محليات

“حزب الله” يقبض على رئة أوروبا…اليكم التفاصيل

يحتاج استخراج النفط والغاز إلى ظروفٍ أمنية تصلح للإستثمار، وهو ما تطمح إسرائيل إلى ترتيبه، لتأمين الإستقرار الملائم للشركات. لذلك فإن مصلحتها الآن ليست في الحرب، وإنما في الإستفادة من الضرورة، لتصدير مشتقّات الطاقة إلى أوروبا، وهو تحديداً ما دفع ب”حزب الله”، لدخول حلبة مواجهة إسرائيل بنقاط القوة التي يمتلكها، ما خوّله لأن يفرض عليها واقعاً لم تألفه: تهديدها بالحرب.

عملياً، يُدرك “حزب الله” المترتّبات الناتجة عن بيع الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا بصرف النظر عن كميته (يقدر خبراء إنها في مستوى 10% أو تقلّ عنه قليلاً). في الوضع الحالي وعلى مقربة من دخول الشتاء، فإن القارة العجوز أحوج ما تكون إلى تأمين إمدادات الطاقة البديلة عن تلك المجمّدة من قبل روسيا، وهو ما يدفعها إلى محاولة الدخول على خطّ تأمين الإمدادات من مزوّدين آخرين. الحزب في المقابل، يعلم مدى حاجة أوروبا وإسرائيل معاً، كلّ منهما للآخر، وبالتالي سيعمل، أقلّها، على تأخير وصول الشحنات.

فمن جهة يضغط على الأوروبيين (ومن خلفهم الأميركيين) للحصول على مكتسبات يُجيّرها في سياق تحسين الوضعية الداخلية اللبنانية، ، لجهة التخفيف من حدّة “الحصار” ومن جهةٍ أخرى، يضغط على تل أبيب، الساعية لتقريش إمدادات الطاقة للتأثير في الموقف الأوروبي.

كيف ذلك؟

وفقاً للتقدير لدى الضاحية، فإن نجاح تل أبيب في تمرير شحنات الغاز من حقل كاريش (وسواه) إلى أوروبا، سيتيح لها وراثة جزءٍ من التأثير الروسي السابق في المجال السياسي – الحيوي الأوروبي. وفي إمكان تل أبيب، فيما لو نالت تلك القدرات، أن تبدأ بالتأثير في الموقف الأوروبي من قضايا هامة بالنسبة إليها، كالموقف من “حزب الله”. وربما يصبح في إمكان “الدولة العبرية” فرض آراءٍ لها صلة بإدخال تعديلات لدى دول أوروبية في مجال توصيف الحزب (سياسياً أم إرهابياً). كذلك الأمر ذاته بالنسبة إلى القوى المقاومة الأخرى، وفيما لو توسّعنا، يصبح في إمكان تل أبيب الإستفادة من حضورها في مجال تعديل الرؤية الاوروبية من إيران وغيرها.

إذاً، يصبح دخول “حزب الله” معترك الغاز هاماً بالنسبة إليه. ففيما لو قُدّر له تأخير إمدادات الطاقة إلى أوروبا قبل الشتاء أو تشكيل خطرٍ عليها، سُيصبح الحزب قادراً على إضعاف الاستراتيجية الإسرائيلية تلك والتأثير عليها، ومن خلالها التأثير على الموقف الأوروبي. ولشدّة علمه بالمخططات الإسرائيلية، سيطمح الحزب، وإنما سيعمل على إحياء استراتيجياته.

إن السبيل الوحيد لإحداث نوعٍ من التوازن، يكمن في استخدام أوروبا، كطعمٍ في مجال الضغط على تل أبيب (وواشنطن) لتعديل شروطها (شروطهما):

– أولاً، من خلال رفع قرارات المنع عن لبنان بما يتيح له البدء بأعمال التنقيب في البلوك رقم 4 الواعد، ولاحقاً البلوك رقم 9 وإتاحة الفرصة أمامه لتلزيم باقي البلوكات الجنوبية 8 و 10 في دورة التراخيص الثانية المُمدّدة.

– ثانياً، التخفيف من الحصار على لبنان بما يؤدي إلى زيادة موجوداته من العملة الصعبة من خلال تحرير طرق دعمه من قبل المؤسسات الدولية من جهة، وفي مجال تأمين إمدادات الطاقة التي يحتاجها قبل فصل الشتاء لإنتاج الكهرباء عن طريق مصر والأردن، من جهةٍ أخرى.

– ثالثاً، تخفيف الضغط السياسي عن البلاد بما يكفل التخفيف من الإحتقان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى