استقبل وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس ابيض، المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان ومرفق التمويل العالمي في البنك الدولي، خوان بابلو أوريبي، والخبير الاقتصادي في شؤون الصحة في البنك الدولي – مكتب لبنان رونالد جوميز سواريز.
تناول البحث التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في لبنان في هذ المرحلة، والمشاريع التي تقوم بها الوزارة، وأهمها برنامج الرعاية الصحية الأولية. وتم عرض لإمكانية التعاون بين الوزارة والبنك الدولي في مشاريع عديدة، أهمها الرعاية الصحية الأولية وصحة الأم والطفل.
شرح وزير الصحة كيف سيتم استثمار ما تبقى من قرض البنك الدولي المخصص للكورونا لدعم وتطوير شبكة مراكز الرعاية الصحية الأولية، منوّهاً بأهمية الدور الذي تؤديه المنظمات الدولية في دعم الحكومات، بتقديم الدعم التقني اللازم لتخطيط وتنفيذ مشاريعها من جهة، وتأمين التمويل اللازم لها من جهة أُخرى.
جولة على مراكز الرعاية الصحية الاولية
بعدها قام أوريبي بجولة ميدانية، برفقة فريق من الخبراء في وزارة الصحة، على كل من مركز كاراجوزيان للرعاية الصحية الأولية، ومركز الرعاية الصحية الأولية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، للاطلاع على سير العمل والخدمات التي تقدمها هذه المراكز والتعرف على الاحتياجات والتحديات التي تواجهها في ظل الأزمة الاقتصادية، وبالتالي كيف يمكن تطوير مشاريع مناسبة لدعمها. كما شملت الزيارة لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، وحدة العناية الفائقة المخصصة لحديثي الولادة وعدداً من أقسام المستشفى.
صحة الأطفال ووفيات الأمهات
بعد الجولة الميدانية، التقى أوريبي، رئيسة جمعية طب الأطفال، الدكتورة ماريان مجدلاني، ومنسق اللجنة الوطنية للأمومة المأمونة، الدكتور فيصل القاق. وتركز البحث حول أهمية توافر لقاحات الأطفال الروتينية، مجاناً، في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ودورها في خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة. وأكدت الدكتورة مجدلاني على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ يقوم العديد من الأطباء بإعطاء لقاحات الأطفال التي تؤمنها الوزارة مجاناً، في عياداتهم الخاصة. كما شرحت الجهود التي تقوم بها الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة، لتشجيع الرضاعة الطبيعية من خلال حملات التوعية وتقديم المشورة للأمهات الحوامل وسلطت الضوء على التحديات التي تواجهها الأم العاملة للإستمرار في الإرضاع بعد انقضاء إجازة الأمومة وعودتها الى العمل. وعرضت مجدلاني البرامج التي تضطلع بها وزارة الصحة بالشراكة مع الاطراف المعنية، لتدريب الأطباء على العمل في أقسام العناية الفائقة لحديثي الولادة وأقسام الطوارىء المخصصة للأطفال.
وشرح الدكتور القاق، علاقة كوفيد -19 بوفيات الأمهات، مشيراً إلى الارتفاع المقلق في نسب وفيات الأمهات خلال العامين الماضيين بسبب الوباء، إلى جانب تأثير الأزمة الإقتصادية التي تحول دون حصول المرأة الحامل على الخدمات الصحية اللازمة أو صعوبة وصولها الى المستشفي، وأشار إلى الجدوى الصحية لتلقيح النساء الحوامل ضد كوفيد-??. كما شدد القاق على أهمية توافر رزمة خدمات صحية مخصصة للأم والطفل في مراكز الرعاية، خصوصاً في هذه المرحلة، وتم البحث في سبل دعم البنك الدولي لهذه البرامج.
المنظمات الدولية شريك أساسي
وترأس وزير الصحة اجتماعا ضم وفد البنك الدولي، وممثلين عن المنظمات الدولية في لبنان، مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والهيئة الطبية الدولية وخبراء في وزارة الصحة. وتم عرض ومناقشة “الاستراتيجة الوطنية للصحة”، التي أُعدت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في لبنان وخبراء في الصحة العامة، وتهدف الى تحديث وتطوير القطاع الصحي في لبنان والنهوض به، وسيتم اطلاقها قريباً. وأثنى أوريبي على جهود وزارة الصحة، مع الشركاء من المنظمات الدولية، لتطوير هذه الاستراتيجية، كما أبدى ملاحظات واقتراحات لتطبيقها. واختتم الوزير الأبيض اللقاء قائلا إنه، على الرغم من الصعوبات، هناك فرص للتغيير والتطوير، وأكد ان البنك الدولي وجميع المنظمات الدولية، هم شركاء أساسيين لوزارة الصحة في عملها للنهوض بالقطاع الصحي، وتحقيق رؤية أكثر شمولية واستدامة للصحة في لبنان.