“مستقبل مظلم ينتظر اللبنانيين… والله يساعد الأهل!”
بينما يتناحر السياسيون في لبنان على حصصهم الوزارية يواجه أغلبية الشعب اللبناني الأزمات واحدة تلو الاخرى ،من أزمة الخبز إلى الدواء إلى المحروقات إلى الكهرباء والمياه، إلا أن الشعب اللبناني الذي يبيع كل ما يملك ليعلم أولاده لم يعد باستطاعته اليوم أن يبيع شيئاً من أجل الحصول على هذا الحق، بعد أن خنقته الأزمات.
وخير نموذج حول ما يحصل ما قام به أهالي تلامذة “مدرسة العزم” (مدارس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي) في طرابلس الذين اعتصموا أمام مدخل مجمّع العزم التربوي في المدينة، بعدما اعترضوا على الزيادة التي فرضتها الإدارة على قسط كلّ تلميذ، وهي 900 دولار نقداً.
وهذه ليست حالة هؤلاء الأهالي فقط لا سيما أن أصحاب الدخل المحدود من موظفين وعسكريين باتوا اليوم غير قادرين على تسجيل أولادهم في المدارس الخاصة التي تطالب الى جانب اقساطها بـ”الدولار الفرش”.
والأزمة باتت أكبر من زيادة قسط فالأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر تحدّث, عن “أن 15 إلى 20 في المئة من طلاب هذه المدارس قد يغادرونها بسبب عدم قدرة أهلهم على تأمين الأقساط، وزهاء 30 في المئة من الأساتذة توقفوا عن التعليم”.
هذه الأرقام الخطيرة التي تؤشر إلى مستقبل مظلم ينتظر اللبنانيين كيف السبيل للخروج من؟ وأين مسؤولية الدولة وخطتها للنهوض بهذا القطاع؟
ووسط هذه الأزمة المتشعبة يتحدث الأمين العام لرابطة المدارس الإنجيلية في لبنان الدكتور نبيل قسطة لـ”ليبانون ديبايت”, عن “أهداف الرابطة ويلخصها بهدفين اساسيين, الأول المحافظة على أساتذة مدارسها لأنه لا يمكن لهذه المدارس أن تستمرّ وسنفتقد الجودة والنوعية بالتعليم، لأن عدد كبير من الأساتذة تركوا التعليم بعد أن باتت معاشاتهم لا تساعدهم على تلبية حاجاتهم”.
أما الهدف الثاني, “التعامل مع الأهل حتى تستطيع المدارس تأمين مصاريفها أي أن المدارس تطلب من الأهالي الدولار الفريش كي تستطيع دفع رواتب الاساتذة وشراء المازوت، ويكشف أن المارس الانجيلية طلبت من الأهالي ما بين 250 و700 دولار فريش إضافية على الاقساط حتى تستطيع الاستمرار”.
وعن قدرة الأهل على تأمين هذه المبالغ ؟ يجيب: “الله يساعد الأهل، هناك أهل يستطيعون وآخرون لا ونحاول أن نتفهم ذلك، ولا بد للأهل أن “يزركوا حالن”حتى يبقى عندنا اساتذة”.
ويتطرق الى “مشكلة أكاديمية تواجهها المدارس حول كيفية تعليم طالب وسط جو عائلي محبط وقلق دائم عند التلميذ والأستاذ على مستقبلهما، لأن الفاقد التعليمي يزداد كل سنة لعدة أسباب”.
ويكشف عن “زيادة المرشدين التربويين في مدارس الإنجيلية لتستطيع المدرسة أن تزرع الرجاء في نفوس الطلاب الذذين يخافون من عدم امكانية استمرار الاهل بتعليمهم”.
ويكشف الدكتور قسطة ما هو غير متوقع هو “زيادة عدد الطلاب في المادرس”, لا سيما بعد أن “أصبحت الأقساط على سعر الصرف الحالي ضئيلة جداً كما أن هذه الزيادة”.
وعن دور الدولة ؟ يقول : “تتركنا بحالنا” فهي التي وعدت المدارس بـ500 مليار لم تصرفها حتى الآن لا نريد منها تصعيب الأمور علينا تتركنا مع لجان الاهل لنحل المسائل بيننا”.
أما على صعيد لجان الأهل فإن رئيسة إتحاد لجان الاهل في المدارس الخاصة لما الطويل تكشف لـ”ليبانون ديبايت” عن إجتماع قريب في وزارة التربية للأسرة التربوية برمّتها لوضع سقوف لما اسمته تجاوزات بعض المدارس في الزيادات العشوائية، رغم اقرارها بضرورة الزيادة الحتمية ولكن يجب ان مقوننةوغير عشوائية”.
ودعت الاهالي لأن “يقدموا اعتراضاتهم في مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية أو أمام قضاء العجلة حتى تستطيع الوزارة احالة الموازنة الى التدقيق”.
ولفتت الى “قرار الوزير بعدم دولرة الأقساط ومن يفعل ذلك يتجاوز القانون وعلى الوزير محاسبته”.
أما عن صندوق المساعدات في المدارس فهو ليس إلزامياً والمدارس التي تلزم الأهل به ولجان الأهل عليها الإعتراض أما قضاء العجلة والاتحاد سيتابع الموضوع عند تبلغة من لجان الإهل اعتراضهم على الزيادات أو إلزامهم بالصندوق.