ملقّب بـ”أبو كرواسون”، واسمه “ن.س.”. يشتري الطحين المدعوم لصناعة الخبز العربيّ، ويصنع منه “الكرواسون” الذي يبيعه بالجملة بـ18 ألف ليرة و20 ألفاً، فيما سعر قطعة “الكراوسون” لديه بـ22 ألف ليرة، ثم يستتر بالطائفية والمناكفات السياسية ليغطّي “جريمته”. هذه رواية مصدر رسميّ ومسؤول لـ”النهار”، عندما سألناه عن تبريره للفوضى الحاصلة في ملف الطحين المدعوم.
وأكّد المصدر المسؤول أنّ “كميات القمح تكفي لـ35 يوماً”، مشدّداً في الوقت عينه على أنّ “المطاحن تسلّم الطحين بشكل اعتيادي إلى الأفران، وأمس رُصدت شاحنات طحين على ضهر البيدر متّجهة نحو البقاع”، متسائلاً عن “كميات الطحين التي توزّع يومياً على الأسواق”.
وتابع المصدر نفسه حديثه مؤكّداً أنّ بعض الأفران “يستلمون طحينهم، ويعجنون ربعه للخبز العربي، وبالكمية المتبقّية يصنعون أصنافاً أخرى”، موضحاً بأنّ “بعض الأفران تضع لطحين الخبز العربي بعض المحسّنات، وبدلاً من أن تشتري الإكسترا والسوبر إكسترا للخبز الإفرنجي تقوم باستخدام طحين الخبز العربي مع بعض المحسّنات”.
وذكر أن “هناك مطحنتين فقط من دون مخزون قمح، وإحداهما تنتظر أن يتمّ دفع بدل باخرة، وإلى ذلك الحين ليس لديها قمح”.
اشتدّت أزمة الرغيف في طرابلس، وامتدّت إلى الجوار فوصلت إلى زغرتا والكوره والبترون. حصل ذلك جرّاء توجّه الأهالي إلى أفران هذه الأقضية للاستفادة من وجود الرغيف في فيها وفي نقاط بيع الخبز أيضاً.
وأفاد مراسل “النهار” في الشمال أنّ “الطوابير ازدادت في الأفران التي قننت في البيع لإرضاء أكبر عدد ممكن من المستهلكين من دون تمييز، فيما غاب التوزيع عن الدكاكين الصغيرة وكذلك غابت كلّ أنواع الخبز الفرنجي عن الرفوف”.
وقال المراسل إنّ “بعض الأفران التي تشتري الخبز من فروعها الرئيسية في بيروت، باعت الخبز مباشرة من الفانات إلى الأهالي من دون إدخاله إلى صالات البيع وذلك كي لا يحصل أي ازدحام في الداخل”.