إسرائيل تتريث الرد على “الحزب”… ما علاقة زيارة بايدن؟
جاء في “المركزية”:
لافتا كان التناقض في بيانات الرد الصادرة عن حكومة إسرائيل لجهة إطلاق حزب الله 3 طائرات مسيرة فوق حقل كاريش. ففي وقت اعتبر الناطق بإسمها أن المسيرات الثلاث التي أطلقها الحزب فوق منصة الغاز في كاريش لم تخرق السيادة الإسرائيلية، “إنما الحديث يدور عن فشل ذريع لأمين عام الحزب حسن نصر الله الذي ظن أنه سيفاجئ إسرائيل وأنها ستكون غير جاهزة، ولكنه وجدنا جاهزين”، كانت بيانات التهديد والوعيد تصدر عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين إذ أعلنوا “أن إسرائيل ستحاسب حزب الله والدولة التي أطلقت منها المسيرات لأن المسؤولية تقع عليها”.
هدف حزب الله من المسيرات لم يتجاوز حدود “الرسالة” وهي وصلت. وكذلك الرد الإسرائيلي عليها وفيها أن “عملية التنقيب عن الغاز في المياه الاقتصادية الإسرائيلية ستستمر”. عدا ذلك لا وجود لمؤشرات رد من قبل إسرائيل على إطلاق المسيرات. وقد يكون ذلك مرتبطاً بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة وفق مصادر ديبلوماسية…
السفير السابق هشام حمدان يلفت عبر “المركزية” الى أن الرد على “رسالة” الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله فوق حقل كاريش جاء سريعا من الولايات المتحدة ومفاده أنه “لا يوجد في برنامجنا لقاء جديد مع ايران.” وهذا يعني ان الاميركي وضع دفتر شروط في لقاء الدوحة فإما القبول به او تحمّل المسؤولية” . ويضيف “بعد لقاء شرم الشيخ وقبله لقاء النقب، فهم الاميركيون ان إسرائيل ودول الخليج يصرون على حزمة شروط من بينها لا شك انهاء كل أشكال التدخل في الدول الاخرى ووقف البرنامج النووي غير السلمي ووقف اي شكل تهديد في المنطقة” .
إذا “إسرائيل والخليج جديون بمنع ايران في ان تكون قوة مضافة تأسر الشرق. لذلك تتسارع فكرة الناتو في المنطقة بحيث يمكن جمع المملكة العربية السعودية عسكريا مع دولة إسرائيل من دون ان تكون مضطرة للاعتراف الديبلوماسي اولا بها.”
لكن هذا لا يعني أن المسار سيكون عائما على مياه راكدة “فإيران تلعب على الحافة وتستفيد من وجودها الجيو سياسي، وموقعها على الحدود مع الصين وروسيا يؤكد أن دورها محوري سواء اذا كانت مع هذه الدول او مع الشرق الاوسط. وبالتالي إذا ما حاولت منع تصدير الغاز من دول المنطقة إلى أوروبا. آنذاك قد نشهد حربا في الشرق الأوسط”.
خلال حملته الرئاسيّة تعمّد الرئيس جو بايدن “نبذ” القادة السعوديّين على رغم العلاقة الوطيدة التي كانت تربط سلفه الرئيس دونالد ترامب بالمملكة العربية السعودية. إلا أن ارتفاع أسعار الطاقة الناتج عن الحرب في أوكرانيا والتوتّرات الإقليميّة المرتبطة ببرامج إيران البالستيّة والنوويّة، أدّت إلى قلب المعادلة.
وفي السياق يقول السفير حمدان: “تشكل زيارة الرئيس جو بايدن الى السعودية خطوة لتصحيح مسار العلاقات الاميركية مع الخليج. لكنه سيجد قائداً عربياً يختلف كثيرا عما اعتادت عليه الولايات المتحدة الأميركية في السعودية والدول العربية”. يضيف: “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قضى مسبقا على ادوات اميركا الداخلية التي يمكن ان تودي به على غرار ما حصل مع الملك فيصل بن عبد العزيز عام 1973، وقد بات متمكناً وقادراً على أخذ القرارات التي تخدم طموحاته. وما يميزه عن سواه أنه لا يعادي الولايات المتحدة لا بل يسعى الى اللحاق بالركب الغربي بما في ذلك المواضيع التي تتعلق بحقوق الانسان والمرأة”.
أما على المستوى الإقتصادي “فهو لم يخرج عن التزاماته المالية والاقتصادية مع الغرب لانه لا يرغب بذلك الا اذا بادله الغرب بما يضر طموحاته. وعليه سنرى تطورات جديدة حتما.”
ويختم السفير حمدان”اذا قبلت ايران بالشروط الأميركية تكون أمام فرصة تاريخية لتصبح جزءاً من سوق اقتصادية شرق اوسطية وإقامة علاقات جيدة مع جيرانها في الصين وروسيا، شرط استمرار البقاء على الحياد من الحرب القائمة في اوكرانيا. واذا رفضت ايران الجزرة فقد نرى تفجيرا للاوضاع في الداخل الإيراني واستعدادات لحرب أشمل في المنطقة من المرجح أن تنطلق من سوريا”.
فهل يكون تريث رد إسرائيل على مسيرات حزب الله وفق توقيت نتائج زيارة بايدن إلى السعودية وإسرائيل؟ أم ستضطر إلى “كبح جماح ” حزب الله وتفعل ما تعجز عنه الحكومة اللبنانية وصولا إلى درجة “النكران”؟