البلوك رقم 8 في خطر
من غير الواضح متى سيعود الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكستين. الموعد المُعلن عنه في بيروت حُدِّد أواخر الشهر الجاري، غير أن معلومات “ليبانون ديبايت” أشارت إلى أن هذا الموعد ليس نهائياً، بشهادة أكثر من جهة تتواصل عملياً مع الوسيط الأميركي، فيما ليس خافياً أن أوساطاً لبنانية، تحاول مراسلة هوكستين من خلال هاتفه، لاستيضاح موقفه سواء من الطروحات، أو من تاريخ العودة.
في المقابل، عاد الحديث إلى أهمية الطرح الأخير الذي تقدّم به، والذي يقدّم جزءاً من البلوك رقم 8، مع العلم أن هذا الطرح، ما زال مدرجاً على جدول الأعمال. فتخلّي إسرائيل عن قرارها بالإستحواذ على جزءٍ من حقل قانا غير المُكتَشف بعد، لا بدّ أن تعوّضه في مكان آخر. وسط هذا الجو، يبدو أن هوكستين يعاني، في ضوء عدم الرغبة الإسرائيلية في تضييق الفجوة لناحية الإكتفاء بنقاشٍ حدودي بين الخطين Hoff والخط 23.
والإهتمام المُثار حول البلوك رقم 8، قد يبدو مرتبطاً بخطط الطاقة في المنطقة. فالحديث الحالي، عاد إلى نقطة بحث الجدوى الإقتصادية من إعادة تفعيل خط أنابيب البحر المتوسط، والذي كان محل جدلٍ أميركي، أدّى لاتخاذ الرئيس جو بايدن قراراً بتوقيف العمل به. النقاش الجديد يتمحور حول ضمّ أطراف أخرى إلى المشروع، تجعل منه ذي فائدة. وعلم في هذا الإتجاه، أن التعويض قد يكون من خلال إدخال دولة قطر كعنصرٍ داعم للمشروع، من خلال إعادة تفعيل إنشاء خطّ أنابيب النفط بين الإمارات العربية المتحدة ومدينة إيلات على البحر الأحمر، الذي تم إيقاف العمل به عام 2021 بعد اعتراضات وقفت خلفها وزارة البيئة الإسرائيلية، لاحتمال أن ينتج تلوّث عن مدّ الخطّ بإتجاه البحر الأحمر.
الفكرة الحالية تقوم على طرح الجدوى من خلال تمرير خطّين (غاز ونفط) بشكلٍ متوازٍ، مهمتهما تزويد أوروبا بالطاقة. الأول يمرّ من قطر ويصل إلى السواحل الإسرائيلية عن طرق الإمارات ثم السعودية، واللجوء إلى هذا الخيار يأتي ربطاً بتراجع حدة الخلافات الخليجية، بينما الخطّ الثاني يبدأ من الإمارات ويمرّ بالسعودية، ثم يصل إلى السواحل الإسرائيلية، ومنها تُمرّر الأنابيب باتجاه أوروبا بعد وصل الخطوط مع خطّ أنابيب الشرق الأوسط المقبل على إعادة تفعيل خطط انشائه.
عملياً، يصبح من الضروري لإسرائيل أن تنال جزءاً مهماً من البلوك رقم 8 ، إذ يتوقع أن يشكّل معبراً للأنابيب باتجاه أوروبا. وممّا حرّك الخطط المجمّدة وأعاد إحياءها، طبيعة الصراع الروسي – الأوكراني، والذي يبدو أنه ستطول نسبياً.
“ليبانون ديبايت” – وليد خوري