ميقاتي يمنح نفسه مهلة… حكومة جديدة أو “جراحة سريعة”
يسود الهدوء التام على جبهة تأليف الحكومة. وفي حين أُشيع أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في صدد التوجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، علم أن ميقاتي سيبقى في بيروت من غير أن يتضح ما إذا كان خيار زيارة قصر بعبدا موضوع على جدول أعماله أو أن التهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى ستنحصر باتصال بروتوكولي تقليدي يجريه رئيس الجمهورية ميشال عون إلى كلٍ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وعلم “ليبانون ديبايت” أنه لم يحصل اي تواصل خلال الأيام الماضية بين الرئيسين، وهذا ينفي المعلومات التي راجت مؤخراً حول زيارات سرية قام بها ميقاتي إلى قصر بعبدا. مع ذلك، فإن الوساطات لا تزال نشطة من أجل “فك العقدة” بين الرئيسين مما يؤدي إلى تحرير طريق الاجتماع. وبينما ينفي ميقاتي أن يكون لديه موقف مسبق من عون، نقل عنه أنه في وارد السعي إلى تأليف الحكومة وقد وضع في عهدة الرئيس صيغة “مفتوحة على النقاش”. في نفس الوقت، لم ينزع ميقاتي إمكانية اللجوء إلى خيار حكومة تصريف الأعمال متى أيقن صعوبة التأليف.
وقدرت أوساط أن ميقاتي يمنح نفسه فرصة حتى أيلول المقبل لتأليف حكومة، وفي حال دخلنا مهل الانتخابات الرئاسية ولم يحدث اي تطور على صعيد التأليف، فإن حكومة تصريف الأعمال جاهزة كحل “جراحي متوفر” في حال دعت الأحوال ذلك.
في المقابل، يتحضر التيار الوطني الحر لهجمة مرتدة لدعم رئيس الجمهورية وللضغط على رئيس الحكومة. ويتهم التيار ميقاتي بأنه يمارس عملية ابتزاز في الربع ساعة الأخيرة من عمر العهد، لفرض شروط ومعايير على رئيس الجمهورية ولتمرير حكومة يجدها التيار “غير متوازنة من حيث طريقة التوزيع التي إعتمدها ميقاتي”. لذلك سيدعم التيار مسعى الرئيس كي يشارك بصورة كاملة في تفصيل التأليف وليس فقط في مسألة الاطلاع على التطورات.
وعلم “ليبانون ديبايت” أن عقدة رفع الحكومة إلى 30 وزيراً (24 مقابل 6 وزراء دولة) لا زالت هي أساس المشكلة مع رئاسة الجمهورية، وسط رفض صريح من جانب الرئيس المكلف لمجرد التفكير في بحث الفكرة. وبدا واضحاً أن ميقاتي يوسع من دائرة دعمه لمصلحة تفسير موقفه، وقد ضم إلى حركته أخيراً عين التينة لإطفاء نوع من عنصر “الدعم السياسي” الذي تقدمه الرئاسة الثانية.