فاقم من موضوع إنقطاع المياه عن المنازل والحقول إضافة إلى إنقطاع الخطوط الهاتفية، ولدى مراجعة مصلحة المياه التي وضعت يدها على الخزان تحجَّجت بأن إنقطاع الكهرباء يمنع عمل المضخات، إلّا أنّ “المياه تُكذب الغطاس” حيث تفقد الأهالي الخزان وتبيَّن أنّ المضخات تعمل ولكن ليس لتوزيع المياه على البلدة أو البلدات المجاورة بل إنّ المياه تذهب إلى منتجعات البترون المحسوبة على أحد السياسيين، والتي تستقبل السوّاح، فيُحرم إبن “آسيا” من المياه ليتمتع السائح في البترون بالسباحة والإستحمام بالمياه الحلوة.
لكن الفارقة أنّ أهالي البلدة الذين تظاهروا أمام خزّان المياه في بلدتهم إتُهموا بالإعتداء على العاملين هناك وتم إستدعاءهم للمثول في مخفر دوما بعد غد الاربعاء، ويبدو أنّ التحرك أثمر عن 3 ساعات مياه للبلدة ولكن هل المطلوب كل ما إحتاج الناس للمياه عليهم بالتظاهر ومن ثمّ إستدعاءهم الى المخفر؟.
حتى أنّ المصلحة أبلغت البلدية بمنع عناصرها من تفقد الخزان أو الذهاب إلى هناك تحت طائلة الملاحقة.
عشرات البلدات في جرود البترون محرومة من المياه والتي كان هذا الخزان والبئر يُغذيّانها، والمُضحك المُبكي أنّ الأولوية ليست لريّ المزروعات التي يعيش عليها أبناء البلدة وفق مفهوم مصلحة المياه، فهَل المطلوب أنْ تموت بلدات الجرود لتعيش البترون؟.