محليات

ميقاتي فَعَل فِعلَته ورَحَل!

مقبلون على مرحلة “إضاعة الوقت” بدل الإستثمار في الوقت وانتشال لبنان وشعبه من مستنقع الأزمات والإنهيارات التي لن ترحم أحداً. بهذه الكلمات علّقت مصادر مطلعة على أجواء القصر الجمهوري، على الملف الحكومي وتفاصيله المشتعلة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي.

أغلب التقديرات تقول، أن لا حكومة قبل انتهاء “العهد العوني” نهاية شهر تشرين الأول، وما يُعزّز هذه التقديرات هو ما يدور في الكواليس السياسية عن أن ميقاتي ليس بوارد تشكيل حكومة يكون “عمرها قصير لا يتجاوز الشهر”، حيث ينقل بعض زواره عنه قوله، “ينتهي عهد الرئيس عون بعد 3 أشهر، وأنا أحتاج شهر لأتمكن من تشكيل حكومة، وشهر آخر لإصدار البيان الوزاري، ليبقى شهر واحد فقط من عمر الحكومة التي تستقيل حكماً عند مغادرة فخامة الرئيس قصر بعبدا”.

يدرك ميقاتي نفسه، أن التشكيلة التي تقدّم بها لرئيس الجمهورية لا تستوفي الشروط الوزارية، وقد عكست عدم رغبته بتشكيل حكومة في الوقت الراهن، ومن الواضح، بحسب المصادر، أن الرئيس ميقاتي يخوض معركة إضاعة الوقت بدل استثماره لمصلحة لبنان واللبنانيين.

يستغلّ ميقاتي أن رئيس الجمهورية لا يزال لديه 3 أشهر فقط ويستطيع الضغط عليه بتشكيلة وزارية يمكن اعتبارها “ميتة قبل أن تولد”، هذا الضغط هدفه دفع رئيس الجمهورية للموافقة على حكومة لا تملك أدنى المقوّمات لتكون حكومة جدّية قادرة على مواكبة الملفات الضرورية، وأبرزها ملف ترسيم الحدود والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والملفات القضائية، كالتدقيق الجنائي في مصرف لبنان، والتحقيق في تفجير مرفأ بيروت.

وكشفت المصادر، أنه “بعد رفض الرئيس ميشال عون التشكيلة التي قدّمها الرئيس المكلّف، تقدّم الرئيس عون إلى ميقاتي بـ 3 اقتراحات. الأول أن يتمّ تعديل التشكيلة، والثاني أن تبقى التشكيلة كما هي، مع إضافة ستة مقاعد وزارية لتصبح حكومة ثلاثينية، أمّا الإقتراح الثالث يكون عبر تشكيل حكومة جديدة مختلفة كلياً عن تلك التي تقدّم بها ميقاتي. لكن اللافت أن الرئيس ميقاتي لم يجب على هذه المقترحات لغاية هذه اللحظة، ما يؤكد نظرية رغبته في إضاعة الوقت”.

يفاخر الرئيس ميقاتي، أنه الحريص على تطبيق اتفاق الطائف الذي أعطى رئيس الحكومة المكلّف صلاحيات واسعة في عملية تشكيل الحكومة. يريد ميقاتي أن “يدغدغ” مشاعر معظم الأفرقاء الذين تناوبوا على إفشال عهد الرئيس عون، لإيهامهم أنه رفع شعار التحدّي لهذا “العهد” قبل أسابيع من مغادرة عون القصر، لكن المؤسف أن ميقاتي يتصرّف وكأننا لم نشهد ثورة 17 تشرين، ولم تفقد الناس ودائعها، ولم تتصارع على رغيف الخبز وأمام محطات البنزين، وفق المصادر عينها.

تضيف المصادر، أراد ميقاتي المداورة مستثنياً وزارة المال كي لا يدخل في سجال مع “الثنائي الشيعي” “حزب الله” وحركة “أمل”، إذاً هو يريدها مداورة منقوصة تتعلّق بوزارة الطاقة فقط، وتشير إلى أن “الرئيس عون وفريقه السياسي غير متمسكين بوزارة الطاقة، لكن ماذا عن باقي الوزارات، الداخلية مثلاً”.

ميقاتي فعل فعلته ورحل، لكن لا يمكن للرئيس المكلّف أن يرمي التشكيلة الوزارية على طاولة رئيس الجمهورية ويرحل. عملية التشكيل تحتاج عملاً وجهداً ومثابرةً للوصول إلى حكومة قادرة على مواجهة التحديات وإجراء الإصلاحات المطلوبة، وعلى ميقاتي أن يقتنع أن تشكيل الحكومة يتطلّب تنسيقاً وتعاوناً بينه وبين الرئيس عون.

في لبنان لا تتشكّل حكومة بطريقة منفردة، رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف هما الطرفان الأساسيان في عملية التأليف، وكلاهما يتفاهمان مع الكتل النيابية لتأمين الثقة للحكومة ووضع برنامجها، لكن ميقاتي يفعل عكس ذلك كلياً، ومن الواضح أنه غير جدّي سوى في تمرير الوقت، تختم المصادر نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى