محليات

هذه هي نقاط ضعف وقوة فرنجية وباسيل…اليكم التفاصيل

لا شك أن الإهتمام الأساسي لمختلف الأحزاب والقوى السياسية بات منصبّاً باتجاهٍ واحد، وهو معركة رئاسة الجمهورية، وذلك في ظلّ إدراك هذه القوى بشبه استحالة تأليف الحكومة، قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ممّا يجعل من حسابات الرئاسة أكثر أهميةً في هذه الفترة.

وبعد مرور عددٍ من الإستحقاقات، باتت موازين القوى داخل البرلمان واضحةً لجهة الإنقسام بين جبهة مترابطة بقيادة “حزب الله” وأخرى مؤلفة من معارضة مشتّتة، بالإضافة إلى نواب قوى التغيير. وهذا ما يعني عملياً أن أي مواجهة جدية لمرشح الحزب للرئاسة، سيحتاج إلى تفاهم بين تلك القوى حول اسم مُحدد، وبهذا السياق جاء حديث رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، الذي قال إن «المفترق الأساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا يتوقف عند مدى إمكان اتفاق المعارضة على إسم.”

هذا على صعيد قوى الإعتراض والتغيير، أمّا على صعيد الطرف الآخر، فثمة العديد من العوامل التي تُحدد طريقة تعامله مع الإستحقاق الرئاسي، فعلى الرغم من قدرة “حزب الله” على لعب دور ضابط الإيقاع، كما بيّنت التجارب من انتخابات رئاسة المجلس وأعضاء هيئة المجلس وصولاً لتكليف ميقاتي، إلاّ أن خصوصية موقع الرئاسة الأولى، يُحتّم طريقةً أخرى في التعاطي مع هذا الملف، خصوصاً أن الخلاف بين مرشحي المحور جبران باسيل وسليمان فرنجية، ما زال قائماً رغم محاولات تقريب وجهات النظر التي تتمّ على أكثر من مستوى.

ويمتلك كلٌّ من فرنجية وباسيل نقاط ضعف وقوة، تساعدهما على الإقتراب من قصر بعبدا، فعلى صعيد فرنجية، يُعاني من هزيمة مُدوية في الإنتخابات النيابية الأخيرة نتيجة فوزه بمقعدٍ واحد لنجله في زغرتا، فيما فاز إلى جانبه النائب وليام طوق، الذي يملك حيثيةً مستقلّة في قضاء بشري. وفي المقابل، يُعتبر فرنجية من المرشحين القادرين على التواصل مع مختلف الأطراف، ويملك علاقات جيدة مع معظمهم رغم انتمائه الواضح لأحد المحاور. فضلاً عن ذلك، فإن فرنجية يُعتبر مرشّح رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأول، ويمكنه عقد تفاهمات مع النواب السُنّة المحسوبين على تيار “المستقبل”، في حين يصعب على باسيل القيام بذلك.

في المقابل، فإن باسيل الذي سجّلت شعبيته تراجعاً كبيراً، تمكّن من تشكيل كُتلة نيابية مسيحية وازنة بمواجهة “القوات اللبنانية”. وقد استطاع من خلال دعم “حزب الله”، من إيصال مرشّحيه إلى هيئة مكتب المجلس. إلاّ أن أبرز ما يواجه طموح باسيل الرئاسي، هو فشل عهد الرئيس ميشال عون على جميع الصعد، ممّا يعني أن وصول باسيل سيكون بمثابة استمرار لحالة البلاد المُتردية واستكمالاً لمسيرة الوصول إلى «جهنم». فضلاً عن ذلك، فإن باسيل يُواجه على الصعيد الخارجي، عائق العقوبات الدولية.

إستمرار هذا التنافس بين باسيل وفرنجية، قد يدفع الحزب باتجاه شخصية ثالثة بمواصفات تقتضيها المرحلة على مستوى البلد. أي أن تصل شخصية ببروفايل غير معادي للحزب، وغير محسوب عليه بشكل تام، فضلاً عن عدم قدرته على تشكيل أي خطر شعبي على الزعماء المسيحيين وغير مستفزّ لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى