مهمة انتحارية.. والموعد الأسبوع المقبل!

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
سيناريو الـ65 صوتاً الذي طبع أُولى جلسات مجلس النواب الانتخابية، وكشف النقاب عن أكثرية متحركة قد تكون لها كلمتها في كل الاستحقاقات، ومنها حماسة “الثنائي الشيعي” تحديداً للتجديد للرئيس الاوفر في رئاسة الحكومة حظاً اي الرئيس نجيب ميقاتي، ولعلّ الحركة السياسية ستقضي بتوافق على مقياتي بما يقارب ال 65 صوتاً… لكنّ قبل هذا وذاك، يبقى السؤال مطروحاً، متى سيدعو رئيس الجمهورية ميشال عون عملياً إلى الاستشارات، ليُبنى على الشيء ومقتضاه؟
يبدو انّ ميقاتي ليس مستعداً لتقديم أيّة تنازلات في هذا الصدد، وهو الذي يدرك أنّ المهمّة التي تنتظر أيّ رئيس حكومة، هي شبه انتحارية، في ظلّ الأزمات المتفاقمة، وفي ضوء الكباش مع بعض القوى، وعلى رأسها التيّار الوطني الحر، وهذا ما تجلّى في السجالات “الكهربائيّة” الأخيرة.
في هذا الاطار تفيد معلومات خاصة لِوكالة “اخبار اليوم” انّ تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة قد تكون في اواخر الأسبوع المقبل، اي بعد زيارة المبعوث الاميركي الى لبنان اموس هوكشتاين (في 13 و14 حزيران) كما تشير اوساط سياسية تعمل على هذا الملف في دردشتها مع “اخبار اليوم”، الى أنّ أحداً لا يمتلك ترف المماطلة والمناورة، وأنّ الأمر متروك رهن الاتصالات السياسية التي بدأت خلف الكواليس للاتفاق على الحدّ الأدنى.
أمام هذا المشهد، كان واضحاً في انتخابات اللجان النيابيّة أنّ القديم بقي على قدمه، وسيطرت قوى الثامن من أذار على أغلبية اللجان رئاسة وأعضاء. وما يظهر في هذا المشهد انّ المحاصصة كانت ولا تزال موجودة، كما انّ الاحزاب تختلف في الاعلام، وتتفق داخل البرلمان.
ويشير المراقبون، الى انّ إنقسام نوّاب التغييريين في ما بينهم، من دون تنسيق مع المعارضة من الاحزاب التي تسعى إلى التقارب منهم، لاسيما انهم مصرين على عدم ترك مسافة بينهم وبين القوات والكتائب اللبنانية، التي يعتبرونهما جزءاً من “المنظومة” لذلك، فإنّهم سياسياً سيسقطون حتماً في ظل استمرار المزايدات الشعبويّة التي بدأت قبل الإنتخابات ولم تنته بعد اسدال الستار عليها، ما سيمنعهم من تغيير أيّ شيء في البلاد