سلام: هناك طلبيات قمح تصل خلال 15 يومًا وقسم كبير من ربطات الخبز يحمّل بسيارات! أين تباع؟ اليكم التفاصيل
لفت رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال لقائه وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام والنائب جورج عقيص، إلى “أننا سعداء جداً بإستقبال وزير الإقتصاد في هذا الوقت الصعب. البقاع فرح جداً بأن يأخذ العناية والإهتمام من وزير الإقتصاد في هذا الوقت الذي يعاني المواطنون فيه في كل الوطن”.
وأشار إلى أنه “لدينا شعور اكثر من غيرنا، اننا مبعدين عن ساحة المعالجات الضرورية لهموم الناس ومشاكلها، واليوم الأمن الغذائي، بنوع خاص، هو أحد اهتماماتنا الجوهرية الرئيسية لأن الأزمة طالت لقمة العيش، وهي اللحظة الأصعب التي ممكن أن يعيشها اللبناني، لذلك نريد الحفاظ على كرامة الناس وصونها من خلال اللقمة التي لديهم الحق الكامل بالحصول عليها. وأن يكون لديهم وصول اليها وعدم استجدائها والوقوف أمام الأفران لساعات طويلة”.
من جانبه، ذكر سلام، “أنني سعيد جدًا أن أكون في قلب البقاع وفي قلب زحلة، نقوم بهذه الزيارة الى زحلة والبقاع لكي نكون بين الناس”، شاكرًا المطران ابراهيم على “الإستقبال في هذه الدار الكريمة، أشكر النائب جورج عقيص الذي وجه لي الدعوة، تلبية لصرخة الناس والظروف التي تمر بها مدينة زحلة”.
وكشف “أنني عقدت عدة اجتماعات في المدينة مع أصحاب الشأن من المزارعين وصولاً الى الأفران. تحدثنا بإنفتاح وواقعية كما تعود الجميع أن اقول الأمور كما هي ليس فقط لتوصيف المشكل بل لإيجاد الحلول”، موضحًا “أننا في وزارة الإقتصاد اعتمدنا نهج أن لا نكون وزارة تعتمد “النق”، لأنها وزارة معنية بالأمور الحياتية اليومية للمواطن بما في الخبز والمولدات الكهربائية والأسعار، والتي اصبح لنا تسعة اشهر نعمل على معالجتها باللحم الحي ونتعاون مع كل المعنييين بما فيهم النواب والبلديات والأجهزة الأمنية والقضاء، لأننا كلنا نعلم ان وضع البلد يتطلب تضافر الجهود، يتطلب عملاً وطنياً”.
وشدد سلام، على أنّ “محور زيارتنا الى زحلة هو موضوع الخبز والطحين. كلكم سمعتم بالمشاكل والرأي العام عرف اين مكامن الخلل وعرف كيف نشأت هذه الأزمة”.
وأعلن أنّ “الحلول التي تطرقنا اليها هي اولاً التزام الدولة الكامل بملاحقة أي شخص يستغل لقمة عيش المواطن اللبناني، وتحديداً في المناطق البعيدة عن المدينة أو عن جبل لبنان، مثل مناطق البقاع والشمال التي شهدت غيابًا رقابيًا لأسباب نعرفها جميعًا، من اضراب عام وصعوبة تنقل وغيرها، لذلك أحببت ان اكون موجود شخصيًا اليوم في البقاع وزحلة، لكي نضع الإصبع على الجرح ونوصل رسالة مفادها ان الدولة الى جانبكم”.
وذكر سلام، أنّ “وزارة الإقتصاد ومديرية حماية المستهلك ستتابع مع الأفران وسيكون هناك تواصلاً مع كل المعنيين بما فيهم النواب والسلطات الروحية، لأننا نتحدث عن لقمة عيش الناس”، مشيرًا إلى “اننا علينا ان نلجم المخالفات بشكل لأنه تبيّن معنا أن الطحين الذي دخل الى لبنان والذي هو من مال الناس قد سُرق، نحن سنتابع الموضوع حتى النهاية وسنرد للناس حقوقها. اينما وجدنا مخالفات نفوم بملاحقتها”.
وأكّد “أننا مقبلون على فترة أعياد وعلى موسم سياحي والبقاع كما غيره من المناطق ينتظر سياحة داخلية”، معتبرًا أنّ “مناطق البقاع سهلاً وجبلاً وزحلة وغيرها من المناطق، سيكون لها رواداً ووافدين من الإغتراب، من غير المسموح الا يكون لديها خبز. نحن مقبلون على موسم جدّي سنضع جهودنا مع الجميع لتأمين كميات الطحين او القمح”.
وشدد سلام، على “أننا لدينا كميات موجودة في البلد نعمل جاهدين على توزيعها بشكل عادل، وليس على اساس مناطقي او طائفي”، كما رأى أنّ “هناك لقمة عيش يجب ان يأكل منها كل لبناني. نحن نعمل ان يكون هناك توزيع افضل لكل الأفران، واليوم اجتمعنا مع اصحاب الأفران في زحلة والبقاع واستمعنا الى هواجسهم وتعرفنا الى مشاكلهم وسنقوم بمساعدتهم لتجاوزها، وبخاصة الأفران الكبيرة التي تغطي شرائح واسعة من المجتمع والتي تعاني من ظروف صعبة، سنواكب طلباتهم وحاجاتهم لنؤمن لهم كميات القمح المطلوبة”.
وشرح “أننا نعرف ان لدينا نقص في السوق، ونحن طلبنا من كل التجار اي من كل المطاحن الذين يطلبون القمح ويغذون السوق أن يتفضلوا بتسليم طلباتهم لأن الإعتمادات ما زالت مفتوحة من قبل الدولة اللبنانية، والدول الخارجية ما زالت تكفل بأن القمح سيصدّر الى لبنان، وهناك طلبيات وضعت تصل خلال عشرة أيام واخرى تصل بعد خمسة عشر يوماً، ان شاء الله هذه العناصر مجتمعة تساهم في ايجاد حل تدريجي لهذا الموضوع وتساهم في غياب الطوابير أمام الأفران حتى لا تتكرر المأساة التي عشناها في الماضي مع المحروقات ومحطات البنزين. ونحن بالتعاون مع الجميع سنحقق هذه النتائج”.
وذكر أنّ “جزءًا كبيرًا من الأفران ما زال يتسلم حصته من الطحين، وأنا عرف ان البقاع لديه مطحنة اساسية كانت مقفلة شكّلت خللاً كبيراً في الأسبوعين الماضيين. وفي اجتماعي بالأمس مع المطاحن طلبت منها ووافقت ان تقوم بالتوزيع على كل المناطق بالتساوي وبخاصة المناطق التي ينقص فيها الطحين، وفي البقاع آمل ان تعود المطاحن المقفلة الى العمل وسيصلها كميات من القمح”.
ولفت سلام، إلى أنه “بالنسبة الى الأفران للأسف تبين معنا ان العديد من الأفران كانت تدعي النقص بالطحين، لكن تبيّن لنا انها تخزّن كميات كبيرة منه. انا من خلال هذا المنبر، ومن حس وطني واجتماعي وانساني اطلب منهم الا يخنوا الطحين ويصلوا الى مرحلة يبيعونه متعفنًا”.
وأشار إلى أنّ “من يملك الطحين عليه انتاج الخبز واطعام الناس. الطحين ليس كله للبيتيفور ولا الكرواسان، اليوم من الضروري اطعام الناس خبزًا، وهناك أناس تعيش على الخبز، ومن تسمح له نفسه باستعمال القمح المدعوم ليربح فيه عشرين ضعفًا، أتمنى ان يكون لديه حس وطني واجتماعي وأن يرحم الناس التي تقف بالطوابير. نحن نقوم بتأمين المادة وندفع ثمنها ونوصلها الى التاجر، نتمنى من التاجر ان يتحلى بالحس الوطني والإجتماعي ويساعدنا لكي لا تبقى الناس واقفة امام الأفران كما نراها اليوم”.
وذكر، في رد على سؤال حول التهريب وتأثير النزوح السوري على وضع الخبز، أنّ “في كل اطلالاتي الإعلامية لم أحب التطرق الى موضوع النازحين، لأنني اعتبرته موضوعًا انسانيًا، في النهاية النازح السوري هو انسان ويريد أن يأكل، واليوم وصلنا الى مرحلة سنضطر فيها الى توصيف الأمور كما هي: اليوم لدينا في لبنان مليون ونصف نازح سوري، وفي اقل حد ممكن هناك 400 الف ربطة خبز يذهبون من الدعم اللبناني الى النازحين السوريين، وهذا يشكل فوق الخمسين في المئة من الدعم للمواطن اللبناني تذهب في هذا الإتجاه”.
وأوضح في حديث عن النزوح السوري، أنّ “هذه مشكلة اكبر من وزارة الإقتصاد وأكبر من الدولة اللبنانية، هذه مشكلة نعالجها اليوم مع المجتمع الدولي لإيجاد حل لموضوع النزوح السوري”.
وكشف سلام، أنّ “في الأسبوعين الأخيرين سمعنا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رفع السقف في هذا الموضوع (النزوح السوري) وجميع الفرقاء السياسيين يعرفون ان البنية التحتية اللبنانية على وشك الإنفجار، من كهرباء ومياه والصرف الصحي, نأمل الوصول الى حلول اقليمية سريعة، ونحن داخلياً كحكومة وسلطة تنفيذية وسلطة تشريعية وسلطة روحية وكل المعنيين علينا ان نضغط في هذا الإتجاه لإيجاد الحلول”.
أشار إلى أنّ “مشكلة الخبز اليوم قد توصلنا الى مشاكل امنية ومشاكل أخرى لا نريدها، لذلك نتمنى ايجاد حلول سريعة لهذا الموضوع”، مؤكدًا “أننا اكتشفنا من خلال تقارير أمنية ان هناك قسمًا كبيرًا جدًا من ربطات الخبز يحمّل في سيارات في البقاع والشمال ويباع الى سوريا، حيث تباع الربطة بـ50 أو 60 الف ليرة، وهذا الموضوع يجب معالجته، مسألة الحدود مسؤولة عنها قيادة الجيش والدولة اللبنانية بكافة اجهزتها الأمنية وأنا اتابع معهم الموضوع يوميًا”.
من جانبه، أشار النائب جورج عقيص، إلى أنّ “المشكلة التي نواجهها هي مثلثة الأضلاع، الضلع ألأول هو ملف النزوح السوري وهذه مشكلة قلنا بالأمس انها قنبلة موقوتة لا نعرف متى ستنفجر، واعتقد ان ما نعيشه اليوم من ازمة رغيف وطحين، هو وجه من اوجه التحدي الكبير الذي يواجهه لبنان بموضوع تحمّل عبئ النزوح السوري”.
وذكر أنّ الضلع الثاني من المشكلة هو “سياسات الدعم التي تعتمدها الحكومات اللبنانية المتعاقبة، رأينا العام الماضي الدعم على المحروقات كيف تمت معالجته، ومدى اذلال الناس على محطات البنزين قبل رفع الدعم وتصبح صفيحة البنزين على السعر التي هي عليه اليوم. لا نريد للبناني والبقاعي ان يذل نفس الذل للوصول الى نفس النتيجة. اليوم البقاعي واللبناني يدفع ثمن ربطة الخبز 713000 ليرة لأنه يصرف صفيحة محروقات في جولته على الأفران للخصول على ربطة خبز”، لافتًا إلى أنّ “الضلع الثالث هو موضوع الرقابة وموضوع أخلاقي بالدرجة الأولى من التجار وبعض اصحاب الأفران الذين يستعملون هذه الأزمة ويستغلونها للربح الفاحش”.