محليات

إسرائيل و”حزب الله” ربحا… و”السينما ماشية”

إستقرّ المشهد الجنوبي بعد مسيّرات “حزب الله” إلى حقل “كاريش”، على جملة من الرسائل المتطايرة في أكثر من اتجاه داخلي وإقليمي ودولي، وصولاً إلى تحقيق جملة أهداف أبرزها عرض كل الأوراق والمعطيات على الطاولة، ووضع عملية ترسيم الحدود والوساطة الأميركية عند مفترق طرق، ولكن من دون أي انزلاق نحو تصعيد ميداني، في ضوء معلومات عن تدخّل أميركي، وبطلب لبناني، لتخفيف التوتر ونزع فتيل التفجير، وفق ما كشف المحلّل والعميد المتقاعد خليل الحلو لـ”ليبانون ديبايت”.

وفي قراءة للمعطيات التي تكرّست خلال الساعات الماضية على جبهة الحدود البحرية الجنوبية، قال العميد الحلو، إن “حزب الله” يجيد الحسابات، فهو لا يريد الحرب مع إسرائيل، ودائماً يلعب تحت الخط الأحمر ولا يتخطّاه، لأنه يعرف أن تخطّيه الخط الأحمر لن يكون لصالحه، وهو لا يريد الحرب، ولكن المشكلة أن القرار ليس في يده. وأضاف الحلو، أن ما حصل هو قرار خارجي لأن رسالة “حزب الله” وصلت، وتمكّن عبرها من تحقيق الكثير من الأمور، أبرزها أنه بات حديث الإعلام الإسرائيلي، في ضوء تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي للحزب، وهو ما يعطي عملية الحزب بُعداً إقليمياً، وكذلك يحقّق له دعماً في الداخل، كما أنه يدرك أن الحكومة الإنتقالية في إسرائيل، عاجزة عن اتخاذ أية قرارات استراتيجية في هذه المرحلة، إضافةً إلى أن مسيّرات الحزب برهنت لإسرائيل عن قدرته على إرسال مسيّرات، وإن كان لا يمكنها العودة.

في المقابل، تحدّث العميد الحلو، عن أن إسرائيل، ومن خلال إسقاط المسيّرات، قد وجّهت الرسائل للحزب وللشركة التي تتولّى أعمال استخراج الغاز، وهي: أولاً أنها قادرة على إسقاط المسيّرات الثلاث، وثانياً برهنت للشركات العاملة في حقل “كاريش”، إن عملها سيستمر في أجواء آمنة.

واستدرك الحلو، مؤكداً أن الحزب أخذ ما يريده، وكذلك إسرائيل و”السينما ماشية”، بينما الحكومة اللبنانية تعيش في مجموعة شمسية تبعد 360 سنة ضوئية عن الواقع.

ورداً على سؤال عن انعكاس هذا التطوّر على الوساطة الأميركية الجارية، كشف الحلو، أن الوسيط آموس هوكشتاين، يملك هدفاً واحدا،ً وهو منع حصول تطوّر أي تصعيد أمني في الجنوب، في الوقت الذي يتركّز فيه اهتمام الإدارة الأميركية والعالم على الحرب في أوكرانيا، وترفض حصول أي احتكاك في منطقة الشرق الأوسط قد تتورّط فيه روسيا.

وبالنسبة لمفاوضات الترسيم، أكد العميد الحلو، أن بعض الشخصيات السياسية التي التقت هوكشتاين، نقلت عنه أنه طالب الحكومة اللبنانينة والوفد المفاوض بمستند رسمي بأن الخط 29 هو ضمن المنطقة الإقتصادية اللبنانية، ولكن لم تقدّم الحكومة مستنداً أو خريطة يثبت أن الحدود اللبنانية تنتهي عند الخطّ 29، وكذلك الأمر بالنسبة للأمم المتحدة، التي لم تتلقَّ مثل هذا المستند من الحكومة اللبنانية.

وكشف، أن هوكشتاين قال للوفد اللبناني إن مصلحة لبنان تقتضي القبول بالخط 23، والبدء باستثمار حقول الغاز وتفادي التصعيد، لأن الغاز اليوم هو عنصر استراتيجي، وسوق الغاز بغياب الغاز الروسي أصبح بحاجة لمصادر أخرى، وعلى لبنان الإفادة.

في المقابل أضاف العميد الحلو، أن الوسيط الأميركي، يعتبر أن أي قرار لبناني بالتفاوض على الخط 29 يعني مفاوضات طويلة ولسنوات، بينما إسرائيل بدأت باستثمار ثرواتها، وهي غير مهتمة بالمفاوضات أو بأي تهديد، لأنها ستحمي استثماراتها وعمليات الإستخراج والإنتاج.

Related Articles

Back to top button