محليات

“التغييريون” بيضة قبان في ميزان حزب الله والسياديون يبادرون…الجواب في الرئاسة؟

بعد خروج النواب التغييريين من لقائهم مع الرئيس نجيب ميقاتي خلال الإستشارات النيابية غير الملزمة، أوضحت النائبة حليمة قعقور أن النواب الـ13 لا يشكلون كتلة إنما تكتلا. يومها يقول العارفون أن الرسالة التي أرادت قعقور إيصالها للبنانيين أن التباينات الحاصلة داخل ما سمته التكتل أكثر من طبيعية،  وهذا ما تجلى في الإستشارات النيابية الملزمة بحيث انقسمت آراء ومواقف النواب بين متحمس لتسمية السفير نواف سلام ولا تسمية . وفي ظل عدم التوافق على موقف واحد إزاء الإستحقاقات التي وضعت النواب الجدد تحت المجهر ذهب البعض إلى ترجيح تشكيل كتلتين تغييريتين أو ربما تكتل نيابي بلا رئيس.

ما يميز المرحلة الراهنة أننا على أبواب استحقاق غير عابر وليس تفصيليا كونه يرتبط بمصير وطن على مدى 6 سنوات. وتشتت المواقف داخل تكتل نواب التغييريين ما عاد مسموحا، بعدما أصبح نوابه محكومين برأي عام يراقب ويحاسب. ووفق مصادر معارضة، يسعى حزب الله الى احتضان”نواب التغيير”وحثهم على البقاء في جبهة مستقلة من دون الانخراط في مشروع جبهة سيادية تضم قوى المعارضة  وتحديدا القوات اللبنانية أو البقاء في جبهة وسطية تكون بيضة القبان ليصار إلى استخدامها من قبل الحزب في وجه السياديين والمعارضة وبالتالي لإقفال الطريق أمامهم على التلاقي مع القوات وتشكيل غالبية نيابية حقيقية.

بالتوازي، تلفت المصادر الى ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعث برسائل باتجاه قوى المعارضة ونواب التغيير بهدف تشكيل جبهة وطنية سيادية والاتفاق على مشروع انقاذي للوطن،إلا أن المبادرة لم تلق  حتى اللحظة أي جواب من النواب التغييريين وان كان صداها ايجابيا.  إلا أن المصادر تلفت إلى أن خطوة مماثلة تحتاج حتما إلى جولة مشاورات وتهيئة الأجواء مما يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة.

رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان يوضح عبر “المركزية” أن المساعي موجودة لدى حزب القوات للإنفتاح على النواب الجدد – كما يفضل تسميتهم – كما على المستقلين والسياديين. ويقول في الإطار:” طبيعي أن نقوم كتكتل بمبادرات في اتجاه كل الأفرقاء السياديين والمعارضة من خارج سلطة حزب الله والتيار الوطني الحر ولا يجوز إقحام هذه الخطوة الطبيعية في زواريب السياسة “. وإذ يشير إلى أن القوات تتطلع إلى “الصورة الأشمل التي تؤطر مصير البلد”، يؤكد أن مبادرات القوات”تنطلق من المصلحة الوطنية العليا،  وأية خطوة باتجاه النواب الجدد ستكون تحت سقف الإستحقاق الرئاسي الذي يشكل نواة كل مبادرة تقوم بها القوات يقينا منها أن أية حلول في المرحلة الراهنة ستكون إما معدمة أو مؤجلة أو ستتم عرقلتها من قبل منظومة العهد وبالتالي لا حلول. كما نتطلع إلى أن يكون هناك موقف موحد تجاه هذا الإستحقاق الكبير بغض النظر عن الإختلاف في الرأي حول مشروع قانون من هنا أو مسودة قانون من هناك”.

اكتساب النواب الجدد الخبرة البرلمانية من خلال الممارسة في العمل النيابي والتواصل مع النواب السياديين المخضرمين من النقاط التي لا يعتبرها قيومجيان تفصيلا أو انتقاصا من خبرة أحد” جميعنا كنا ذات يوم نوابا جددا واكتسبنا الخبرة من خلال الممارسة وما زلنا نتوق إلى المزيد من الخبرة والحنكة في الممارسة السياسية ،لا سيما أننا في بلد متحرك مثل لبنان. حتى داخل تكتل الجمهورية القوية هناك نواب جدد وهذا ليس انتقاصا من قيمة أو خبرات أحد. للوصول إلى هذه الحنكة يجب اعتماد سياسة الإنفتاح على الآخرين والحوار وعدم فرض الرأي للوصول إلى قواسم مشتركة سيما وأننا على أبواب استحقاق مصيري يحدد هوية الوطن على مدى 6 سنوات”.

مواصفات الرئيس المقبل من أبرز النقاط التي يفترض أن يتلاقى عليها النواب السياديون في المعارضة والمستقلون والنواب الجدد”وإلا منكون عم نسلم البلد لحزب الله من جديد”. ويقول “يجب أن يكون هناك موقف موحد من قبل النواب الجدد على مواصفات الرئيس العتيد بحيث يكون مؤمنا بسيادة لبنان وانفتاحه على محيطه العربي  وبتسليم سياسته الدفاعية إلى الدولة وغير فاسد ولديه الجرأة وقوة المواجهة فلا يرتمي في أحضان أي فريق سواء كان حزب الله أو أي فريق آخر وفي حال التوافق على هذه النقاط لا شيء يمنع من الإتفاق”.

حرص القوات اللبنانية على مد اليد لتوحيد الأكثرية الجديدة التي يسميها البعض متحركة ليست مستجدة “ونتمنى أن تتحول من أكثرية متحركة إلى ثابتة تجاه الإستحقاق الرئاسي ” يختم قيومجيان.

الكلام عن مبادرات نواب المعارضة تجاه النواب التغييريين ومحاولات تلقفهم من جانب حزب الله لغايات مشبوهة ينفيها النائب التغييري ملحم خلف ويؤكد لـ”المركزية” أن “التكتل في حال اجتماعات مفتوحة لمقاربة موضوع الإستحقاق الرئاسي ووضع معايير الرئيس العتيد والتوافق عليها. وعندما نصل إلى خواتيمها ننفتح على المدى وإلا نكون على خط غير مستقيم”.

حتى اللحظة يقول خلف نحن ضد الإصطفافات ويؤكد أن التكتل يسير وفق معايير متدرجة للوصول إلى القرار الوطني . وينفي تلقي التكتل أية رسالة أو مبادرة من قبل  أي حزب أو فريق  ويختم”خياراتنا موجهة نحو هدف واحد يتوافق مع قيمنا ومبادئنا وعندما نصل إلى قرار سنعلنه بعدها نبدأ بخطوة الإنفتاح”.

المركزية

Related Articles

Back to top button