ذكريات أقوى من أن تنسى”… جعجع: “القوّات” مستعدة لهذا الأمر!
شدّد رئيس حزب القوات اللبنانية على أن, “المفترق الاساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا يتوقف عند مدى امكانية اتفاق المعارضة على اسم معين”.
هذا الموقف أعلنه جعجع في خلال حفل توزيع بطاقات الانتساب لـ49 منتسبا الى “القوات” من “ميفوق – القطارة”.
واستذكر جعجع خلال كلمته الأيام التي عاشها في “ميفوق – القطارة”, “وهي ذكريات اقوى من ان تنسى او تكبح، ويجب الا تكبح اصلا، لأنها الفترة التي لملمت نفسي فيها وأثرت عليّ كثيرا لأصبح الانسان الذي انا عليه اليوم”.
وأضاف، “لا يمكنني ان انسى دير القطارة، والجبال المحيطة به والوادي بين الدير والمحبسة، كما لا يمكن الا ان اتذكر شخصين كان لهما تأثير كبير، الاول الاب الياس عنداري، رئيس دير ميفوق في حينها، لاستقباله “مهجري الشمال”، وكنت من بينهم، واهتمامه بهم ومساعدتهم لتأمين حاجاتهم. اما الشخص الثاني فهو يوسف اديب، “العم يوسف”، الذي بذل كل جهده لتسهيل حياتنا في تلك الفترة”.
ورأى جعجع أن, “أكثرية أهل “ميفوق – القطارة” مناضلون حقيقيون وهم ابناء بلدة مقاومة منذ القدم ومنتسبون بالفطرة والطبيعة للمقاومة اللبنانية، ولكن كل فرد منهم اختار ان يمارس التزامه بطريقة معينة و49 منهم التزم بالمعنى القانوني والحرفي”.
وأكّد لحاملي البطاقة الحزبية الجدد أن, “هذا الانتساب يحمّلهم اعباء كثيرة وارثا ليس سهلا وعمره عشرات السنوات من المقاومة المستمرة في هذه الأيام ومئات الاف السنوات من المقاومة التاريخية لأجدادنا، اي منذ البطريرك يوحنا مارون الى اليوم، ما يتطلب منهم ان يكونوا طليعيين ويتمتعوا بالصلابة في جهوزية التامة للتضحية”.
وأشار إلى أن, “الانتماء الى “القوات اللبنانية” امر مغاير ومجاني رغم انه يغني المجتمع والوطن ويساهم في ان يكون متراصّا وآمنا وحرا ليعيش شعبه بكرامة”.
ولفت جعجع إلى أن, “الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وصعوبة الازمة لم تؤثر على “القوات اللبنانية” ولن تؤثر انطلاقا من ايمان القواتيات والقواتيين بقضيتهم واستعدادهم للتضحية من اجلها، عندما تدعو الحاجة، وحضورها في كل المناطق اللبنانية وفي دول الانتشار كافة خير دليل على ذلك”.
وشدّد على, “اننا منذ 40 سنة الى اليوم في حالة نضال مستمرة تسبب لنا الاضطهاد الدائم ومواجهة الصعوبات ولكن كل شاب وشابة منكم محترم اكثر من كثر تولوا مناصب رئاسية خرجوا وسيخرجون منها منبوذين من المجتمع، باعتبار ان المهم هو ما نتركه خلفنا بعد مغادرة هذه الحياة، وهذا الامر الأساسي الذي سعينا وسنسعى دائما اليه، فنحن من عمل بنظافة كف واستقامة ونزاهة وتضحية حين دعت الحاجة”.
وجدد جعجع تهنئة, “ميفوق – القطارة” بالمنتسبين الجدد، وأوضح أنَّ “هذا الانتساب رسالة سامية ومهمة جدا بكل ما للكلمة من معنى في حال تم التعامل معها بشكل صحيح، فهي تشبه رسالة الرهبان عند دخولهم الى الدير”.
ودعا جعجع, اهالي المنطقة، الذين ينتمون الى خط المقاومة، الانتساب الى “القوات اللبنانية” قانونا ليتخذ الحزب مداه الاقسى”.
وأكّد جعجع أن, “المفترق الاساسي الذي سيحدد مصير لبنان للسنوات الست المقبلة هو انتخابات رئاسة الجمهورية التي بتنا على قاب قوسين منها، باعتبار ان المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس تبدأ في الأول من ايلول، شدّد على أن “الموضوع يتوقف عند مدى إمكانية توحيد المعارضة على اسم معين”.
وأوضح استعداد “القوات” للحوار مع كل اطراف المعارضة وتأكيدها ان كل قنوات الاتصال مفتوحة معها للتوصل الى اتفاق حول اسم مرشح واحد، لأن تعذّر ذلك سيسهل على الطرف الآخر الإتيان برئيس محسوب عليه، ما يعني اننا سنعيش ست سنوات إضافية في جهنم الذي وضعونا به مع فرق واحد ان هذا الجهنم سيكون اعمق واصعب”.
ورأى أن “المطلوب من النواب الذين انتخبوا على اساس انهم من ضمن فريق المعارضة التصرف على هذا النحو لا الاكتفاء بالكلام والتصاريح، اي اتباع خطوات تؤدي الى احداث تغيير ما، اساسه في الوقت الحاضر معركة رئاسة الجمهورية”.
انطلاقا من هنا، توّجّه الى افرقاء المعارضة قائلا: “دعونا لا نفوّت هذه الفرصة كما حصل في انتخابات نيابة الرئاسة وأعضاء هيئة المجلس او في خلال تسمية الرئيس المكلف، والا سنكون قد خنّا الأمانة التي منحها الشعب لنا وأسمعناه كلاما معسولا لم يفضِ بنتيجة، فلنتعلم من التجارب السابقة ولنتحمل كمعارضة مسؤوليتنا في هذا الاستحقاق المهم”.